رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 مارس 2007
العدد 1765

اتفاق بين تل أبيب ودمشق يزيل خطر "حزب الله"
إسرائيل ولبنان يدفعان اليوم ثمن الغزو عام 1982

بقلم: إم· جي· روزنبيرغ:

أقرأ الكثير حول إسرائيل بما في ذلك المواقع الالكترونية والمقالات التي تمثل اليمين المتطرف· وغالبا ما يكون محتوى هذه الكتابات متوقعا· فإسرائيل في هذه الكتابات على حق دائما (في ما عدا الدخول في مفاوضات) والعرب دائما على باطل (بصرف النظر عما يفعلون)·

وليس مفاجئا ألا نجد أي تغير في مواقف اليمين المتطرف بعد الحرب الأخيرة ضد "حزب الله"· بل على العكس من ذلك، فقد أكد على وجهة نظره القائلة إن المفاوضات مع العرب هي فكرة سيئة دائما·

وليس من المفاجىء أيضا، أن تتجاهل هذه الآراء حقيقة أنه لولا المفاوضات الناجحة على مدى العقود الماضية، لكان وضع إسرائيل أسوأ بكثير مما هو عليه الآن·

تخيل لو أن إسرائيل لم توقع معاهدتي السلام مع مصر والأردن· فبدلا من القلق بشأن الأضرار التي أحدثها قصف صواريخ حزب الله، لكانت إسرائيل تفكر في احتمال أن تدخل إحدى هاتين الدولتين أو كلتيهما الحرب ضدها· وفي ظل الوضع الهش الذي تمر به البلاد، سيجد الجيش الإسرائيلي نفسه، وهو يحارب على الجبهة اللبنانية، في حالة قلق من احتمال التعرض للهجوم من الأردن أو مصر، مما ينطوي على خطر تقسيم الدولة إلى قسمين·

والسبب الرئيس لغياب مثل هذا القلق هو توقيع اتفاقي السلام مع الدولتين الجارتين الأقرب، وحقيقة أن هاتين الدولتين تلتزمان ببنود الاتفاقيتين، وكذا إسرائيل·

وبالطبع، فقد عارض اليمين المتطرف في إسرائيل اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن، ووصف الرئيس جيمي كارتر بأنه عدو لإسرائيل لأنه دفع باتجاه توقيع اتفاقات كامب ديفيد·

كما ندد هذا اليمين المتطرف بإسحاق رابين مما أفضى إلى اغتياله، لتوقيعه اتفاق أوسلو، الذي من دونه لما كان هناك اتفاق سلام مع الأردن·

 

الخطأ الوحيد

 

إن الخطأ الوحيد في اتفاقي السلام مع الأردن ومصر، أنه لم تتبعها اتفاقات سلام مع سورية، وهو الأمر الذي كان قريب المنال ومع الفلسطينيين، وهو مازال في متناول اليد·

لقد عطل اتفاق السلام مع سورية، خلاف البلدين على إدارة 30 قدما من شاطىء بحيرة طبريا· ولو تم الاتفاق، لما كانت الحرب مع حزب الله ستندلع على الإطلاق، لأن كبح جماح حزب الله (وهو ما نجحت فيه سورية في الماضي) كان أحد شروط مثل هذا الاتفاق·

ولو تمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من توقيع اتفاق سلام، فربما لا يمنع ذلك "حزب الله" من مهاجمة إسرائيل، لكنه كان سيفعل ذلك دون ذريعة، وسيكون معزولا في العالم الإسلامي، بدلا من الظهور بمظهر البطل·

ولكن لا تتوقعوا الاعتذار من معارضي السلام العربي - الإسرائيلي، بل إنهم، لا يعترفون بأن الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 كان خطأ، لا يدفع اللبنانيون والإسرائيليون، ثمنا باهظا له اليوم·

بل إن البعض من اليمينيين المتطرفين في إسرائيل وأنصارها في الخارج يلومون إسرائيل على التردد في خوض الحروب، بدلا من التفكير في خيارات ربما تكون أفضل لإسرائيل، كما لخصومها·

فمثلا، حذر تشارلز كروثامر في مقالة له في صحيفة واشنطن بوست إبان الحرب على لبنان، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من أن "واشنطن ربما تعيد النظر في قيمة إسرائيل الاستراتيجية إذا لم تنتصر في حربها على حزب الله"·

وقد وجه إبراهام فوكسمان رئيس رابطة مناهضة التشهير في الولايات المتحدة، بعض يهود الولايات المتحدة وأنصارهم الذين يتخذون مواقف متطرفة في موضوعي الحرب والسلام المتصلة بإسرائيل، أكثر من قياداتها السياسية والعسكرية والرأي العام الإسرائيلي نفسه· وقال فوكسمان إنه "ليس من المناسب أن يجلس أحدنا في مكتبه في ميريلاند أو نيويورك ويتقمص دور الجنرال خلف الكواليس"·

 

سورية لاعب رئيسي

 

والآن، فإن الجميع يعرف أن حل المشكلة مع حزب الله موجود في دمشق وليس في لبنان أو الضاحية الجنوبية لبيروت، بل في دمشق· وإذا لم تكن هناك قناة للتفاوض بين تل أبيب ودمشق، فلابد من فتح باب المفاوضات بين الولايات المتحدة وسورية، وليس كافيا أن تردد الإدارة الأمريكية أن "سورية تعرف ماذا تريد"·

وسواء رضينا أم لم نرض، فلا يمكننا أن نحصل على شيء من الحكومات الأجنبية من خلال نقل الرسائل لها عبر وسائل الإعلام، أو من خلال طرف ثالث، أو حتى من خلال اتصالات على مستوى منخفض· فالاتصالات المباشرة ورفيعة المستوى هي السبيل لتحقيق السلام والاستقرار في العراق وأنحاء متفرقة من الشرق الأوسط، حيث يسقط الضحايا يوميا وتتعرض المصالح الأمريكية للتهديد·

هذا ما عبر عنه الصحافي اللبناني البارز ورئيس تحرير صحيفة ديلي ستار رامي خوري حين قال إن "سورية لاعب رئيسي في المنطقة ولها صلة بالقضايا التي تثير قلق واشنطن في لبنان وفلسطين والعراق وإيران· وعلى الرغم من أن أحدا لا يمكنه التنبوء بنتائج أية مفاوضات مع دمشق إلا أنه من قبيل تبسيط المسألة، ألا تتفاوض مع أهم اللاعبين في الصراع، فهكذا تنجح الدبلوماسية الطبيعية"·

ويعتقد الصحافي الإسرائيلي أوري نير أن الإسرائيليين يريدون المفاوضات مع سورية، وكشف عن معلومات لديه بأن الحكومة الإسرائيلية طلبت من الولايات المتحدة استخدام نفوذها على سورية لإطلاق الجنود الإسرائيليين الثلاثة المختطفين من قبل حركة حماس وحزب الله· ولكنه يقول إن واشنطن لم تبد استعدادها للمساعدة·

والآن، يتعين على إسرائيل التفاوض مع سورية فورا إذا كان من شأن ذلك أن يجلب السلام والاستقرار ويوقف تهديد الجماعات المتطرفة في لبنان وغزة، لأمنها· وهي أكثر دراية بمصالحها - بالتأكيد من المتطرفين في واشنطن من أمثال كروثامر·

عن: منتدى إسرائيل السياسي IPF

طباعة  

كتاب
أمريكا والإسلام السياسي "لعبة الشيطان" تتواصل منذ قرن وأكثر

 
سمحنا لبوتين سحق الشيشان حين كان يؤيدنا
بوش وصل البيت الأبيض عازما على محو إرث كلينتون