فؤاد الشطي... شكرا!!!
د. نادر القنة
عملا بمبدأ: "من لايشكر الناس لايشكر الله"· ومبدأ: "لا يُسند الفضل إلا لأصحاب الفضل"، أو بصيغة أخرى: "لا يسند الفضل إلا لأهله"··· فإن الواجب يقتضي حقا، أن يشكر أهل المسرح وأهل الثقافة في الأقطار العربية بصفة عامة، وفي منطقة الخليج العربي بصفة خاصة المكتب التنفيذي للهيئة العالمية للمسرح في منطقة الخليج العربي (I.T.I)· وفي طليعة هذا المكتب الفنان القدير فؤاد الشطي، على الدور الإيجابي والفاعل والمهم الذي لعبه طوال السنوات الماضية من أجل أن تكون الكلمة المسرحية الكونية للعام 2007 بتوقيع عربي، وببصمة ثقافية خليجية· وعلى وجه التحديد أن تكون الكلمة لرجل المسرح الأول في المنطقة، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة· وذلك على الدور الثقافي البارز الذي قام به سموه - ولا يزال يقوم به - في دعم كل أوجه الأنشطة المسرحية خليجيا، وعربيا· وهو دعم واضح للعيان، وليس بخاف على أحد من المشتغلين والمتابعين والراصدين للشؤون المسرحية في المنطقة·
المهم في الأمر، أن الفنان القدير فؤاد الشطي تبنى منذ سنوات مضت مشروع (الكلمة المسرحية الخليجية الكونية)، وعلى مدار اجتماعات مكتب الهيئة، والمكاتب الأخرى صارت شغله الشاغل· ولم يكن بمقدوره أن يخفي هذه الرغبة· وقد استثمر جهوده، وجهود زملائه، ووظف كل إمكاناته، وإمكانات المكتب من أجل أن يكون هذا الحلم واقعا· بل قريبا فالمسرحيون الخليجيون من حقهم تسجيل كلمتهم· والمسرح الخليجي من حقه تدوين كلمته في سلسلة الكلمات والرسائل المسرحية الكونية الخالدة· فهو مسرح لا يقل بإنجازاته وبرامجه وأدواته عن مسارح الأمم الأخرى· إذا لماذا لا يصوغ المسرحيون الخليجيون تلك الكلمة، وفي هذه المرحلة بالتحديد لتتداولها الأقطار العالمية كافة في اليوم العالمي للمسرح؟ كانت تلك هي فلسفته، وكان هذا منطلقه في التفكير والتدبير والتخطيط·
ومن أجل تحقيق هذه الغاية بذل الشطي جهودا مكثفة من أجل إقرار هذا المشروع من المجتمع الثقافي المسرحي الدولي· وعلى المرء أن يعرف بأن الأمر لم يكن هينا، أو متاحا أو سهلا لتحقيق ذلك كما يتخيل البعض، أو يتصوره·
نعم، الأمر لم يكن متاحا بهذه البساطة للكلمة المسرحية العربية سواء في هذا العقد، أو العقد الذي يليه، بخاصة أنه لا توجد مسافة زمنية فارقة، أو طويلة نسبيا، تفصل بين الاستحقاق العربي للكلمة التي كتبتها فتحية العسال من مصر، وكلمة القاسمي في هذا العام 2007م· فالمدة الزمنية متقاربة جدا· وهناك طوابير من أئمة ورموز وقادة الثقافة المسرحية العالمية في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وآسيا، وإفريقيا، والقارة الأسترالية ينتظرون ترشيحاتهم منذ سنوات· وهم جميعا من أصحاب الإنجازات المسرحية المؤثرة قاريا وعالميا· ومن المؤكد أنه يقف وراء دعم ترشيحاتهم جهود وطنية، ودولية أخرى تسعى لتمكينهم من إلقاء كلمتهم بهذه المناسبة الاحتفائية العالمية·
إذا أدركنا تلك الحقيقة، وعرفنا أبعاد مسوغاتها، عرفنا مقدار الجهد الذي بذله فؤاد الشطي من أجل إقرار الكلمة المسرحية الخليجية· وعرفنا كيف أدار بمهارة عالية، وإتقان شديد جولاته الحوارية مع المنظومة الدولية، مستفيدا من خبرته، وحنكته، وعلاقاته في المجتمع الثقافي المسرحي العالمي· حتى استطاع أن يضمن للكلمة المسرحية الخليجية المساندة والتأييد من مختلف الأطراف المسرحية الأخرى··· إنها بحق، قصة نجاح لرجل لم يعرف قلبه يوما ما غير عشق المسرح· فكان من حقه أن يصنع الانتصار الخليجي عالميا··· وبعد ذلك، ألا يستحق الشكر والتقدير؟؟