رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 مارس 2007
العدد 1764

ترياق مضاد لسموم الأفاعي من دماء الإبل

                                       

 

ميدل إيست أونلاين:  يتعاون علماء في دولة الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وكوستاريكا لإنتاج ترياق مضاد لسموم الأفاعي مستخرج من دماء الإبل· ويأمل العلماء أن يصبح الترياق أكثر فعالية من الترياق التقليدي في علاج الذين يتعرضون للدغ الأفاعي السامة· وذكروا أن نتائج التجارب إذا تأكدت فإن الترياق الجديد يمكن أن ينقذ آلاف الأفراد خاصة في غرب إفريقيا حيث تعيش أنواع عديدة من الأفاعي السامة وحيث معدل الوفيات بسبب لدغات الأفاعي من أعلى المعدلات في العالم·  ويحقن الباحثون في المختبر البيطري المركزي في دبي بدولة الإمارات الإبل بجرعات تزيد تدريجيا من سموم الأفاعي لتتكون في أجسامهم مناعة لها ثم يستخرجون الأجسام المضادة التي تنتجها أجهزتهم الحيوية·  وأوضح الدكتور أولريك فيرنيري مدير الشؤون العلمية بالمختبر ذلك قائلا "نحن ننتج هنا مع جمالنا التي تراها خلفنا ترياقا لسم أكثر الأفاعي فتكا في إفريقيا"· وأضاف "نحقن كمية صغيرة من السم تحت جلود هذه الجمال لتنتج أجساما مضادة"·  وتجرى الأبحاث في بريطانيا بوحدة اليستر ريد في كلية طب المناطق الحارة في ليفربول· ويستخرج العلماء السموم التي تستخدم في تكوين المناعة في أجسام الإبل من سموم ثلاثة أنواع من الأفاعي شديدة السمية· وقال روبرت هاريسون رئيس الوحدة إن نحو 120 ألف شخص يلقون حتفهم سنويا بسبب لدغات الأفاعي منها عدد كبير في غرب إفريقيا· والترياق المستخرج من الأجسام المضادة للخيول والأغنام والذي يتم حقنه في الوريد هو العلاج الوحيد الفعال للتسمم بلدغات الأفاعي· ولكن هذه الأنواع التقليدية من الترياق ينقصها الكثير لثلاثة أسباب رئيسية· فتركيبتها الجزيئية تعني أنها لا تستطيع النفاذ الى دم وأنسجة البشر ومن ثم لا تعالج الآثار الموضعية للسم المدمرة للأنسجة· كما يمكن أن تسبب حساسية شديدة عند بعض المرضي ويلزم حفظها مبردة ما يعني أنه لا يمكن الاحتفاظ بها في بعض المناطق الاستوائية· وأوضح هاريسون أن فريقه يأمل أن يتغلب الترياق المستخرج من الأجسام المضادة في أجسام الإبل على هذه المشاكل·  وقال  "الإبل لها خصائص فريدة في المملكة الحيوانية لا يشترك فيها إلا نوع من أسماك القرش وهي أن الكثير من الأجسام المضادة التي تنتجها ليست جزيئات كبيرة كالتي تنتجها الخراف أو الجياد ويكون الجسم المضاد أصغر كثيرا· وهذا الصغر هو الذي أشار لنا الى أنها قد تكون مفيدة عندما نحقنها من خلال الوريد في مجرى الدم لضحية مصابة بالسم فيمكن أن تمر من خلال الدم والأنسجة وتدخل الى النسيج لوقف المرض الذي يحدث في الخلايا"·  وأضاف أن دراسة أجريت بجامعة كوستاريكا اشارت الى أن الترياق المستخرج من الإبل يرجح الى حد بعيد لأسباب لم يعرفها العلماء بعد إلا يسبب حساسية مثل الأجسام المضادة المستخرجة من أجسام الخيول أو الأغنام· 

وأشارت دراسات أخرى الى أن ترياق الجمال يمكن تخزينه في درجة الحرارة العادية· 

وعندما علمت فرق الأبحاث في ليفربول وكوستاريكا والإمارات بالسمات التي تنفرد بها الأجسام المضادة المأخوذة من الإبل أجرت دراسة تجريبية على الجمال في اليمن وحيوان اللاما في هولندا· وأثبتت النتائج الأولية للدراسة أن أجسام تلك الحيوانات تتفاعل مع السموم بنفس درجة الفعالية لأجسام الخيول والأغنام التي يتم حقنها بالسموم· وبعد تلك النتائج الأولية قرر الباحثون تطوير ترياق خاص لغرب إفريقيا فجمعوا سموم عدد من الأفاعي المعروفة في المنطقة ويستخدمون سمومها في حقن الجمال في دبي·  وعلى فترات منتظمة يقوم أفراد متخصصون بإزالة السموم من عشرات الأفاعي الموجودة في وحدة أبحاث السموم·  ويتم تجميد السموم بعد ذلك وتخزينها ثم ترسل كميات منها الى دبي لحقن الجمال·  وأوضح هاريسون أنه عندما يصبح عدد الأجسام المضادة كبيرا بدرجة كافية في دم الجمال المحقونة بالسم يرسل الفريق كميات كبيرة من هذه الأجسام المضادة الى جامعة كوستاريكا حيث ينتج الترياق· وسيعكف العلماء على دراسة مدى فعالية الترياق في ليفربول قبل إجراء تجارب إكلينيكية عليه وإذا ثبتت فعاليته فستتم تجربته في غرب إفريقيا·  وقال هاريسون إنه إذا ما أثبتت التجارب النتائج التي يأمل العلماء في تحقيقها من الأجسام المضادة للجمال يمكن أن يكون الترياق فتحا كبيرا في علاج سموم الأفاعي  القاتلة·

وقال هاريسون "نحن هنا في كلية طب المناطق الحارة سعداء بصفة خاصة لإتاحة الفرصة لنا لتطوير منتج يمكن أن يحسن حياة البشر الذين تلدغهم الأفاعي في الدول الإفريقية الحارة· وهذا يتفق تماما مع مبادرة حديثة لمنظمة الصحة العالمية لا يقتصر هدفها على تحسين صناعة الترياق المضاد للسموم بل تحسين وصول الترياق الى الأفراد والمجتمعات الذين هم في أمس الحاجة اليه"·

طباعة  

حقيقة إنفلونزا الطيور في الكويت
 
SPOT LIGHT
 
دراسات
 
"كان" تقوم بتشغيل خدمة Can Call
 
القطط العصبية
PAWS
Protecting Animal Welfare Society
KUWAIT