برستيج العرب
يصعب التمييز بين القنوات الفضائية التلفزيونية لظهورها فجأة بجهاز الاستقبال دون برمجة مسبقة مثلما تنتشر حبات الفقع في الأرض القاحلة بعد زخات المطر· من دون أي أصل معروف وأي هدف واضح وفي أماكن لا تصلح أبداً لتكون محطات بث تلفزونية تنشأ قنوات جديدة يومياً لتعلن للعالم فشل العرب اعلامياً، فنياً، وثقافياً·
تخلو البرامج العربية ماعدا الغنائية إلى عامل التشويق وتعيد وتزيد البرامج الحوارية الموضوعات السياسية المتقدة بنيران حروب أشعلتها العلاقات الشخصية القائمة على أساس مادي أو ديني!
ولو أردنا على سبيل الذكر لعدم وجود مجال للمقارنة العادلة، يظهر في القنوات الأجنبية دون تحديد المختصين بجميع المجالات وعلى اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية بشكل بسيط ليتحدثوا للعالم عن نتائج تجاربهم وخبراتهم بما يفيد المشاهد ويفتح آفاق ذهنه على الحقائق التي تساعده في حياته اليومية·· بينما يأتي العربي المختص حتى لو كان بالرقص الشرقي "مرتز" في قعدته ويتكلم بصيغة الجمع ليعظم من نفسه "ليسد جبد" المشاهد ويجعله يركض لاجئاً للقنوات الغنائية التي تشل فكره وتشحنه بالموسيقى عديمة الأنغام!
العملية هنا أنه لا يمكن لثقافتنا العربية التنازل عن برستيجها ولا يمكن للدكتور النزول عن غروره ومحادثة الإنسان العامي بطريقته لكي يفهم المريض حالته وتشخيصها جيداً ويعرف طريقه إلى العلاج والصحة!
جنان بهزاد
jenan@taleea.com