رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 فبراير 2007
العدد 1761

الحزب الجمهوري منقسم بين بيكر وماكين

                                                              

 

·        صحيفة نيويورك بوست وصفت مجموعة دراسة العراق بـ "القردة المستسلمين"

·      الجمهوريون ينخرطون في عملية للبحث عن الذات بعد أن خبا صوت المحافظين الجدد

·         الديمقراطيون لا يقلون انقساما عن الجمهوريين بشأن إدارة الحرب في العراق

 

بقلم جون برودر وروبين تونر:

أظهر تقرير مجموعة دراسة العراق برئاسة جيمس بيكر ولي هاملتون، وجود انقسامات عميقة داخل الحزب الجمهوري حول كيفية إدارة الحرب التي يعتقد الكثيرون أنه سترهق الحزب - والشعب الأمريكي - لسنوات مقبلة·

فالوثيقة التي كان كثيرون في واشنطن يأملون بأنها ستمهد الطريق لحدوث وفاق بين الحزبين الرئيسيين، قوبلت بالتنديد الشديد من قبل اليمين، وقال صقور الحزب الجمهوري بأنها كانت مضيعة للوقت وتدفع باتجاه تراجع أمريكي مهين·

الوصول إلى توافق وطني على السياسة الأمنية للبلاد وتفادي الصراعات الحزبية المريرة خلال الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008·

 

صيغة للنصر

 

السيناتور جون ماكين أحد أبرز مرشحي الحزب لانتخابات الرئاسة عارض التوصيات الرئيسية للتقرير لأنها لا تقدم صيغة للنصر· ويحرص ماكين على اتخاذ موقف متشدد من الحرب في العراق، حيث دعا إلى زيادة فورية في عدد القوات الأمريكية لمحاولة ضمان أمن بغداد وسحق المتمردين·

ومن السابق لأوانه التنبؤ بتأثير الحرب على السباق الجمهوري للفوز بترشيح الحزب في وقت لا يزال المرشحون الآخرون بصدد بلورة مواقفهم من الحرب وفي وقت قد تتغير فيه الظروف على الأرض هناك·

ولكن الجدل سيطال هوية الحزب وصورته كحزب قوي في مجال الأمن القومي· فهذه الصورة هي التي سهلت إعادة انتخاب بوش بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولكنها تعرضت للتساؤلات في انتخابات الكونغرس النصفية في شهر نوفمبر الماضي·

وسيكون للخيارات التي سيتبعها بوش حيال العراق تأثيرات عميقة على طريق إدارة الحرب وعلى صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة مستقبلا، فقد انخرط الحزب الجمهوري بالفعل في عملية بحث عن الذات بعد الهزيمة الأخيرة في انتخابات الكونغرس وبدأوا في دراسة السبل الكفيلة باستعادة ثقة الناخب الأمريكي في سياسة الحزب المتعلقة بقضايا الحرب والسلام·

وعبر عن هذا الوضع جيدا السيناتور الجمهوري غوردون سميث الذي تحدث عن مخاطر الانسحاب من العراق ثم استدرك بأنه أيضا لا يؤيد بقاء الأوضاع على ما هي عليه، "فإما أن ندير الأمور بنجاح أو نعود إلى بلادنا"·

ويواجه الرئيس بوش مطالب متزايدة من المعتدلين الجمهوريين ومن الديمقراطيين، لتبني خطة للبدء بالانسحاب من العراق· ويرى هؤلاء في تقرير بيكر وسيلة مناسبة لبدء فك الارتباط بالعراق وإنهاء الصراع الحزبي في واشنطن· فمثلا يقول السيناتور أولمبيا سنو، الجمهوري المعتدل، "إن تجاهل رسالة الجمهور الأمريكي في الانتخابات الماضية يمثل مخاطرة سياسية· فالشعب الأمريكي موحد في عدم رضاه عن سير الأمور في العراق"·

بيل كريستول رئيس تحرير مجلة المحافظين الجدد "ويكلي ستاندارد" الذي يعتبر من أبرز المؤيدين لقرار غزو العراق يقول إن "تقرير بيكر هو أداة الجمهوريين الذين يريدون نفض أيديهم من العراق، في حين أن جون ماكين لديه استراتيجية لتحقيق النصر وعلى الرئيس بوش والحزب الجمهوري الاختيار بين بيكر وماكين"·

ويعكس الخيار الذي يشير إليه كريستول جدلا طويلا يدور داخل الحزب الجمهوري بين الأيديولوجيين من المحافظين الجدد والواقعيين في الحزب· وما إن بدأت الأوضاع في العراق تسير نحو التدهور حتى اشتدت شوكة الواقعيين وتراجعت مكانة المحافظين الجدد· وبرزت كلمة الواقعيين من أمثال جيمس بيكر ولورانس إيغلبيرغر وروبرت غيتس، عاليا في تقرير مجموعة دراسة العراق·

 

حسابات بوش والجمهوريين

 

وقد وصفت صحيفة وول ستريت جورنال التي تعتبر الباروميتر لتفكير المحافظين تقرير لجنة دراسة العراق بأنه "تخبط استراتيجي على مستوى الحزبين ومحكوم باعتبارات السياسة الداخلية"، لكنها رحبت باقتراح زيادة عدد القوات الأمريكية الهادفة إلى تدريب القوات العراقية، لكنها انتقدت اقتراح إشراك سورية وإيران في المفاوضات بشأن العراق·

وقد وصف ريتشارد بيرل، أحد صقور المحافظين الجدد التقرير بأنه "مغامرة سيئة الطالع" ودعا إلى تجاهله· وانتقد عدد آخر من المتشددين في الحزب الجمهوري قائلين إنه دعوة إلى الهروب والاستسلام·

أما الديمقراطيون فليسوا أقل انقساما بشأن التقرير، فلأنهم يدركون أنهم أمام توقعات عالية من الناخبين بعد أن نظموا حملات انتخابية تعد بالتغيير في العراق، أطلق بعض زعماء الحزب الديمقراطي دعوات لإجراء جلسات استماع بشأن إدارة الحرب· وطالب بعض زعماء الكونغرس من الديمقراطيين بتقليص الإنفاق على الحرب هناك، لكن زعماء آخرين عارضوا ذلك، وأمسكت زعيمة الأغبية الديمقراطية نانسي بيلوسي، العصا من المنتصف حين قالت إن الديمقراطيين سيفرضون معايير وشروط جديدة على تمويل الحرب·

وبصرف النظر عما يتخذه زعماء الحزب الجمهوري من مواقف اليوم، إلا أنهم يفضلون عدم خوض انتخابات الرئاسة عام 2008 على أجندة الحرب في العراق، كما يقول البروفيسور دوغلاس فويل من جامعة ويسليان، الذي يضيف أن الجمهوريين "لا يريدون للحملات الانتخابية لانتخابات الرئاسة والكونغرس عام 2008 أن تكون حول مواصلة النهج الراهن في العراق· وهنا تتباعد حسابات بوش عن حسابات الجمهوريين كثيرا· فكل القيادات الجمهورية تفكر في الانتخابات المقبلة، بينما الرئيس لن يخوض أية انتخابات بعد الآن"·

عن نيويورك تايمز

طباعة  

التزام إسرائيل بالقانون الدولي شرط أساسي لتحقيق السلام
 
بوش لن يغير سياساته مهما كانت نتائجها كارثية