الجيران ـ واشنطن:
نقلت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة عن تقرير طال انتظاره للمخابرات الأمريكية أن الوضع في العراق محفوف بالمخاطر مع تفوق العنف الطائفي في العراق على خطر القاعدة كأخطر تهديد مباشر للاهداف الأمريكية·
وحسب "رويترز" التي نقلت عرض الواشنطن بوست لهذا التقرير فأن هذه الوثيقة المؤلفة من 90 صفحة لم تتوصل الى نتيجة بشأن ما إذا كان الصراع في العراق قد اصبح حربا أهلية، وهو رأي قلق لم يحسم القناعة بعد بأن مايجري في العراق هو حرب أهلية فيما يعتقد الكثيرون أنها كذلك·
ولكن معدي التقرير أعربوا عن عدم تأكدهم مما إذا كان الزعماء العراقيون سيكون بامكانهم تجاوز الانقسام الطائفي لمكافحة التطرف الذي اصبح الآن الخطر الأول في سياق التقييم للوضع العراقي؟ وهل بمقدورهم اقامة مؤسسات وطنية عاملة؟
ورغم التفاؤل الذي يسود بيانات حكومية من أن خطة أمن بغداد الجديدة قد توفر قدرا كبير من الأمن للعاصمة بغداد غير أنه لاتوجد لغاية الآن مؤشرات تدفع الى القول بأن الصراع الطائفي سينحسر مالم تتحقق عملية سياسية كبيرة تشمل جميع مكونات الوضع العراقي تتحقق فيها هدنة بين الأطراف المتصارعة على السلطة تسمح بوضع مستقر أمنيا , وبغير ذلك فإن لاأحد يعتقد لغاية الآن بأن الأستقرار سيحالف العراق قريبا·
وقالت الصحيفة إن إيران التي يتهمها البيت الأبيض بإثارة أعمال العنف ورد ذكرها في وثيقة تقييم المخابرات بشأن العراق ولكنها لم تركز على إيران إنما أشارت الى مصادر خطر أخرى·
وكان القائد الجديد للقوات الأمريكية في العراق قد اتهم إيران بأنها وراء الكثير من العمليات التي استهدفت القوات الأمريكية والبريطامية في العراق واتهمها بتمويل جماعات إرهابية بالمال والأسلحة· وكان الرئيس بوش قد شدد على قواته في العراق بملاحقة العملاء الإيرانيين في العراق وتجسد ذلك بقيام القوات الأمريكية باعتقال مااشتبهت بكونهم عملاء للمخابرات الإيرانية في أربيل والسليمانية وبغداد فيما نفت إيران صلتهم بالمخابرات وقالت إنهم دبلوماسيون إيرانيون وطالبت بإطلاق سراحهم·
وفي تصريحات ملفتة للانتباه قال رئيس الوزراء العراقي السيد نوري في مقابلة له: إن التدخل الإيراني في العراق أمر قائم وهو في سياق الصراع الإيراني الأمريكي ودعا كل من إيران والولايات المتحدة بعدم جعل العراق ساحة لصراعهما ودعاهما لحل مشكلتهما بعيدا عن العراق· وهو أول تصريح من مسؤول عراقي يدعو الولايات المتحدة التي تحتل العراق الى النأي بنفسها عن تحويل العراق الى ساحة صراع مع الآخرين كما يتهم إيران بالقيام بعمليات مسلحة ضد القوات الأمريكية في العراق ·
ويأتي تقرير المخابرات الأمريكية وهو التقرير الثاني بعد تقرير لجنة بيكر هاملتون في الوقت الذي تبدأ فيه الولايات المتحدة الخطوة المثيرة للجدال بإرسال 21500 جندي إضافي الى العراق· وهي خطوة عارضها مجلس الشيوخ في قرار غير ملزم للرئيس بوش·
ونقلت الواشنطن بوست عن مصدر مطلع على هذا التقرير قوله إن عمليات الانشقاق الطائفي في العراق عرضت بشكل بارز في التقرير في تغير رئيسي عن تقييم صدر سابقا عام 2002 و الذي لم يتم فيه إبراز الانشقاق الطائفي بشكل كبير ونظر إليه في وقته على انه تفصيلات ثانوية· لكن بعد أحتلال العراق عام 2003 واتجاه الوضع السياسيى نحو منحى طائفي وما أعقب ذلك من تداعيات في مقدمتها تفجيرات سامراء عام 2005 التي كانت بمثابة الشرارة الأولى لإطلاق العنف الطائفي جعل صورة الحرب الطائفية واضحة بصورة جلية في الصراع الدائر في العراق·
وكان تقييم 2002 للمخابرات قد صدر في أواخر نظام صدام حسين قد ركز على موضوع الأسلحة المحظورة وقال إن العراق كان لديه ترسانات من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وهو ادعاء لم يقم له دليل منذ غزو الولايات المتحدة العراق عام 2003 لغاية الآن·
وأطلع جون نيجروبونتي مدير المخابرات الوطنية الرئيس جورج بوش على هذا التقرير ومن المقرر أن يقدمه للكونجرس ومن المقرر أيضا نشر نسخة غير سرية من التقرير·
ويقوم المجلس القومي للمخابرات بإعداد تقارير تقييم المخابرات الوطنية بالاستعانة بمعلومات من عدة وكالات مخابراتية·