الجيران - دمشق - بغداد - (أ·ب· ف، الزمان):
اتهمت الحكومة العراقية دمشق باتخاذها موقفاً معادياً للشعب العراقي حسب متحدثها الرسمي علي الدباغ الذي انتقد بحدة الإجراءات السورية الجديدة بحق المقيمين من العراقيين، واتهم مجموعات داخل الحكم السوري بمحاولة تخريب اي جهود في اول تصعيد عراقي رسمي بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق الشهر الماضي إثر قطعها أكثر من ربع قرن· واضاف المتحدث باسم الحكومة للتلفزيون الحكومي (لدينا أعداد هائلة من العراقيين لجأت الي سوريا، التي فرضت اجراءات اقامة ودخول غير معهودة)·
وأردف قائلا: (الموقف السوري معاد للشعب العراقي بهذه الطريقة التي يتعامل بها مع الملف العراقي· وكان بإمكان العراقيين حتي وقت قريب الحصول علي اذونات تتيح لهم البقاء في سوريا ثلاثة اشهر قابلة للتجديد· لكن السلطات السورية لم تعد تصدر منذ العشرين من كانون الثاني (يناير) سوي اجازات اقامة لمدة اسبوعين قابلة للتجديد مرة واحدة شرط تقديم وثائق بينها عقد ايجار·
ويربط العراقيون في سورية بين هذه الاجراءات وزيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى دمشق الشهر الماضي· في حين قالت مصادر حكومية سورية إن الجانب العراقي طلب من دمشق اجراءات تحد من هجرة العراقيين الي سورية·
في وقت تباحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجمعة هاتفياً مع نظيره العراقي هوشيار زيباري بشأن الاستعدادات لعقد مؤتمر لدول الجوار العراقي المقرر عقده خلال اشهر كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا)·
وكانت إيران وسوريا اتفقتا في 22 كانون الثاني (يناير) علي الدعوة لعقد مؤتمر إقليمي حول العراق يعقد في بغداد·
وأضافت الوكالة السورية ان الوزيرين قاما أيضا بــ تقييم النتائج الإيجابية لزيارة الرئيس العراقي جلال طالباني الى دمشق والتي كانت الأولى التي يقوم بها رئيس عراقي لسوريا منذ نحو ثلاثة عقود·
وأكد أن هناك كارثة تحيق بالعراقيين الموجودين في سوريا الان، هناك غضب عارم بين العراقيين علي الموقف السوري وغضب في العراق علي هذا الموقف المؤذي·
وقال ستيفان جاكميت الممثل الاقليمي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لرويترز انه يخشي من سوريا والاردن اللذين يستضيف كل منهما بين نصف مليون ومليون عراقي ربما يغلقان حدودهما في نهاية الامر امام اللاجئين وعدد كبير منهم ينفقون بسرعة اي موارد قد يكونون جلبوها معهم·
وكانت سوريا التي تستضيف بالفعل 423 ألف لاجيء فلسطيني أكثر الدول ترحيبا بالعراقيين رغم الأعباء الاضافية التي يخلقونها في اقتصاد يعاني من قلة فرص العمل وضعف الخدمات·
غير أن دمشق التي تتهمها الولايات المتحدة بمساعدة المسلحين العراقيين لا تحصل على تقدير دولي لاسهامها في تحمل أعباء اللاجئين العراقيين·
وكان حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين قال للصحفيين بعد لقائه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن سوريا لا تستجيب لطلبات الاحتلال بتسليم الفارين من جحيم العراق وهي ما زالت لا تسلم ولا تنوي ان تسلم الفارين من جحيم الاحتلال وجحيم الميليشيات والاستبداد والاقصاء·
وقال الضاري جئنا لنبدد الشائعات التي تلت الزيارات الرسمية العراقية لسوريا وما قيل عنها اعلاميا من أنها قد تغير المسار الوطني والقومي لسوريا·
وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني خلال زيارته لدمشق قبل أسبوعين قد قال ان العراق سيطلب من سوريا تسليم مطلوبين ومنهم بعثيون سابقون يشتبه بأنهم سرقوا ملايين الدولارات ويدعمون التمرد المسلح ضد القوات الأمريكية· ولم يسم الطالباني هؤلاء المطلوبين·
وأعاد العراق وسوريا العلاقات الدبلوماسية في الشهر الماضي بعد قطعها في الثمانينيات حين كانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي انحازت لطهران أثناء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات·
وتقول أحلام الجبوري انها ارسلت ابناءها الثلاثة وزوجها العاطل عن العمل الي سوريا واستمرت في العمل الي أن خطفها مسلحون ملثمون من أمام منزلها في منطقة التاجي ببغداد· قضت اسبوعا معصوبة العينين في الأسر الي أن نجح أشقاؤها الثلاثة في الإفراج عنها بعد أن دفعوا فدية قدرها 50 الف دولار·
وقالت أحلام وهي في الاربعينيات من عمرها خاطفي قالوا انني جاسوسة· لم يكن لدي بديل سوي مغادرة العراق·
انضمت الي أسرتها في سوريا المجاورة التي فتحت حدودها ومدارسها وخدماتها العامة لما بين نصف مليون ومليون من مليوني عراقي فروا من التفجيرات وأعمال العنف في بلادهم· لكن الفرص للوافدين الجدد الي سوريا شحيحة حيث تقدر معدلات البطالة بما بين 21 و20 في المئة كما تتخذ السلطات حاليا اجراءات صارمة ضد العمالة العراقية غير المشروعة· ويرتاد ابناء احلام مدرسة حكومية في حي السيدة زينب وهي منطقة قرب مزار شيعي يتردد عليه العراقيون والايرانيون·
وهناك مكتبان لجماعتين عراقيتين شيعيتين يتهمهما السنة بشن حرب طائفية هما التيار الصدري والمجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق·
ومضت احلام تقول السيدة زينب ليست البيئة التي أريد لابنائي أن يتربوا فيها· المنطقة تسودها الطائفية بالرغم من أن السلطات السورية ترحل من يحاولون اثارة المشاكل·
وأضافت لم أشعر قط بانقسام بين الشيعة والسنة قبل الغزو· شقيقتي متزوجة من شيعي·
من جهة أخرى تجمع عشرات اللاجئين العراقيين امس قرب مقر المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في دمشق على امل ان تساعدهم المنظمة الدولية إثر الإجراءات السورية الأخيرة التي تحد من فترة اقامتهم في سورية· وكان بامكان العراقيين حتى وقت قريب الحصول على اجازات تتيح لهم البقاء في سورية ثلاثة اشهر قابلة للتجديد·
لكن السلطات السورية لم تعد تصدر منذ العشرين من كانون الثاني سوى "اجازات اقامة لمدة أسبوعين قابلة للتجديد مرة واحدة شرط تقديم وثائق بينها عقد إيجار"، كما روى العراقي محمد الذي رفض الكشف عن شهرته·
واضاف محمد "يتعين على العراقيين لاحقا العودة الى العراق لمدة شهر لكي يصبح بامكانهم العودة الى سورية لمدة اسبوعين"·