الجيران ـ بغداد ـ (أ·ف·ب):
طلبت الحكومة العراقية من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي مضى عليها مايقارب 20 عاما في العراق الرحيل، وخيرتها بين العودة الى إيران وهذا من المستحيل أو الانتقال الى بلد آخر متهمة إياها بالتدخل في الشأن العراقي·
وكانت منظمة مجاهدي خلق قد أعلنت في مؤتمر في باريس كشف قوائم بأسماء 31 ألف عراقي وإيراني يقبضون رواتب من إيران باعتبارهم متطوعين في جيش القدس التابع للحرس الثوري وللمخابرات الإيرانية مما أثار لغطا كبيرا وردود فعل في العراق وإيران· وقد يكون إنذار الحكومة العراقية حسب مايراه المراقبون أقوى رد فعل على نشر هذه القائمة·
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة، في مؤتمر صحافي الأمر متروك لهم أي لمجاهدي خلق وقد أعطوا حرية الخيار بين ان يرجعوا الى بلدهم إيران أو أن تقبلهم دولة أخرى، نحن في العراق لدينا من المشاكل والظروف الصعبة التي لا تسمح لنا بإيوائهم· وأضاف الدباغ هذه المنظمة بدأت بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي وأن وجودها في العراق غير مشروع، لذلك وجه مجلس الوزراء العراقي بتصفية هذه المنظمة من خلال لجنة شكلت في يوليو (تموز) الماضي، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية·
لكن منظمة خلق تعتبر وجودها بحماية القوات الأمريكية ·وقد سبق وطالبت إيران من المسؤولين العراقيين ترحيل وأجلاء هذه المنظمة المعارضة عن الأراضي العراقية لأنها ضالعة بأعمال إرهابية، لكن العسكريين الأمريكيين ردوا في تصريحات متناوبة بأن المنظمة لاتقوم بأي نشاط مسلح لأن القوات الأمريكية جرتها من أسلحتها وهي ملزمة بالمكوث في معسكر (أشرف) قرب ديالى· وتعول منظمة مجاهدي خلق على الحماية الأمريكية باعتبار أعضائها لاجئين وتحت حماية الأمم المتحدة·
ويقيم ما لا يقل عن أربعة آلاف إيراني، بينهم أطفال ونساء في معسكر أشرف الواقع قرب منطقة العظيم (70 كلم شمال بغداد) في محافظة ديالى· وأوضح الدباغ أن أفراد هذه المنظمة يتجاوزون على القانون العراقي باتصالهم مع المسؤولين وهذا لا يجوز، مشيرا الى أن وجودها في العراق بحسب معاهدات جنيف، وهم أعطوا فرصة لترتيب أقامتهم في بلد ثان غير العراق· وأكد أن دستورنا لا يسمح بإيواء أية جماعة إرهابية، فهذه المنظمة مصنفة كجماعة إرهابية، هناك تحذير لهذه المنظمة أن تلتزم المعايير القانونية خلال وجودها في العراق·
وكانت حركة مجاهدين خلق أعلنت قبل فترة لائحة بأسماء أكثر من 31 ألف عراقي، أكدت أنهم عملاء للنظام الإيراني، ويتقاضون أجورا من طهران· واتهمت الحركة إيران بإرسال ملايين الدولارات نقدا كل شهر الى العراق، وتهريب أسلحة إليه، مؤكدة وجود عناصر حاليا من فيلق القدس في العراق· وأنها من أجل ذلك تتعرض الى ضغوط كثيرة·