الجيران ـ عمان ـ الملف برس:
قال رئيس جماعة علماء العراق التي تأسست حديثا الشيخ عبداللطيف هميم: نحن نمثل القوى الفاعلة والمؤثرة، أو جزءا كبيرا منها في الساحة العراقية، بدلالة أن عدد المنتمين لجماعة علماء العراق تجاوز الخمسمائة عالم معظمهم من الأكاديميين والشخصيات المرموقة في المجتمع العراقي، وأضاف الشيخ هميم: نحن نمثل تيارا فاعلا في الساحة العراقية· ومعظم المنتمين للجماعة، وبنسبة 95 بالمئة، يقيمون داخل العراق، وليس خارج العراق، وأنه تم الإعلان عن تشكيل الجماعة علنا، ونقلت ذلك الفضائيات العراقية، من بغداد ومن البصرة، وقد رأى الناس الحضور الكبير في البصرة، كما أن القيادات التي تعمل في مكتبي بغداد والبصرة أسماؤها معلنة، وكذلك رؤساء الفروع والطواقم العاملة معهم، إلا أنه لمقتضيات الأمن وضروراته، حيث إننا نعيش في ظروف صعبة، لا نعلن عن كل الأسماء، خاصة الأسماء المهمة التي نعتقد أنها قد تستهدف في أي مرحلة من المراحل من قبل جهات متطرفة، أو غير مسؤولة·
وأضاف: أما فيما يتعلق بالنسب، فنحن نرفض إعلانها لأننا لا نريد العودة إلى المحاصصة الطائفية، ونحن نعلن أن جماعة علماء العراق مفتوحة لكل من يتطابق معها في خطابه، ولو في الحد الأدنى·· هي جماعة مفتوحة لا تمارس الإقصاء، ولا تتطلع إلى شيء من غرض الدنيا، وإنما هي تتطلع إلى بناء عراق واحد موحد مزدهر·· أرضا وشعبا وسيادة، ويوجد لدينا مجلس تنفيذي، ومجلس إفتاء، والمجلس التنفيذي يتشكل من 17 شخصية، ومجلس الإفتاء يتشكل من 15 شخصية، وسنعلن قريبا جدا الأسماء التي يمكن إعلانها، وذلك في مؤتمر سيعقد خارج العراق·· وربما يعقد في الأردن·
ودعا الشيخ عبد اللطيف هميم رئيس جماعة علماء العراق الى عقد مؤتمر عربي على غرار مؤتمر الطائف الذي عقد لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما، لحقن الدماء التي تراق في العراق وان فكر التكفيريين السائد الآن هو فكر قديم جديد·· وهو فقه الخوارج الذي اعتمد التكفير منهجا للوصول إلى أغراضه وأهدافه السياسية·
وقال الشيخ هميم إن حقيقة الظرف الصعب الذي يمر به العراق بعد 47 شهرا من الاحتلال الأميركي، جعلنا نرى أنه من الضروري أن نؤسس جماعة علماء العراق· وهذه الضرورة تقتضيها المرحلة، وبالتالي هي ضرورة دينية وسياسية وأخلاقية، لان البلد يسير نحو منزلق خطر جدا·· نحو الفتنة الطائفية والمذهبية، وبالتالي هو سائر نحو المجهول، وأصبح على شفير الهاوية· وأنا أعتقد أنه ما لم يقم العقلاء الراشدون بصياغة خطاب عراقي جامع لكل مكونات الشعب العراقي، لن يخرج البلد من أزمته ومحنته· وهذا الخطاب السياسي الجامع يجب أن يتميز بأن يحتوي على المفاصل الأساسية لأن يكون خطابا عاقلا ورشيدا، وبمقاربات سياسية عاقلة ورشيدة·
وتابع الهميم نحن نعتقد أن قتل المسلمين والعراقيين هو خروج على الملة، لأن هذا الحكم مما علم من الدين بالضرورة·واعتماد الوسطية منهجا ومنهاجا·· منهجا في العمل والسلوك، وفي الأداء السياسي، ومنهاجا في رسم السياسات وإعادة تأهيل الوعي العراقي بنقله من ثقافة الفوضى إلى ثقافة النظام، ومن ثقافة التكفير إلى ثقافة التفكير وتجديد الفكر الإسلامي للوصول بالفقه الإسلامي إلى الاستجابة لتطورات العصر واستيعابها، وأن فكر التكفيريين السائد الآن هو فكر قديم جديد·· هو فقه الخوارج الذي اعتمد التكفير منهجا للوصول إلى أغراضه وأهدافه السياسية· هو فقه يطل علينا الآن في ثوب جديد، ونحن نعتقد أن منهج الوسطية هو المنهج الديني السليم، وإذا اعتمدت الوسطية من خلال قوانينها الثلاثة·· الإدراك الحضاري باعتباره مدخلا عقليا، والاستيعاب الحضاري باعتباره مدخلا سلوكيا، والوعي الحضاري·· نستطيع أن نبني مجتمعا متماسكا قادرا على مواجهة الأحداث، وعلى بناء الأمة والدولة·
وبين الشيخ الهميم الذي يقيم في عمان حاليا اننا نعتقد أنه بات ضروريا أن يصبح هناك مشروع وطني جامع يمثل أغلبية الشعب العراقي الصامتة التي لم تتكلم· ونحن ندعو كل العراقيين لأن يفكروا بصوت عال، ولأن نصرخ جميعا بأعلى صوتنا مطالبين بإنهاء ووقف نزيف الدم الذي وصل إلى غرف نومنا··