الجيران ـ بغداد:
وصل الى دولة الكويت وفد برلماني عراقي كبير للتباحث مع مجلس الأمة الكويتي بشأن إطفاء الديون التي بذمة العراق للكويت·
وقال النائب حسن السنيد: إنه رفع مقترحا الى مجلس النواب بهذا الخصوص أيده أكثر من مئة نائب ليتبلور في النهاية الى وفد يضم رئيس المجلس الدكتور محمود المشهداني والنائب الأول الشيخ خالد العطية، والسنيد نفسه فضلا عن حشد من النواب· وتبلغ الديون التي في ذمة العراق 40 مليار دولار تم دفع 18 مليارا منها حيث سيتباحث الوفد البرلماني الكبير على إطفاء 22 مليارا·
ويشعر السنيد بالتفاؤل في التوصل الى نتائج مرضية استنادا الى قناعته بأن الشعب الكويتي يدرك تماما إن الشعب العراقي لم يكن ليعتدي عليه في يوم من الأيام، وإنما وقع الشعبان ضحية مغامرة طائشة لرئيس النظام المباد الذي لقي مصيره في حبل المشنقة·
وكان مجلس الأمن أقر استقطاع هذه المبالغ بواقع خمسة في المئة من عائدات برنامج النفط مقابل الغذاء، وقد استطاع العراق تسديد ما في ذمته من ديون الى دول العالم بالإيفاء المادي أو بتسويات معينة ما عدا الكويت·
ويعتبر العراقيون غزو صدام للكويت كارثة تاريخية أدخلتهم بمأزق إنساني وأخلاقي ضخم إزاء العلاقات الموروثة بين البلدين التي اتسمت دائما بالود والمحبة وترتبط بأواصر المصاهرة والجيرة·
ويقول حسن السنيد: إن الشعب الكويتي، وممثله مجلس الأمة سيتفهم ضرورة التفاعل مع الشعب والبرلمان العراقي لدرء المخاطر ومواجهة التحديات التي تتطلب من الأشقاء وفي مقدمتهم الكويتيون أن يقفوا الى جانب العراق في محنته، لافتا الى أن الكثير من دول العالم تبدي التعاون وتقدم مساعدات من شأنها أن تحث الدول العربية على المبادرة لدعم العراق·
وأضاف أن الاستجابة الى دعوة البرلمان هذه المرة ستفتح أفقا جديدا لعلاقات متينة مع دولة الكويت، وستكتب للضمير والتاريخ الكويتي أنه وقف مع العراق في مأزقه وقدم له الإسناد والدعم ولهذا يقول السنيد: إننا سنلقى تعاطف الأشقاء وتجاوبهم وتفاعلهم الأكيد مع مطلبنا الذي سيؤكد مجددا أن شعبينا عانيا ضررا واحدا ومحنة واحدة·
ويذكر السنيد بأن الشعب العراقي رفض غزو صدام للكويت وتعفف عن قبول الهدايا المسروقة، بل إن موظفين في عدد من دوائر الدولة أبوا الانتظام بالعمل إلا بإخراج المعدات المنهوبة·· ويستدل السنيد على ذلك بالقول: إن الأشقاء الكويتيين سيتفهمون أن الشعب العراقي لايجدر به أن يتحمل أخطاء رئيسه الذي لم يكن يعبأ بالشعب من قريب أو بعيد·
