جاسم المطير
التحول الديمقراطي في البرلمان العراقي!
كثيرة هي التحولات الديمقراطية الجارية في البرلمان العراقي إثر عودة ما يقارب من نصف أعضائه من مكة بعد أداء فريضة الحج آملين من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يسامحهم ويعفو عنهم وعما اقترفه البعض منهم من أساليب الغش والتزوير في الانتخابات، والبعض منهم في تقاضي الرشاوى والعمولات والبعض منهم طلب من الله المغفرة من تهمة التحرش النسائي وبعضهم سأل الله أن يعفو عنه لأنه لم ولن يقدم أي شيء، حتى لحظة تقبيله للحجر الأسود، لصالح الشعب العراقي الذي انتخبه!
أول التغيرات والتحولات الديمقراطية شملت الدكتور محمود المشهداني ويمكن الإشارة إلى بعضها كما يلي:
(1) تحدى بقوة، من على منصة مجلس الرئاسة، جميع موديلات الملابس العراقية الفولكلورية من أم العباية حتى أبوالسدارة فراح يضع العباية النجفية المطرزة بلون الذهب على كتفيه بدلا من شد ربطة العنق التي اعتاد عليها ملايين الأطباء و الأفندية!
(2) صار أكثر مرحاً وشفافية في الحديث عن مشاكل النواب المحترمين، بدلا من الحديث عن "مشاكل" المواطنين غير المحترمين!
(3) صار يحاسب النواب المتغيبين عن حضور جلسة البرلمان العراقي الأغر بقراءة أسمائهم في المجلس كي يبلـّغ زوجات أو أزواج المتغيبين والمتغيبات عن طريق الشاشة التلفزيونية أزواجكم مو بالبرلمان·· هاا··! وذلك تطبيقا لتكتيك نقل المعارك البرلمانية إلى داخل بيوت البرلمانيين حفظهم الله جميعا من كل مكروه··!
(4) صار الدكتور محمود المشهداني يمارس النقد اللاذع للنواب المتغيبين والمقصرين والجاهلين وبذلك يوفر المادة السينمائية المناسبة للفنان عادل إمام لإنتاج سينمائي جديد لعام 2007 بعنوان (برلمان من جوة وبس··)
(5) استطاع المشهداني أن يحسس بالأسلوب الباراسيكولوجي أكثرية النواب أن الشعب العراقي صار يتجاهلهم لأنهم صاروا يتجاهلون مصالحه!
ثاني التغيرات الديمقراطية الجارية هو قرار الكتلة الصدرية بالعودة إلى خان جغان البرلمان بعد أن هداها الله سبحانه وتعالى إلى أن مقاطعة البرلمان ليست سوى أكذوبة من أكاذيب المراهقين··!!
ثالث التغيرات الديمقراطية أن مجلس النواب العراقي وعى أن كلام الناس عنه في صحافة العراق وفي صحافة العالم كله هو (كلام بلا فائدة) ·· وهذا الوعي هو منتهى العبقرية الطائفية··!
رابع التحولات الديمقراطية هو الصمت التام للمرأة تحت قبة البرلمان فقد صار من العسير على المرأة البرلمانية المحجبة أو أم العباية أن تجد (الفكرة المناسبة داخل المكان المناسب)··!
خامس التحولات الديمقراطية هو أن الشعار الرئيسي الجديد للبرلمان العتيد قام على مبدأ: الغائب حجته معاه··!
عاشر التغيرات الديمقراطية أن المرأة البرلمانية العراقية تحررت اقتصاديا فما عادت بحاجة إلى فلوس زوجها بل صارت حاجتها ماسة إلى الموبايل ··!
المهم صار البرلمان رائعا في هذه الأيام ولو صار العراقيون يشاهدون كل جلسات مجلس النواب يوميا من الصباح حتى منتصف الليل فلن يتململ أحد في مقعده بعد أن جفت الشاشات التلفزيونية العراقية من الموسيقى والغناء والرقص الشرقي الأصيل وصارت كل الأحاديث الصحافية متلوثة بالفساد المالي والإداري في معظم الوزارات!
قيطان الكلام:
· صبحكم الله بالخير أيها البرلمانيون الطيبون:
· كلمات الميكرفون البرلماني لها أجنحة ..تعلـّموا كيف تطيرونها حتى ولو كنتم أقلية··!