تحية للصديق الشاعر سامي القريني

شعر: مبارك صالح النجادة

إني رأيتك نجما في سماء غدي

            أنى تحلق فأجذب يا أخي عضدي

واصعد إلى الأفق السامي لا أفق

            أرقى من الوحي يذكي فكر مجتهد

واهبط لتحيي لنا حسا وتلهمنا

            واصنع بنا صنع مس الروح للجسد

حلق إلى السقف سقف الفكر مخترقا

            كل المسافات من ماض إلى الأبد

وامضي على الأرض مثل جميع من سلفوا

            حتى تري الجمع كيف المشي نحو غد

جسد لنا ما يراه الفكر ممتنعا

            على التجسد واملأ من رؤاك يدي

يا صاحبا نضجه قد كان نضج أبي

            حتى ولو كان وفق العمر لي ولدي

والعمر لا شيء أنى توأمت فكر

            حتى تساوى الهوى للشيء واللدد

خذ خافقي ثم روحي ثم باصرتي

            واقذف بهم في أتون الوجد يا سندي

صف لي الهوى وصف من عاش الهوى فغدا

            في كفه الحب زهرا ناضرا وندي

وارسم ملامحه في دقة فعسى

            ألقاه يوما فتبرد يا أخي كبدي

يا سيدي مر في أرضي جهابذة

            لم يفهموا فانزووا في مركن الكمد

لم يصدحوا غير ما قالوه شقشقة

            أو فر منهم كدمع غير متئد

قد كان أولهم فهداً وآخرهم

            لازال حيا حياة المنزوي البعد

فامضي معي نحو أحياء لهم لنرى

            ما ضاع منهم وما نحو البقاء هدي

إني وأنت لمنهم غير أن لنا

            شوطا وندركهم يا صاح بعد غد

إن ترغب اليوم يا عيني معرفتي

            إني بسيط كهذا البحر يا مددي

قد جئت في عالم لازلت أشعر في

            فيحائه أنني في وسط ملتحدي

قد يجهل الناس كل الناس معضلتي

            إلاك يا أيها المهدي من الصمد

ماذا أقول وقد فرت مناي أخي

            وانحاز في جانب عني هوى رغدي

الحمد لله هذا ما أقول كما

            أستغفر الله إن ضلت خطى جسدي

لي عالم كم أتوق اليوم لو فتحت

            أبوابه لي أو طالت إليه يدي

لكنه دائما ينأى فأتبعه

            لا أدرك القصد أو أقصيه للأبد

قيل المعاناة عندي حسنت لغتي

            لكن وما النفع إن لم يستقم أودي

يا شاطئي إن تكن كالبحر ممتلئما

            دوما بنفع ولا يعروك من زبد

فاجعل يمينك في كفي لتبحر بي

            أنى تشاء بعيدا وامتحن جلدي

إني وجدتك صنوي في الحياة وإن

            قد كنت أرقى بأضعاف بلا عدد