رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 31 يناير 2007
العدد 1760

جملة مفيدة

الدراسات التاريخية من منظور واقعي

 

آدم يوسف

ثلاث قضايا ترتبط بجدلية تاريخية يصعب  الفصل بينها، وهذه القضايا هي: التاريخ والترجمة والأدب وحين نقول التاريخ فإننا نقصد الامتداد الزمني منذ عرف الإنسان الكتابة والتدوين، وانطلقت بداية التراكم المعرفي، وأما الترجمة فهي أداة نقل العلوم والثقافة وهي طريق العبور الى الآخر المختلف عنا في جميع جوانب العيش والكتابة والتفكير،  وأما الأدب فهو الرابط الإنساني الذي يربط بين شعوب جميع الأرض إذ لا تخلو أمة من أدب يخلد تاريخها وأمجادها وهواجس وأمنيات البشر المنتمين إليها وبالطبع فإن الحديث هنا يتمحور حول الجانب الوظيفي للأدب وبالإضافة الى تاريخ أمجاد الشعوب أو هزائمها يضطلع الأدب بوظائف أخرى منها تصوير واقع الناس، ونشر وتعميم قيم سلوكية واجتماعية معينة بطريقة مدروسة ومقنعة أو ربما تجيء عفو الخاطر وهي مسائل ناقشتها وعنيت بها الاتجاهات اليسارية واليمينية على حد سواء، وباتت معروفة للكثير من المعنيين بدراسة الأدب وتاريخه·

ولكن ما يستجد الآن هو تناول هذه العلوم والآداب من زاوية مرتبطة بالواقع، وحين نقول الواقع فإننا نقصد كل تجليات الواقع القائمة على الحداثة والعولمة، واقتصادات السوق، والرؤى الاستهلاكية والتجارية، التي تعرض سلعة واحدة، وأداة واحدة وسوقاً تجارية واحدة كما تشير الى ذلك د· هدى وصفي في افتتاحيتها لمجلة "فصول" التي خصصت في عددها الصادر الصيف الماضي ملفاً عن التاريخ والأدب تقول د· وصفي: وحيث إن كل ترجمة الى لغة تضيف قيمة اليها فإن اللغة أصبحت مورداً واقتصاداً بدونه لا يمكن إقامة صناعة ثقافية ناجحة سواء في التعليم أو الترفيه أو التثقيف لذلك علينا إعادة النظر من منظور تاريخي اقتصادي في قضايانا الثقافية، بخاصة ونحن نواجه مجتمع ما بعد الصناعة، فبدلاً من التعامل مع وسائل النقل التقليدية أصبح التعامل مع الواقع من خلال منتج الكتروني أثيري مكون من الصورة والرموز والأرقام، مما يجعل الحدود تتآكل بين المجتمعات، وبلا جدال فإن هذه الممارسات تهدد الهويات الثقافية والخصوصيات الحضارية"·

إن مجلة "فصول" وعلى الرغم مما عرف عنها من دراسات أدبية ونقدية جادة إلا أنني لم أجد إنها موفقة فيما ذهبت إليه من اختيار للدراسات والأبحاث المقدمة، إذ اتخذت في مجملها طابع الترجمة والنقل من لغة أخرى دون ربط هذه الدراسات بالواقع الثقافي والاقتصادي لشعوب الأمة العربية، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال الجانب التطبيقي للدراسة المقدمة حين يختار الباحث أمثلة توضيحية لنظرياته وآرائه المقدمة سلفاً وللأسف فإن كثيراً من الباحثين والنقاد يهملون هذا الجانب أو يقعون في مأزق بسبب شح وقلة الأمثلة التي تطبق على النظريات والدراسات المستوردة من الغرب، وقد أصبت بخيبة أمل حين أتيحت لي فرصة الاطلاع على هذا الملف القيم، إلا أن الباحثين لم يكونوا موفقين بربط هذه الدراسات بواقع الأمة العربية ولا ننسى أن الملف المذكور "الأدب والتاريخ" كان من المفترض أن يناقش جوانب أخرى لها علاقة بالاقتصاد والترجمة وسوق العمل·

إن الباحث الناقد وفي ظل المفاهيم المحدثة للنظرية الأدبية لم يعد مجرد ناقل أو مترجم لما يقوله الآخرون بل مطلوب منه أن يربط هذه الأبحاث والدراسات بواقع المجتمع الذي ينتمي اليه ويكتب بلغته سواء من خلال الأمثلة أو الشواهد التي نراها كل يوم في الحياة·

إن النقد الأدبي الذي يعتمد على الترجمة والنقل فقط لا يمكن أن يلفت انتباه المتلقي أو يلامس وجدانه إنه نقد أدبي ناقص ومفصول عن زمانه ومكانه·

 adamyosef@hotmail.com

طباعة  

فراشات بلون الذاكرة
الحركة وجمالية الألوان في قصائد نجوى سالم

 
خواطر وكلمات في الحب والياسمين
 
جمهور عربي والمتحاورون يتحدثون بالإنجليزية
"باموق" ينتقد منظمي معرض القاهرة للكتاب

 
إصدارات
 
شعر