رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 31 يناير 2007
العدد 1760

جمهور عربي والمتحاورون يتحدثون بالإنجليزية
"باموق" ينتقد منظمي معرض القاهرة للكتاب

                                                                  

 

محمد شعير*

لم تحمل كلمات أورهان باموق أي قدر من الدبلوماسية· فالكاتب التركي الحاصل على جائزة نوبل هذا العام كان حادا وهو ينتقد مسؤولي معرض الكتاب: "كان من الأفضل أن نتحدث في هذه الندوة بالعربية والتركية، ولكننا ونحن نتحدث عن الإرث الحضاري المشترك بين بلدينا لا يوجد من يترجم إلى التركية لذا نتحدث بالإنجليزية···"، وأضاف باموق: "كما أعرف أن أعمالي ترجمت هنا عن لغة وسيطة، ولم تترجم عن التركية، وهذا ليس أمرا جيدا، وما كان ينبغي أن يحدث ذلك"·

كانت كلمات باموق ردا على كلمات الدكتور ناصر الأنصاري في أثناء تقديمه للروائي التركي·· حكى الأنصاري أنه اتصل بأحد الناشرين الإنجليز ليطلب منه حقوق ترجمة كتاب "إسطنبول" لباموق، ولكن الناشر قال له: يجب أن تشتري ثلاثة أعمال وليس عملا واحدا، فاضطرت الهيئة أن تشتري الأعمال الثلاثة لترجمتها، وبعدها حصل باموق علي نوبل·

باموق أيضا لاحظ ارتباك الهيئة في بداية الندوة عندما لم تجد مترجما، واحتار المنظمون في البحث عن شخص يجيد الإنجليزية، وهو ما استفز الروائية سلوى بكر التي انفعلت على الأنصاري عندما عرفت أن الحوار سيكون بالإنجليزية فقط ولن يكون مصحوبا بترجمة عربية·· الأنصاري برر الأمر بأن الإيطاليين هم أصحاب (سماعات الترجمة الفورية وقد اصطحبوها معهم بعد أن انتهت ندواتهم)·· وقد سألت سلوى بكر باموق بالإنجليزية بعد ذلك، لكنها فيما يبدو كانت تتحدث عن حق الحضور·

لم يتحدث باموق كثيرا اكتفى بخمس دقائق وبدا في إجاباته مقتضبا، وهو ما اعتبره البعض تعاليا·· عبر عن سعادته بزيارته الأولى للقاهرة وإن جاءت الزيارة متأخرة كثيرا، وأضاف: عندما سرت اليوم في شوارع القاهرة شعرت أنني قريب من هؤلاء الناس، وقريب من ثقافتهم ولكن الصلات بين ثقافتنا ضعيفة ربما بسبب التغريب· وأن مشكلتنا الأساسية أننا نعيش على هامش الثقافة الغربية·

واختتم باموق مؤكدا أنه لا يتناول في أعماله مشكلات الحداثة، وإنما يكتب بدافع شخصي للتعبير عما يعتمل في صدره من غضب·

ثم توالت أسئلة جمهور المثقفين·· سألته في البداية إقبال بركة عن طفولته؟

أجاب: كتبت عن طفولتي في كتابي "إسطنبول" الذي ترجم من دون موافقتي، نشأت في عائلة تنتمي إلى الشريحة العليا من الطبقة الوسطى، وعشت طفولة سعيدة، ولذا أستعيدها كثيرا في كتاباتي·

وعن أسباب غضبه الذي يدفعه للكتابة قال: ليس مهما مصدر هذا الغضب، ولست مهتما بما يقوله المحللون النفسيون إذ قالوا لي إن غضبك يرجع إلى أمر ما·· إنني مؤمن بما قاله الفيلسوف الألماني أدورنو: "إنه لشيء جيد ألا تشعر بأنك جزء من هذا العالم، وأنا لا أشعر بالألفة في هذا العالم ولعل هذا هو سبب غضبي"·

وسألت الروائية سلوى بكر عن ردود الفعل التركية بعد حصوله على نوبل خاصة أنه كان متهما من الأتراك من قبل بإثاره قضية الأرمن مما يحول دون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي··

أجاب باموق: لست معنيا بردود الأفعال التي أعقبت حصولي على جائزة نوبل، لأن هناك دائما أحقاداً وغيرة ومسائل أخرى تؤثر في رد الفعل·

وعن رأيه في الروائي المصري نجيب محفوظ قال باموك: قرأت كتب نجيب محفوظ القليلة التي ترجمت في تركيا، وأعتقد أنه لم يحظ باهتمام كبير للأسف عندنا حيث ترجم سبعة أو ثمانية أعمال إلى التركية، لأن الكتٌاب الطامحين يتجهون دائما إلى الغرب كنموذج للكتابة وليس للشرق، وأنا أراه آخر روائيي الرواية الواقعية العظماء مثل ديكنز وبلزاك، ولم أكن مهتما بكيفية كتابته وإنما بمضمون هذه الكتابة·

وسأله أحد الحضور: لماذا أنت غاضب من أن يكون الحوار بيننا بلغة وسيطة؟

أجاب باموق: "لم أقل إنه يجب أن يتحدث كل المثقفين العرب التركية، أو أن يتحدث المثقفون الأتراك العربية، ولكننا نتحدث عن إرث ثقافي مشترك ولم نجد مترجما واحدا يتحدث التركية، أو من يترجم رواياتي مباشرة من التركية"·

*عن صحيفة أخبار الأدب المصرية

طباعة  

فراشات بلون الذاكرة
الحركة وجمالية الألوان في قصائد نجوى سالم

 
خواطر وكلمات في الحب والياسمين
 
جملة مفيدة
 
إصدارات
 
شعر