رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 يناير 2007
العدد 1759

هل هو "تشيرنوبل عائم"؟
أول مفاعل نووي على بارجة يزود روسيا القطبية بالكهرباء!

                                 

 

بيورن كيري*

في الوقت الذي تتردد فيه وتتلعثم الولايات المتحدة في الحديث عن إعادة إحياء الطاقة النووية كبديل أقل تكلفة من النفط تعود روسيا ثلاثين عاماً الى الوراء لتنبش تاريخنا النووي  وتجد حلاً لبعض من احتياجاتها الملحة للطاقة والحل هو مصنع الطاقة النووية العائم·

الشركة الروسية "روزنيرجوتوم" المختصة بالطاقة النووية تخطط الآن لإقامة مصنع متنقل يوفر الكهرباء للمناطق الشمالية النائية بالقرب من البحر الأبيض  حيث يجعل المناخ القاسي، إمدادات الوقود من الفحم والنفط باهظة التكلفة·

مثل هذا المصنع العائم بتكلفة 200 مليون دولار والمتوقع أن يبدأ إنشاؤه في العام القادم يمكن أن يوفر كهرباء رخيصة نسبياً وبطاقة يمكن الاعتماد عليها لما يقارب 200 ألف إنسان·

وعلى رغم أن مفهوم مصنع نووي على سطح الماء قد يبدو غريبا إلا أنه ليس جديداً ولم تنطلق فكرته في الأصل من روسيا· شركة كهرباء وستنجهاوس تداولت الفكرة في السبعينات وأنشأت مرفأ تسهيلات لحوض جاف ضخم في جاكسون فيل في فلوريدا تنطلق منه مصانع عائمة شمالاً على امتداد الساحل الشرقي وتزود المدن المحتاجة الى الطاقة الكهربائية، وسيتمكن المهندسون من إقامة نموذج معماري لعدد من المصانع في مجمع بعيد عن الشاطئ مع سيطرة نوعية متزايدة وتخفيض لتكاليف الإنتاج قبل قطر أي مصنع إلى ميناء الطلب· ولكن كما يقول مستشار وستنجهاوس المتقاعد "ريتشارد اور" تسببت سياسة التقشف في الطاقة إثر حظر أوبك النفطي في العام 1973 بقتل المشروع في نهاية المطاف·

الخطة الروسية تقضي بإنشاء مفاعلين على بارجة تبلغ مساحتها طولاً وعرضا مساحة ملعب كرة قدم تحملها الى ميناء ومن هنا تصل الطاقة الي البر الرئيسي عبر خطوط تزود المناطق السكنية بكهرباء تكون قادرة على تحمل تكاليفها، وسيحفظ  المصنع المخلفات والوقود المستنفد في حاويات على ظهر البارجة يقوم العمال كل 10 أو 12 سنة بتفريغها أثناء إجراء أعمال الصيانة الشاملة، وبعد 40 سنة هي العمر العادي لمصنع نووي سيتم إيقافه وسحبه بعيدا وإحلال واحد جديد محله· وفي الوقت الذي سيذهب فيه المفاعل والوقود المستنفد الى أماكن تخزين فإن البارجة يمكن أن يعاد استخدامها مرة أخرى، و لكن وبسبب أن سلامة وسائل التخزين الروسية لا تزال مجهولة فقد أثار توقع إحياء فكرة وستنجهاوس في البحر الأبيض احتجاج جماعات الحفاظ على البيئة مثل حركة السلام الأخضر ومؤسسة بيلونا النرويجية، وأحد مصادر القلق هو احتمال اصطدام سفينة بالمصنع وتسرب المخلفات الى المياه·

بل هناك خوف أكبر من أن تتسبب عاصفة هوجاء في قطع المصنع عن مصادر الطاقة المطلوبة لقيامه بعمله التي تقوم على البر الرئيسي،  فلو فشلت مولدات الطوارئ كما يقول ديفيد لوكباوم مدير مشروع السلامة النووية في اتحاد العلماء المعنيين بالأمر فإن كارثة شبيهة بكارثة "تشيرنوبل" يمكن أن تحدث· وفي أسوأ السيناريوهات المحتملة فإن جزءا مركزياً من المفاعل تتجاوز حرارته الدرجة العادية قد يذيب قاع البارجة ويسقط في الماء خالقاً بذلك انفجار بخار مشع·

ويمكن أن تحدث غيمة من هذا النوع دماراً أكبر بكثير مما أحدثه الغبار الذري الذي أحدثه انفجار مصنع إنتاج الطاقة النووية "تشيرنوبل" في العام 1986 في الاتحاد السوفياتي السابق ويلاحظ  "لوكباوم" أن حدثا من هذا النوع سيكون أسوأ مما حدث في المصنع المقام على الأرض لأن الجسد الإنساني يمتص قطرات الماء المشبعة بالإشعاع بسهولة أكبر من امتصاص الغبار المشع·

من جانب آخر يقول "سيرغي اوبوزوف" المدير التنفيذي لشركة "روزنير جوتوم" إن المفاعلات النووية البحرية تمتلك سجلاً في السلامة والأمان مؤكداً فالتجهيزات ستكون مزودة بطاقة مفاعلات نووية من نوع KIT-40S تبلغ 60 ميغاوات وهي ذاتها المستخدمة حالياً في كاسحات الجليد الروسية النووية العاملة· ومع ذلك تحذر خبيرة الطاقة النووية الروسية كريستينا تشوين العاملة· في معهد الدراسات الدولية في كاليفورنيا من أن اختلافات دقيقة في الأداء قد تظهر حين يدار المصنع من أجل إنتاج طاقة نقية بدل الدفع أو التسيير ملاحظة بأن نظام التبريد يظل عمله غير مؤكد، ومع أن التقنية ستستخدم لاحتواء الجزء المركزي المشتعل فإن الشركة لا تقول ما إذا كان المصنع المصمم قبل عقد مضى سيتضمن أحدث إجراءات السلامة والأمان·

الآن ومع حصول شركة "روزنيرجوتوم" على إذن بناء المصنع تضع نصب عينها أن يصبح عائما في ميناء مدينة "سيفروديفسك" في شمال شرقي البحر الأبيض في أواخر العام 2010·

وتقول "تشوين" أن الروس تعلموا الكثير عن نظم السلامة والأمان من وزارة الطاقة الأمريكية والسويدية والنرويجية وجميعها يرغب ربما في أن يركز الروس على أشياء غير مصنع طاقة نووي عائم، وتضيف أن لديها رغبة في أن تكون عملية التخطيط لهذا المشروع أكثر شفافية ربما يصبح المشروع عظيماً إلا أنها تأمل أن يكونوا قاموا بكل الدراسات لضمان السلامة والأمان·

عن مجلة "Popular Sciecnce"

 www.popsci.com

طباعة  

النصف رئيسة لـ "النسائية" والملا أمينة للسر
 
..و تستضيف مستشارة وزير الخارجية الإيراني
 
البارحه