رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 يناير 2007
العدد 1759

أحلام صغيرة

وردة مجروحة..

 

                                      

 

من أمام المرآة: أخذت تشاهد تفاصيل وجهها المخطوف الذي غلب عليه الخوف، تشكو غربتها!! الدمع كسا خدها·

تسأل أغوار نفسها سؤالا مراً غاص في أعماق ذاتها، باحثا عن إجابة كررت هذا السؤال ببراءة الطفل الذي لا يعرف النكران:

- هل يوجد في الخليقة حقاً من يسلبون الابتسامة؟

لا تدري لماذا خالجها هذا السؤال!

- ولماذا في هذا الوقت بالذات؟؟

لقد كانت تعيش في هناء، مرتاحة البال،  غافلة عما تضمره لها الأيام حتى جاء من يحاول أن يشعل عاطفتها إليه، كانت في كل محاولة تصر على العناد دون ذلك، ما إن مضى وقت حتى فوجئت بذلك العناد وتلك المكابرة يتلاشيان شيئاً فشيئاً! ويزولان كما يزول الضباب، حدث ما لم يكن بالحسبان، انطوت في طريق الحب، وهي التي لم تجربه من قبل، لا تعرف نهاية لهذا المطاف·

مضى من الوقت عامان، دون أن تشعر للحظة واحدة أن في ذلك العشق شيئاً من الحلم!

وإذا بذلك الفارس يرحل صامتا عنها دون استئذان!!!!

أطال في صمته بلا مقدمات حينها أفاقت من غفوتها كمن يفوق بعد سبات عميق!

منذ أن التقت به شعرت أنها أبداً لن تفترق عنه أنها وجدت فيه نصفها الآخر الذي تبحث عنه:

- سحقا لك أيها الفارس!!

- تراك تركتني وسكت خبرك عني: بسبب أني حبيسة هذا الكرسي!! آه! يا ربي، ساعدني كي أهرب من هذا الكابوس الذي يلازمني!

- ترى هل يعود؟

ويلك يا كرسي، حرمتني أن أشعر أنني أنثى يجب أن تؤسس مملكة يسودها حبي وعاطفة قلبي المجروح!

وأطلقت الوردة المجروحة لعينيها العنان، فسال الدمع كالمطر يجلدها بسياط الحرمان!!

ظلت تضرب كرسيها، وتصرخ:

- الحمد لله على هذا القضاء والقدر!!

- لكنه عاهدني أن نكون لبعضنا تراه يخون هذا المعهد؟

لا أدري!! لا أدري!!

لم تلتفت الى نصح من حولها، حرصاً منها على صون العهد، إلا أن الحقيقة المرة التي لم تعترف بها إلا مؤخراً أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الكراسي المتحركة أو سفن الورود القابعة عليها!!

تحدث نفسها قائلة:

- ما أصعب ألم الفراق عمن نحب ونهوى!!

- ما أصعب أن نقاوم عناد الزمان، أن نحترق في صمت دون أن يشعر بنا من حولنا!

سالت في هذا الوقت دمعة حارقة، وانفجرت من داخلها آهة خانقة عندما رحل بطيفه عني وأطال في غربته، طال معه ألمي بصمته عني، لا أعلم حقيقة كيف لم أشعر بتلك الفروق الجسدية أنني حبيسة مقعدي لكن بعد ماذا؟! بعد أن انتهى كل شيء! كل شيء!

كم أخذت ألقي بنظري في وجوه من حولي أبحث عنه فيمن حضر! أنهي وجوه الحاضرين!! لا تراه عيني، لا أصدقها فيما ترى أعيد الكرة تلو الكرة، لا أراه فيمن حولي!

لا أعلم كيف أصور ألمي عندما افتقدته بين الحاضرين ولم أجده الى جواري كعهدي به دوماً يؤنس وحدتي كل ما وجدته منه بقايا سراب من الأطلال والذكريات المتعبة!

صرخت صرخة من أعماق ذاتي، يلجمها صمت الحياء من نفسي وممن حولي:

- أين أنت أيها الفارس؟

- أين أصبحت بعيدا عني؟

- بل أين أنا الآن؟

- لماذا هذا الرحيل بعدما سرقت قلبي؟

- لمن تركتني؟

- لسراب  بعيد المنال؟

- أم لضياع عاطفي لا يطاق دون أن أهتدي اليك؟!!

- أين ابتسامتي وأحلامي التي سلبتها؟

- لماذا جعلتني أحلم وأحلم وكل أحلامي ضياع في ضياع؟

ليتك أيقظتني من هذه الأحلام!

ليتك لم تشعر قلبي بإحساسك الذي أنت نبضه!

- كيف لي أن أعيش بدونك؟

تعسا لهذا الكرسي الذي أبعدك عني!

ليتك يا حبيبي نظرت الى وجهي ولو لمرة واحدة فقط، وسألت نفسك:

- كيف أصبح هذا الوجه مسلوب الابتسامة؟

- لماذا عاد كئيبا يسكنه الأسى والحزن؟

من بعد رحيلك، سأغفر لك كل ما تسببت به من جراح وآهات، مقابل أن تعيد الي ابتسامتي المسلوبة، ومشاعري المهدورة·

- فهل ستعيدها لي؟

ليتك تستطيع فعل ذلك!!

وأنا على يقين أنك لن تستطيع فعل ذلك!

لأنك عاجز في قراراتك··؟!

واستدارت بكرسيها تاركة خلفها مرآة مشطوبة!

ولم تعقب···

طباعة  

من مظاهر الزيادة المطردة بالاهتمام بالمعاق
 
ضمن الفعاليات المستمرة لصالح القضايا الاجتماعية وبالتعاون مع مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين
الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين نظمت ندوة عن التأهيل السمعي واللفظي

 
وفد من مؤسسة هاليبيرتون العالمية يزور مركز الكويت للتوحد
 
قالوا عن المعاقين