"الجيران" - بغداد - كتب المحرر السياسي للجيران:
تنوعت الإفرازات الطائفية في العراق، بحيث لم تعد تقتصر على التهجير والعزل الطائفي المناطقي، والإعلان الصريح من قبل بعض المحافظين الاستقلال عن سلطة الحكومة المركزية· وتوقيع عقود مع دول (الجيران) دون موافقة حكومة العراق أو البرلمان، إنما أيضا شملت مطالبات من المحافظين بضم هذه المنطقة والمقاطعة أو تلك الى حدود محافظاتهم· وهذا يحصل طبعا قبل قيام نظام الأقاليم (الفيدرالي) فإذا قام هذا النظام فماذا يحصل يا ترى؟·
بالأمس طالب برلمان كردستان بإعادة أقضية ونواحي في محافظات ديالى وكركوك والموصل لضمها الى إقليم كردستان· فيما هدد العديد من المحافظين ومنهم محافظ البصرة بمقاطعة حكومة بغداد إذا لم تلب هذا المطلب أو ذاك، وتتصاعد ذرائع إقامة أقاليم بحجة التحرر من سلطة الحكومة المركزية باسم الديموقراطية، فيما قام ذات يوم محافظ الكوت بمنع مرور صهاريج الوقود عبر (أراضيه) إلى بغداد ما لم تحل حكومة بغداد مشكلة (البنزين) معه·
واليوم طالبت محافظة النجف بإعادة أراض إلى محافظة كربلاء بدلا من بقائها ضمن محافظة الأنبار السنية، وذلك إثر مقتل حجاج شيعة في الأنبار أثناء عودتهم من تأدية فريضة الحج· وقال المحافظ أسعد أبو كلل: "يجب أن تكون تلك الأراضي تابعة لمحافظة كربلاء وليس لمحافظة الأنبار" محملا الحكومة العراقية مسؤولية قتل عدد من الحجاج العائدين·
ترى أية ثقافة أصبحت تتحكم بعقلية الذين يتصدون للمسؤولية في العراق؟ إنها بالتأكيد ثقافة التشرذم والطائفية والبحث عن ملاذات وكيانات سلطوية تؤدي بالعراق إلى التقسيم والتشرذم، ترى هل يتعافى العراق في ظل هذه الثقافة؟