· إطلاق يد القطعات العسكرية لضرب أوكار العنف بقوة
الجيران ـ بغداد:
رغم أن الحكومة العراقية تكتمت على تفاصيل خطتها الأمنية لكنها قالت: إنها أوسع انتشار عسكري لإيقاف العنف في بغداد ومنع انزلاق البلاد إلى حرب طائفية، ونقلت صحيفة (الصباح) عن مصدر أمني كبير أن الخطة ستبدأ بعد اكتمال وصول القوات الإضافية مؤكدا أن رئيس الوزراء العراقي أطلق يد القطعات التنفيذية بضرب المسلحين بكل قوة وحزم·
بعيدا عن التدخل السياسي
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي: إن الخطة الأمنية ستكون بعيدة عن التدخل السياسي وشديدة ضد الخارجين عن القانون وأن من يريد ألا يتعرض لضربة عسكرية عليه التسليم بالدولة والخضوع للقانون· ومعنى ذلك أن خطته الأمنية لن تتأثر بنفوذ الزعامات السياسية التي تتدخل من هنا وهناك لإفشالها، وأكد المالكي خلال استقباله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق أشرف قاضي على أن العراق يرحب بتعاون الدول الإقليمية وبناء علاقات جيدة معها شرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية وضمن القواعد والأعراف الدولية سواء في مواجهة الإرهاب أو عبر المصالح المشتركة، رافضاً ما يقال عن تبني بعض الدول العربية للسنة أو الشيعة وكل ما من شأنه تأجيج الطائفية· وأضاف أن الاستراتيجية الأمريكية التي أعلنها الرئيس بوش جاءت في سياق ما تفكر به الحكومة العراقية وأن مسألة زيادة عدد القوات متروك لتقديرات القادة الميدانيين وقال: لدينا كامل الثقة بالنفس ونحن متفائلون بنجاح الخطة الأمنية وأية خطة بديلة نضعها مستقبلاً مادام الشعب يحتضن الحكومة ويدعمها، وسنواصل من ناحيتنا بناء قواتنا المسلحة ليكون بالإمكان سحب القوات متعددة الجنسيات من المدن أو سحب 50 ألف جندي من العراق·
أمران مهمان في الخطة
وبالرغم من الكتمان الشديد الذي يحيط بخطة أمن بغداد غير أن مسؤولا أمنيا رفيع المستوى قال (إن بوسع السيد المالكي أن يأمر بانطلاقها فور اكتمال القطعات الإضافية التي تم الإعلان عنها وكشف عن أمرين مهمين فيها الأول إطلاق يد القطعات لضرب مكامن الإرهاب والعنف وتفكيك ما أسماه بخلايا المسلحين بكل قوة، والثاني استخدام أجهزة وتقنيات متطورة جدا لأول مرة قادرة على كشف السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ومنصات إطلاق الصواريخ، موضحا أن القوات الأمريكية ستبدأ بضرب طوق على العاصمة لتمكين قوات التنفيذ المشترك في الداخل من القيام بعمليات تمشيط تدريجي يتيح للأجهزة الحكومية بالعمل لتوفير بعض الخدمات اعتمادا على ميزانية خاصة ضخمة·
تحذيرات لإيران
وحسب مصدر أمني فإن الخطة تتحرك وفق نوافذ مفتوحة لإجراء أية تعديلات ضرورية فيها لضمان نجاحها وفاعليتها والتي عدها المراقبون بالأضخم والأهم للسيطرة على الملف الأمني لا سيما في بغداد وهي بإشراف وتخطيط مباشر من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وقد بدأت القوات العراقية وبمساندة القوات المتعددة الجنسية شن عمليات عسكرية في مناطق داخل بغداد وعلى محيطها للقضاء على الإرهابيين تمهيدا لتنفيذ الخطة·
من جهة أخرى قال مسؤول عراقي طلب عدم كشف هويته للصحيفة: إنه يتم تحريض المتمردين المدعومين من إيران على شن هجمات على الدوريات والمواقع البريطانية لإظهارهم في موقع قوة في المعركة للسيطرة على مدينة البصرة· ويقول مراقبون: إن ذلك يمثل تصعيدا خطيرا لاسيما أنه يأتي بعد تحذيرات شديدة لإيران أطلقها الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني قبل أيام، كما يمثل انضمام بريطانيا إلى هذا التصعيد تطورا ملحوظا·
عناصر أخرى مهمة
وتابع المصدر قائلا: إن رئيس الوزراء نوري المالكي وبصفته قائدا عاما للقوات المسلحة يقوم حاليا بإجراء اتصالات ولقاءات مع القادة العسكريين الميدانيين لوضع اللمسات الأخيرة للخطة قبل تنفيذها· وزاد أن السيد المالكي وجه لجميع القادة بضرب مثيري العنف بقوة بغض النظر عن انتماءاتهم مع مراعاة ظروف المواطنين في مناطق سكناهم· وقالت صحيفة لوس أنجلس تايمز الأمريكية نقلا عن خليل زاد والجنرال جورج كايسي قائد القوات الأمريكية، إن الخطة الجديدة تمتلك فرص نجاح أكبر لأنها جزء من استراتيجية واسعة تتضمن إنفاق المليارات على جهود الإعمار يرافقها تحرك نحو 21 ألفا وخمسمئة جندي أمريكي باتجاه العراق·
وقالت الصحيفة: إن الخطة تتضمن توسيع حجم التدريب العسكري لقوات الأمن العراقية وتسريع بعض حلقاته وإضافة حلقات في التدريب على القيادة والسيطرة فيما سيكون اللواء عبود قنبر على رأس القيادة، ولكن الجنرال كايسي قال إن القوات الأمريكية ستنفذ الأوامر الصادرة من قيادتها الأمريكية فقط·
