جاسم المطير
الأكاذيب غريزة كل الضعفاء!!
إلى السيد جورج بوش: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته·
إلى المستر نوري المالكي: كَود أفتر نون·
قالت أنباء يوم أمس في العاصمتين العراقية والأمريكية أن العراقيين صاروا يشتاقون في هذه الأيام إلى صوت المطرب ناصر حكيم، أكثر مما يشتاقون لسماع صوت المستشارين، لأن في صوت الفنان ناصر حكيم صدقا رغم وجود الحزن بين موجاته· فقد تعب العراقيون في الداخل والخارج من سماع صوت الدكتور علي الدباغ وهو يحاول إنكار الخلاف بين بوش والمالكي بطريقة "الاحتواء المزدوج" بعد ظهور الخلاف العلني في الفترة الأخيرة بين الإدارة الأمريكية وحكومة رئيس الوزراء العراقي "دولت" نوري المالكي، فقد نفى علي الدباغ المتحدث الرمي باسم المالكي وخبير المرجعية الشيعية أمس التصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء العراقي التي هاجم فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش، في الوقت الذي قلل فيه البيت الأبيض من أهمية هذه التصريحات نافيا وجود أي شرخ في العلاقات بين الجانبين كانت صحيفة كورييرا ديلا سيرا الإيطالية قد نقلت عن المالكي قوله إن الرئيس الأمريكي لم يكن يوما بـ "الضعف" الذي هو عليه اليوم بعد انتصار الديمقراطيين على الجمهوريين في الكونجرس··! كما نقلت صحف أجنبية عدة عن المالكي قوله إنه "ينصح" وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ـ التي اعتبرت أمام الكونجرس أن الحكومة العراقية ضعيفة وتجاوزت المهلة التي منحت لها ـ بأن تتجنب التصريحات التي لا تخدم سوى الإرهابيين··!! الحقيقة أن بعض السياسيين والمستشارين يبرهنون أنهم ما زالوا من "جماعة أهل الكهف"··!! ويصرحون اليوم شيئا متصورين أنفسهم أنهم صاروا أسودا، لكن في اليوم الثاني يحركون أتباعهم لينكروا أو يستنكروا ما قالوه أو صرحوا به فيتحولون إلى "سياسيين متفرجين" دون أن يعلموا··! هكذا فعل الزعيم حسن نصر الله أكثر من ألف مرة، وهكذا فعل السيد عبدالعزيز الحكيم حين أنكر تصريحاته في عمان قبل شهرين··!
أما شيخ السياسة الفلسطينية الإسلامية إسماعيل هنية فحدث ولا حرج إذ تحول إلى السلوك القمعي يوم أمس، حال عودته من أداء فريضة الحج، بوجه قناة العربية التي أغلقها وأعلن الحرب عليها لأنها نشرت تصريحا له لم يعجبه فأنكره··!!
مسكينة هي الديمقراطية العربية التي أبتليت بالجيل الحالي من قادة ومستشارين كبار يصرحون اليوم ثم ينكرون تصريحاتهم غدا··! دون معرفة بأن إنكار التصريحات قد يكون أسوأ من الاعتراف بها··!
أما الشعب العراقي فقد ابتلي والله بأمثلة كثيرة عن تصريحات حول نضوب طبقة "الأوزون السياسي" تطلقها السيدة مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء للشؤون الدولية في أغلب الشاشات الفضائية··! وتصريحات حسن السنيد عن احتمالات سقوط "المطر النووي" على المنطقة الخضراء التي يطلق منها تصريحاته العنترية··! وهكذا يفعل النائب البرلماني عباس البياتي عن تصريحاته الفضائية بشأن "الاحتباس الحراري" في مجلس النواب العراقي··!! بينما يظل السيد نوري المالكي "متفرجاً" مثلنا على تصريحاتهم حتى من دون ابتسامة··!
* * *
صبحكم الله بالخير أيها الصحفيون:
السياسي الفاشل مثل الديك المنفوش يعتقد أن الشمس تشرق كل يوم كي تسمع صياحه··!!