الجيران - الوكالات - واشنطن:
قال السفير السعودي في واشنطن الأمير تركي الفيصل إن التصويت الذي يجريه الكونغرس الأمريكي ليقلص حجم القوات الأمريكية التي يمكن نشرها في العراق يمكن أن يبعث برسالة خاطئة للشرق الأوسط ويجعل الناس يتصورون أن سلطة الرئيس الأمريكي جورج بوش ضعفت، نافيا مساعدة سنّة العراق ومشيرا إلى أن أمام الرياض أثنين من السيناريوهات الكابوسية حول إيران التي سيخلف القيام بعمل عسكري ضدها لكبح طموحاتها النووية عواقب مأسوية·
وقال الأمير تركي خلال مأدبة عشاء أقامتها مؤسسة "نيو أمريكا" و"مؤسسة الأمم المتحدة" وهي جماعة خاصة تدعم عمل المنظمة الدولية الأسبوع الماضي: "أعتقد أن هذا التصويت في الكونغرس سيبعث برسالة خاطئة ويجعل الكثير من الناس يتساءلون عما إذا كان الرئيس يملك السلطة"· وأضاف: "الناس في الشرق الأوسط بالفعل يقيسون أثر انتخابات نوفمبر 2006 في تقليص سلطة الرئيس في الولايات المتحدة··· وينتظرون ليروا كيف سيتجلى هذا فيما يستطيع الرئيس أن يفعله وما لا يستطيع"· وأقر الأمير تركي بأن الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي لم تحقق ما كان منتظرا منها لكنه حذر من تحديد مهل وتواريخ للمالكي ليحقق أهدافا بعينها وقال: "لا يمكن لأي حكومة أن تبقى في ظل مهل تحددها لها سلطة خارجية"·
وأكد أن السعودية لا تساعد المقاتلين السنّة في العراق لكنه اتفق مع الولايات المتحدة على وجود تدخل إيراني وهو ما تنفيه طهران· وأوضح الأمير تركي الفيصل أن الرياض أمامها أثنان من السيناريوهات الكابوسية هي أن تطور إيران أسلحة نووية وأن تتحرك الولايات المتحدة ضدها عسكريا· وقال: "في الحالتين·· ترى المملكة العواقب·· مأسوية على أقل تقدير"· وسئل عما إذا كان يرى أي انفراجة في العلاقات الأمريكية الإيرانية المجمدة فقال إن الرئيس العراقي جلال الطالباني أبلغه أنه بذل جهدا على مدى العام المنصرم للتفاوض من أجل فتح "نوع من الحوار" بين الخصمين·
وقال: "في المرتين كاد الحوار أن يثمر··· وفي كل مرة كان كلاهما يجد ما يتذرع به ليتراجع"· وصرح الأمير تركي بأنه على الرغم من أن بعض الإيرانيين يريدون تخريب أي فرصة للحوار إلا أن البعض الآخر يريد التفاوض مع واشنطن لكن "يجب أن تكون الخطوة الأولى حساسة جدا وسرية جدا لكسر الجليد"· ورفض الأمير تركي تكهنات بأن المستنقع العراقي سيضعف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة وقال أيضا إنه غير قلق من النفوذ الحالي الذي يتمتع به الشيعة في العراق الآن·