
يعتقد البعض أن وزير الإعلام بالوكالة بدر الحميدي هو رياضي سابق فقط بالإضافة إلى عمله الأساسي كعسكري، ولكن ما لا يعرفه الكثير أن الوزير الذي يتسلم مهمة الوزارة بالوكالة كان كاتبا معروفا ومتخصصاً بالتحديد في الشؤون الرياضية، وكان ذا خط انتقادي إصلاحي لا يخشى كبيرا أو صاحب نفوذ، وذلك عندما كان عضوا في مجلس إدارة نادي القادسية خلال ترؤس الرياضي المخضرم عبدالمحسن الفارس له·
وقد تذكرت هذا الأمر خلال قراءتي لبعض المواد الأرشيفية، حيث قرأت له مقالاً حول أحد القرارات الوزارية، يستنكر من خلاله إيقاف البرنامج المعروف "عالمكشوف"، والذي تعرض للإيقاف آنذاك نتيجة الطرح الجريء الذي يتبناه معد ومقدم البرنامج وانتقاده للأشقاء الأكبر والأوسط·
ولعل البعض يتساءل: لماذا لا يدعم الوزير الحميدي هذه النوعية من البرامج في الوزارة التي يتولى مسؤوليتها حاليا ويطبق ما كان يطالب به عندما كان خارجها وذلك بعد ان اصبحت القناة الرياضية متخصصة فقط في مدح الشقيق الاوسط وفداويته والإجابة نتركها لفطنة القارىء·
إشادة بصراحة البرنامج
وفيما يلي نص المقال الذي كتبه الرياضي الكاتب بدر الحميدي:
"لقد قرأت وسمعت الكثير من الآراء والانتقادات بسبب إيقاف البرنامج الإذاعي الناجح "عالمكشوف"· حيث تتباين الآراء فيه وتناقش الاقتراحات وتطرح السلبيات وتشجع الإيجابيات· فقد نجح هذا البرنامج في استقطاب الكثير من المهتمين والمتابعين للشؤون الرياضية·
وبرأيي أن هذا البرنامج سحب البساط كليا من تحت جميع البرامج الرياضية الأخرى، سواء الإذاعية أو التلفزيونية بسبب صراحته الجريئة الخالية من الرتوش·
إذا ما الأسباب الرئيسية للإيقاف المفاجىء لهذا البرنامج قبل بثه بساعات؟ فهل نحن فعلا في دولة تعمل وتؤمن بحرية التحاور الديمقراطي؟! وهل نحن دولة تلتزم بما تمليه علينا ضمائرنا من تشجيع العمل الهادف الذي يرفع من الشأن الإعلامي؟
لقد تطرقت كثيرا للعمل الإعلامي في دولة الكويت وما تم إنجازه من تطور وتقدم حتى أصبح الإعلام الكويتي يضاهي الإعلام المرئي والمسموع في دول العالم المتقدمة، وكنت أتمنى أن لا يبخس حق هؤلاء الشباب المبدعين ويهضم بسبب خلاف بسيط وتوجه من الممكن أن تتم معالجته عن طريق الحوار المباشر·
إن إيقاف هذا البرنامج ومن دون مقدمات يعتبر تعديا على حقوق وأحاسيس المستمعين الذين يعتبرون هذا البرنامج هو المتنفس لهم لإبداء رأيهم حول جميع الأمور الرياضية·
لقد بدأ هذا البرنامج يشق طريقه ويلفت الأنظار لما يطرحه من موضوعية وجرأة في المحاورة الهادفة التي تساعد على معالجة الأمور السلبية بروح رياضية بعيدة عن أي توتر··· أو النقد الذاتي لأي مسؤول أو شخصية رياضية·
كما جعل من مشاركة المستمعين من جميع فئاتهم العمرية للجنسين متعة الحوار الإذاعي المتميز·
ومما لا شك فيه أنه توجد بعض السلبيات خاصة من بعض المذيعين لهذا البرنامج· ممن يحتاجون إلى الكياسة في الأداء الحوار وأن يلتزموا في إطار الموضوع ويبتعدوا عن المقاطعة أو الحوار المفتوح· أتمنى على معالي وزير الإعلام الشيخ سعود ناصر الصباح أن ينظر بطلب جميع أبناء الكويت المتابعين للشؤون الرياضية ويعيد التيار الكهربائي لهذا البرنامج ليبدأ بثه من جديد··· والله المستعان"·
المصدر: كتاب "عالمكشوف صوت الشارع الرياضي"
المؤلف مطلق نصار