المعاق أمانة

عبد المحسن محمد حمد المشاري

الأمانة عجزت أن تحملها الجبال فحملها الإنسان كون الأمانة مسؤولية عظمى لثقلها وعظمة شأنها فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله "فليؤدي الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه" وقال تعالى: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها" وبالرغم من كل ما ذكر من تحذير تنبيه لبني آدم عن خيانة الأمانة هذه الجريمة والذنب العظيم إلا أن الإنسان كان ظلوما جهولاً بخيانته للأمانة والعهود·

المعاقين ومن فئة الداون هم أمانة عند أمهاتهم وأبائهم ولكن البعض منهم يخجلون من هذه الأمانة والبعض منهم يهملون هذه الأمانة ولا يهتمون بهم فكيف تخون أيها الإنسان شيئاً ائتمنك الله سبحانه فالرسول صلى الله عليه وسلم قال "أية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان" وقال عليه الصلاة والسلام "لإيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له" صدق رسول الله فالله سبحانه وتعالى ذكر عظم الأمانة في كتابه الحكيم، ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وضح عظم مسؤولية ومعنى من يتحمل هذه الأمانة فلللاسف الشديد إن ما نراه من بعض الأمهات وآباء المعاقين من إهمال ومن خيانة الأمانة وكأنها من الأمور العادية التافهة التي لا تعني شيئاً لمثل بعض من ائتهمن الله على أبنائهم المعاقين فكما ذكرت في مقدمة مقالتي أن الأمانة حمل عجزت الجبال عن حمله، فكيف يا بني آدم استطعت أن تحمل هذه الأمانة، فكل ما أقوله في مقالتي هذه لبعض الأمهات والآباء المعاقين أنك لم تخسر ابنك المعاق بل خسرت آخرتك قبل دنياك·

آخر العنقود

مما أشوف اليوم دمعي يهلي

      دمع وانحدر فوق الأوجان

شفت العجايب في زمان يذلي

      يذل فرسان الى ثار دخان

موقف غريب بالربع حاصل لي

      مع معوق مقطوط من بين جدران

جيته وهو في غرفة له يصلي

      وجلست عنده حاير الفكر شتان

شفته حزين من الزمن مستلمي

      ودمعة على الخدين تذرفه الأعيان