الجيران ـ بغداد:
هم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هيئة علماء المسلمين بالتحريض على التوترات الطائفية من خلال إصدار بيان لها يقول إن هناك ميليشيات تعد لشن هجمات على الضواحي السنية في بغداد· مما أعتبرته الحكومة العراقية تصعيدا للتوتر الناتج عن إعدام صدام حسين·
وكانت هيئة علماء المسلمين قد حذرت في بيان لها الأسبوع الماضي من ان (ميليشيات) لها علاقة بجماعة سياسية تخطط لشن هجمات على بعض ضواحي بغداد·
مما أثار ذعرا بين سكان مناطق يسكنها مواطنون من السنة وأوجد بلبلة في ظروف تشهد فيها بغداد احتقانا طائفيا ولغطا كبيرا حول ماحصل أثناء اعدام صدام·
وجاء في بيان رئيس الوزراء أن مكتب المالكي يصف بيان هيئة علماء المسلمين بأنه لا يستند الى أي اساس ويزيد التوترات وحمل الهيئة مسؤولية أي عمل ينتج عن ذلك·
ويزداد الوضع الأمني تدهورا بالعثور على ما يزيد عن 100 جثة يومياً في بغداد والمحافظات ضحايا الحرب الطائف(السرية) التي تنفذها ميليشات متقابلة بالعنف سنية وشيعية فيما يتردد كلام عن الدور الرئيسي لتنظيم القاعدة وحزب البعث في إثارة الفتنة الطائفية في البلاد لكي تبقى الحكومة غير قادرة على إدارة العراق·
هيئة العلماء: سنرد
ولم يحدد بيان هيئة علماء المسلمين (الميليشيا) أو يقول إنها شيعية· لكن استخدام كلمة "ميليشيا" والتلميح بصلتها بأحزاب حكومية إشارة لا تخطيء لدى العراقيين على أنه اتهام لجماعات شيعية·
وقال بيان هيئة علماء المسلمين الذي نشر في موقعها على الانترنت أن الهيئة علمت من مصادر عليمة ان ميليشيات لها صلة بإحدى القوى السياسية المعروفة تزمع شن هجمات في العديد من ضواحي بغداد·
وأضاف البيان أن الهيئة علمت أيضا أن بعض المسؤولين في الحكومة الحالية على علم "بهذه الخطة الاجرامية"·
وقال إن صبر السنة يمكن ان ينفد وانهم سيردون بطريق مناسبة تحفظ وحدة العراق·
ويرأس الشيخ حارث الضاري هيئة علماء المسلمين ويقيم خارج العراق· وأمرت الحكومة باعتقاله للاشتباه في انه يساعد الإرهاب·
جيش المهدي
ويلقي السنة باللوم على جيش المهدي وميليشيات أخرى في عمليات فرق الإعدام وحثت واشنطن المالكي على اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم· لكنه يعتمد على تأييد الحركة التي يتزعمها مقتدى الصدر في البرلمان·
ويبرز سلوك جيش المهدي المنفلت وغير الخاضع لسيطرة الحكومة ليعطي تأكيدا
بأن هذه الميليشات الشيعية التي يتزعمها مقتدى الصدر مازالت تشكل القاعدة الشيعية الأخرى للعنف الدموي في العراق·
وقد أصبحت التوترات الطائفية متزايدة على نحو خاص في الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع منذ أن سارعت الحكومة العراقية بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وما أعقب ذلك من توزيع شريط فيديو يبين صدام على منصة الإعدام يتلقى إهانات من مؤيدي مقتدى الصدر· مما عكس وضعا غير إنساني في تنفيذ الحكم وأعطى ذريعة لأعوان صدام وحلفائه باستغلال هذا الخطأ التنفيذي التاريخي ليظهروا الحكومة العراقية بمظهر السائب والمنفلت وكأنها تتصرف بدوافع طائفية مثيرة·
شائعات ومخاوف
وتحدث سكان عراقيون في بغداد وضواحيها هذا الأسبوع عن شائعات ومخاوف من نشاط (ميليشيات) ومن أحتمالات القيام بعمليات إرهابية تتسم بالعزل الطائفي و لكن لم ترد غير تقارير متفرقة وقليل بهذا الشأن، وقد اعتبر ذلك وضعا عاديا في مدينة يتم فيها اكتشاف عشرات الجثث كل يوم لضحايا فرق الخطف والاعدام·
وتضع حكومة المالكي اللوم على هيئة العلماء لأنها تصدر بيانات تتسم بالشحن الطائفي الذي يثير العنف ويشعله دائما· لكن هيئة علماء المسلمين تتهم حكومة المالكي وبالأخص وزارة الداخلية بالتستر على الميليشات الشيعية التي تقتل أبناء السنة والتستر على مايسمى ( رق الموت) في اشارة الى ميليشات بدر وجيش المهدي·
واشنطن تحذر
وحذرت واشنطن من جيش المهدي وهو ميليشيا مرتبطة برجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر على انه يمثل أكبر تهديد للامن في العراق وتوجد جماعات أخرى في الحكومة لها صلة بميليشيات·
وأدت الهجمات الطائفية والتهديدات الى طرد عشرات الألوف من العوائل من منازلهم في بغداد وأصبحت مناطق عديدة كانت تضم طوائف متآخية ومتجاورة في السابق الى مناطق مقسمة وفقا للخطوط الطائفية وهذه تعتبر بنظر المواطنين العراقيين أكبر كارثة يتعرضون لها بعد سقوط نظام صدام ووجود الأحتلال·
