رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 يناير 2007
العدد 1757

النهايات العنيفة والمريعة لبعض حكام العراق

   

 

الجيران(خاص بالجيران) ـ بغداد:

صدام حسين الذي أعدم يوم السبت ودفن يوم الأحد قبل الماضي هو لغاية الآن أحدث رئيس عراقي دكتاتور تنتهي حياته نهاية عنيفة في تاريخ العراق الدموي·

 وفيما يلي سيرة زعماء رئيسيين آخرين للعراق انتهوا نهايات مريعة منذ أن قامت دولته الحديثة بعد احتلال بريطانيا له بعد الحرب العالمية الأولى· ففي هذه السيرة عظة وعبرة وتذكر (لودامت لغيرك ما اتصلت اليك):

·     الملك غازي ـ تولى العرش عام 1933 بعد وفاة والده (الملك فيصل الأول الذي كان أول عاهل ينصبه البريطانيون على عرش العراق وقد نجح في تأسيس الدولة رغم تعدد الطوائف والأعراق فيها، وتوفي بعد مرض وترددت أنباء غير مؤكدة عن أنه مات مسموما)· توفي  الملك غازي الذي كانت له ميول قومية وحياة خاصة تتسم باللهو في حادث اصطدام  سيارته التي كان يقودها بسرعة في طريق بين قصري الرحاب والزهور في ليلة دهماء، وقد وجدت جثته مهشمة في سيارته المحطمة في ذلك الحادث  المريب بعد ست سنوات من حكمه· ووجه بعض الساسة العراقيين أصابع الاتهام باغتياله نحو بريطانيا·

 

·     بكر صدقي ـ قاد بكر صدقي انقلابا عسكريا عام 1936 في عهد الملكية حين كان رئيسا لأركان الجيش، وأبدى نزعة دكتاتورية في السيطرة على الجيش وجعله وسيلة للاستيلاء على الحكم وهو أول من فتح الطريق للعسكرتاريا العراقية للهيمنة على السلطة، وقد تم اغتياله من قبل أحد مرافقيه العسكريين في الموصل وبتدبير من النخبة السياسية أنذاك مع البريطانيين عام 1937·

 

·     الملك فيصل الثاني ـ الذي بويع ملكا وهو صغير السن عام 1937 وأنيطت الوصاية لخاله ولي العهد عبد الإله· قتل الملك فيصل الثاني في مجزرة دموية نفذتها مفرزة من الجيش أرسلها عبد السلام عارف لاحتلال القصر الملكي، راح ضحيتها إضافة الى الملك الشاب ولي العهد عبد الإله وعدد من أميرات  الأسرة الملكية في قصرالرحاب صباح ثورة14 تموز عام 1958 التي قادها عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف·  كان الملك الشاب يتهيأ للزواج من إحدى الأميرات التركيات حينما داهمه الانقلاب العسكري لينهي حياته نهاية مفجعة لايستحقها· وقد حزن الكثير من الناس لمقتله لأنه كان شابا وديعا  بعيدا عن مكائد الساسة العراقيين والبريطانيين وألاعيبهم في العراق·

 

·     عبد الإله بن علي بن الحسين الوصي على عرش العراق، قتل في مجزرة قصر الرحاب صبيحة يوم 14 تموز عام 1958· ثم سحلت جثته في شوارع بغداد صباح الثورة التي شهدت غوغاء وعنفا دمويا ضد بعض رموز العهد الملكي، وعلقت بقايا جثته على باب وزارة الدفاع في مشهد  مقزز عزز تأريخ العنف في العراق·

 

·   نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي المخضرم وأبرز الزعماء العراقيين الذين لعبوا دورا في بناء العراق الحديث، قتل بعد مرور يومين على ثورة الرابع عشر من تموز· وبعد أن قبض عليه في منطقة البتاوين في بغداد متخفيا بثياب امرأة، وسحلت جثته  من قبل غوغاء الناس وتمزقت سحلا ولم يعثر على بقاياها·

 

·   عبد الكريم قاسم ـ زعيم ثورة 14 تموز تولى الحكم بعد إعلان الجمهورية عام 1958  نجا من محاولة اغتيال  بعد ذلك بعام قام بها (صدام حسين) ومجموعة من البعثيين أثناء مرور موكبه في شارع الرشيد· وبعد مرور أربع سنوات على حكمه  قتل عبد الكريم قاسم في انقلاب 14 رمضان عام 1963 بإطلاق النار عليه وهو أسير في استوديو الإذاعة وكان صائما ودون محاكمة له ورمى البعثيون جثته في النهرلكي يضيع أثره بعد أن خافوا من أن يتحول قبره الى مزار من أتباعه ومحبيه·

 

·    عبد السلام محمد عارف ـ زميل عبد الكريم قاسم في انقلاب عام 1958 الذي انقلب عليه فيما بعد وشارك في إعدام قاسم رميا بالرصاص في استوديو إذاعة بغداد· ثم أصبح عبد السلام عارف  الذي نجا من حكم الإعدام سابقا بعفو من عبد الكريم قاسم قبل مقتله، أصبح رئيسا للبلاد بعد انقلاب عام 1963 بالتحالف مع البعثيين ثم انقلب عليهم وطاردهم وسجن قادتهم، ومنهم صدام  حسين بعد أشهر من استيلائه على السلطة· لكن عبد السلام توفي في حادث تحطم طائرة عام1965 ولم يلق أثرا لجثته وقد قيل فيما بعد إن الحادث دبره صدام و البعثيون انتقاما  منه·

 

·    عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية، تولى المنصب خلفا لشقيقه عبد السلام وبعد ضغوط من النخبة العسكرية المؤثرة في الحكم، غير أنه أطيح في انقلاب لحزب البعث في 17 تموز عام 1968 ونفي الى تركيا وعاش في عوز شديد·

 

·    عبد الرحمن البزاز، رئيس الوزراء العراقي في عهد عبد الرحمن عارف 1966· كان أستاذا جامعيا وسياسيا مرموقا، وبذل جهدا لإبعاد ضباط الجيش عن التأثير على الحكم· لكن العسكريين المتحالفين مع حزب البعث لم يمهلوا مشروعه المدني فانقلبوا عليه بانقلاب 17 تموز الذي حمل أحمد حسن البكر وصدام حسين الى السلطة· تم اعتقال عبد الرحمن البزاز في قصر النهاية وهو سجن رهيب كان صدام ورهطه يعذبون فيه ضحاياهم قبل قتلهم· وتم قتل رئيس الوزراء الأستاذ الجامعي عبد الرحمن البزاز في هذا السجن الرهيب وبطريقة مأساوية·

 

·     طاهر يحيى، رئيس الوزراء العراقي أيام عبد السلام عارف بعد أن انقلب على حلفائه البعثيين في انقلاب تشرين عام 1963· كان بعثيا ومواليا لأحمد حسن البكر وصدام· لكنهم كرهوه وأضمروا له عداء بسبب تحالفه ضدهم مع عبد السلام عارف ومع أخيه عبد الرحمن، فقتلوه بعد أن سجنوه وعذبوه في قصر النهاية وجعلوه يقوم بتنظيف مراحيض السجن وسط سخرية البعثيين الحراس وبحضور صدام حسين الذي كان نائبا للرئيس ومشرفا على سجن قصر النهاية الرهيب· 

 

·    أحمد حسن البكر ـ نصب رئيسا في انقلاب 17 تموز عام 1968 لكن طغى عليه قريبه صدام في السبعينات وأجبره على التنحي جانبا رسميا عام 1979· توفي البكر بعد ذلك بثلاث سنوات·ويعتقد كثيرون أنه سمم بناء على أوامر صدام· مثلما تم إعدام أكثر من 100 من قادة الدولة والحزب في مجزرة نفذها صدام ليبعد عنه منافسيه على السلطة أمثال محمد عايش وعدنان الحمداني ومحمد محجوب وغيرهم·

 

·    عبد الرزاق النايف، أول رئيس وزراء بعد انقلاب17  تموز عام 1968 الذي حمل البكر وصدام للسلطة· كان مديرا للاستخبارات العسكرية في زمن عبد الرحمن عارف، لكنه تآمر عليه متحالفا مع صدام والبكر والبعثيين في تدبير الانقلاب· فأناطوا به رئاسة الوزراء بعد الانقلاب غير أنهم لم يخلصوا لتحالفهم معه، فقتلوه بعملية اغتيال دبرها صدام حسين من خلال جهاز الاغتيالات الخاص به والذي كان يسميه (جهاز حنين)· تم أغتيال عبد الرزاق النايف في فندق بلندن بعد أن كان ذاهبا لاجتماع تفاوض مع مندوب قادم بغداد من صدام حسين وأوهموه بأن  غاية الاجتماع هي المصالحة· لكنه كان موعدا للاغتيال والغدر به فقتلوه وتركوا جثته مضرجة بالدماء على رصيف الشارع··

 

·    حردان التكريتي ووزير الدفاع العراقي  ونائب رئيس الجمهورية بعد الأنقلاب البعثي عام 1968· وأكثر الشخصيات العسكرية البعثية (رتبة فريق) المنافسة لصدام حسين/تم اغتياله في الكويت عند باب المستشفى الأميري بتدبير من صدام حسين وتنفيذ من جهاز المخابرات وفرقة الاغتيالات التي  أشرف عليها صدام مباشرة·و قيل إن برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام  الذي تولى رئاسة جهاز المخابرات على علم وتدبير أيضا بهذا الاغتيال·

 

·    عدنان خير الله، وزير الدفاع ونائب القائد العام للقوات المسلحة، وهو الأخ الشقيق لزوجة صدام ساجدة خير الله· وصل الى السلطة بعد الانقلاب البعثي في 17 تموز عام 1968· وبرز دوره في الحرب العراقية الإيرانية· وحظي بالتفاف الضباط العسكريين حوله مما أثار مخاوف صدام من أن يتميز عنه ويأخذ مكانه بمساندة العسكريين· قضى عدنان خير الله في حادثة سقوط طائرة هليوكوبتر في شمال العراق في يوم عاصف، واتهم معارضو صدام من أبناء عشيرته بأنه وراء تدبير حادث سقوط الطائرة· ومما عزز هذه الظنون أن التحقيق بالحادث لم يجر ولم ينشر شيء سوى أن الحادث حصل لسوء الأحوال الجوية!·

 

·    حسين كامل وزير الدفاع ووزير التصنيع العسكري وأقوى شخصية حكومية في فترة التسعينات حتى مقتله· برز حسين كامل باعتباره صهر صدام حسين وزوج ابنته رغد وتولى مناصب عديدة في الدولة منها وزارة الدفاع ووزارة الصناعة والتصنيع العسكري· تمرد على صدام وهرب الى الأردن عام 1995 هو وأخوه صدام كامل مدير جهاز الأمن في القصر الجمهوري وزوج البنت الوسطى للرئيس صدام، وفي الأردن عقد حسين كامل مؤتمرا صحافيا وتلفزيونيا أعلن فيه انشقاقه على نظام صدام وانتقد علنا النظام محاولا إظهار نفسه معارضا للسلطة ساعيا الى الإصلاح· ولقد بذل صدام وأقرباؤه جهودا لإقناع حسين كامل وأسرته بالعودة والمصالحة مع صدام· وقد نجحت المساعي في إقناعه هو وأخيه فعادوا الى بغداد بعد أعطائهما الأمان، وحال عودتهما ووجودهما في مسكنهما بمنطقة السيدية تم قتلهما مع أفراد من عائلتهما في مجزرة مريعة قتل فيها أيضا والد حسين كامل وهو العم الأقرب لصدام حسين الذي أجبر ابنتيه رغد وحلا على تطليق زوجيهما القتيلين بعد أن أعطى الأمان الكاذب لصهريه المغدورين·

 

·    صدام حسين ـ سيطر على حزب البعث من وراء الكواليس قبل أن يطيح بالبكر ويصبح رئيسا للعراق عام 1979 الذي شهد تصفيات قام بها صدام للعشرات من كوادر حزب البعث أشهرها إعدام 120 من أعضاء حزب البعث في مجزرة انتدب لها من كل لجنة حزبية اثنين لتنفيذ القتل رميا بالرصاص دون محاكمة قضائية  لتضيع دماؤهم بين عشائر وفروع الحزب عام 1979 على غرار مافعلت قريش يوم قررت اغتيال النبي محمد (ص)· وقتل صهريه حسين وصدام كامل (زوجي ابنتية رغد وحلا) في رمضان عام 1996 في مجزرة السيدية وبإشراف ابنه عدي وفرع آل المحيد من عشيرة البو ناصر·

 

·  أشعل عدة حروب منها الحرب العراقية الإيرانية وحرب احتلال الكويت، وهي حروب هلك فيها أكثر من مليون عراقي وإيراني وكويتي، وخسرت فيها العراق و المنطقة ثروات كبيرة، نجا صدام من عدة محاولات اغتيال منها  محاولة اغتيال عام 1982 في الدجيل أطاحه الغزو الامريكي عام 2003، وأعدم شنقا في 30 ديسمبر 2006 لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب حملة انتقامية شنها ضد سكان الدجيل وراح ضحيتها 148 مواطنا أعدمهم وقبرهم في قبور جماعية· تم إعدامه بطريقة أثارت أنتقادات ضد الحكومة العراقية وقبل استكمال محاكمته في قضية الأنقال التي راح ضحيتها 180 ألفا من الأكراد بينهم 5  آلاف ماتوا بالغازات السامة في حلبجة· وقضية غزو الكويت التي استباح بها صدام دولة الكويت وشعبها في الشهر المحرم الحرام وقتل منهم أكثر من 600 كويتي وعربي بعد أسرهم ولغاية الآن لم يعثر على الأكثرية من شهداء الكويت وأسراهم·

تم إعدام صدام بالطريقة المثيرة في يوم السبت 30 ديسمبر عام 2006· في نهاية أثارت حفيظة البعض من العرب ولم تثر حفيظتهم هذه الأعداد الهائلة من ضحاياه· وهذه الجرائم الكبيرة التي ارتكبها بحق شعبه وشعوب المنطقة· لكن الله سبحانه وتعالى بشرّ القاتل بالقتل ولو بعد حين·

 

   

   

طباعة  

الطالباني لنظيره الإيراني:
استعجلنا في إعدام صدام خوفا من تهريبه من قبل الأمريكيين وأن يقود المعارضة في الخارج

 
ظروف قاهرة تحيط بها ..حكومة المالكي بين البقاء والرحيل
 
مسامير
 
في عيده السادس والثمانين الإعلان عن أسلحة جديدة للجيش العراقي
 
قالوا عن العراق
 
رئيس وزراء العراق يتهم هيئة العلماء بإثارة التوترات الطائفية
 
العراق في 7 أيام
 
لقاء تلفزيوني بين بوش والمالكي بعد أسبوع من إعدام صدام
 
القضية هي الحدث نفسه لا تسجيله!
 
تقرير المنظمة الدولية للهجرة IOM حول أوضاع العوائل العراقية التي هجرها الإرهاب داخل العراق
 
هل كتب صدام حسين مذكراته في السجن..؟
 
نقيب الصحافيين العراقيين:
170 صحفيا عراقيا أستشهدوا منذ الغزو

 
إعدام صدام يرفع سعر الدينار العراقي في الأردن
 
اقتصاديات عراقية
 
تصفح الجيران الصحيفة الإلكترونية الأولى www.aljeeran.net
 
أمريكا تبدأ بحشد قوة(رادعة) بالخليج
 
رئيس المركز الكويتي للعمليات الإنسانية:
عملنا مستمر لمساعدة الشعب العراقي

 
سكاف يشيد بالدور السعودي في لبنان
 
الأمير سلطان يطالب جيران العراق عدم دعم الطوائف والتيارات
 
وزير الحج السعودي:
جسر الجمرات الجديد.. معجزة هندسية وساهم كثيراً في نجاح هذا الموسم

 
صنداي تايمز: إسرائيل تخطط لتوجيه ضربة نووية لإيران
 
البحرين: إطلاق 8 موقوفين بقضيتي مهاجمة "عزاء صدام" والشرطة بالمولوتوف
 
دول مجلس التعاون
 
اليمن تتخذ إجراءات لمنع تسلل عناصر المحاكم الصومالية إلى أراضيها
 
كاريكاتير