الجيران - عواصم - وكالات:
قال سياسي عراقي بارز إن حكومة نوري المالكي تواجه فضيحة تصوير إعدام صدام حسين ومشاكل أخرى قد تؤدي لاستقالته، فيما ذكرت أن مصادر إعلامية عراقية مقربة من دوائر الحكومة أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قدم استقالته إلى مكتب رئيس الجمهورية جلال الطالباني مساء يوم الأربعاء 3/1/2007، إلا أن الناطق باسم الحكومة نفى هذه الأنباء غير أنه أسشار إلى غياب التعاون والتنسيق بين أعضاء الحكومة وهذا مايدفع المالكي الى الضجر من هذه الأحوال ··
ضغوط وتدخل أمريكي
وأضافت المصادر العراقية لـ "العربية·نت" أن تدخلا أمريكيا على أعلى المستويات واتصالات مع قيادات عراقية دفعت المالكي إلى العودة عن استقالته مقابل بعض الضمانات الجديدة له بتوسيع صلاحياته ورفع الضغوط عن حكومته في بعض القضايا وفعلا دخل مكتبه يوم الخميس 14/11/2007 إلا أن احتمال استقالته مجددا لا يزال قائما في الأيام القادمة- حسب المصادر· ذلك لأن الأزمة الحكومية القائمة مازالت تهدد بقاء الحكومة على وحدتها وتناسقها·
وقالت المصادر إن المالكي كان عازما على الاستقالة منذ لقائه الرئيس الأمريكي جورج بوش في عمان، مشيرة إلى أنه هناك من "اعتبر هذه اللقاء استدعاء له"·
في حين كان المالكي يسعى الى استقلالية الحكومة العراقية وترسيخ دورها باعتبارها حكومة مستقلة وليست تابعة لأمريكا ·
وذكرت أن جملة من العوامل المتراكمة هي التي دفعته للاستقالة يوم الأربعاء، ومنها: محدودية صلاحياته وتدخل الأمريكيين، والضغوط عليه من قبل السفير الأمريكي بعد نشر فيلم تصوير إعدام صدام حسين· وأما الخلاف مع الأمريكيين بدأ عندما قررت الحكومة العراقية أنها لن تسلم جثة صدام حسين لعشيرته وسيدفن في مكان مجهول، مما أدى إلى ضغوط أمريكية هائلة عليها·
الدباغ ينفي
من جهته، نفى الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ استقالة المالكي· وقال لـ"العربية·نت": نحن لا نشكو من التدخل الأمريكي في شؤون الحكومة ولكن المالكي يشكو من كون الحكومة ائتلافية والوزراء لا يعملون كوزراء للعراق وإنما كوزراء لكتلهم التي يمثلونها لذلك تعمل الحكومة بصورة منفصلة ولا توجد روح تنسيق بينهم والمالكي طالب بتغيير جذري يؤدي إلى فريق عمل واحد يقوده·
عثمان: الحكومة لن تستمر
ومن ناحيته تحدث النائب العراقي محمود عثمان، والمقرب للرئيس جلال طالباني، لـ"العربية·نت" أن المالكي يعاني من تدخل الأمريكيين والميليشيات في أعماله، وقال "هذه الحكومة لم تنجح ولم تحل المشاكل المطروحة كما أن ما جرى في إعدام صدام كان فضيحة للحكومة معناه عدم سيطرتها على الأمور ولا أعرف وربما هذه القضايا ستؤدي إلى استقالة المالكي"·
وفي تصريح آخر له قال محمود عثمان متوقعا انهيار الحكومة، وقال لـ الحياة إن الاخفاقات والفشل المتلاحق الذي وقعت فيه حكومة المالكي منذ تشكيلها حتى الآن لا يدعو الى التفاؤل، واستمرارها لأربعة أشهر لاحقة سيكون معجزة سياسية، مشيراً إلى أن أداء الحكومة ضعيف وسيئ، الى جانب المشاكل الكثيرة التي يمر بها العراق بسبب هذا الضعف، لا سيما في الجانب الأمني· وزاد: لعلها رسالة واضحة الى الحكومة الأميركية والميليشيات على وجه الخصوص·
وعن الخيار البديل الذي يمكن من خلال تجاوز إخفاقات الحكومة، أكد عثمان أن بديل في الوقت الحاضر لإنقاذ الوضع، والحل الوحيد يكمن في التشاور السياسي بين الكتل والوصول الى رؤية مشتركة حول الأزمة قبل الوصول الى مرحلة الانهيار·
ليس قرارا فرديا
لكن النائب عن كتلة "الائتلاف" القيادي في حزب الدعوة علي الأديب قلل من أهمية هذا التوقع، وأهمية التصريحات التي أدلى بها المالكي قبل أيام قال فيها إنه قد يتنحى عن السلطة بعد تشكيل التحالف السياسي الجديد المزمع إقامته بين عدد من الأحزاب، بينها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية و الحزب الاسلامي والكتلة الكردية· وقال إن تصريحات المالكي ناتجة عن الضغوط السياسية التي يتعرض لها من ممثلي الكيانات المشاركة في العملية السياسية· وزاد ان صعوبة التوليف بين الفرقاء السياسيين كانت سبباً آخر وراء تصريحاته، وربما أطلقها للضغط على القوات الأميركية لتوسيع صلاحياته، لكنها ليست بالضرورة رغبة حقيقية بالتنصل من الحكومة·
وأشار الى أن الانسحاب من الحكومة لا يمكن ان يتخذ بقرار فردي، بل لا بد من اجماع المكونات السياسية عليه، مثلما أجمعت على تنصيب المالكي، موضحاً أن الأخير تمنى ان يعفى من مهمته، وهذا لا يعني انه مصر على التخلي عن منصبه، ما أراده هو إيصال معاناته إلى الشعب والى زعماء واعضاء الكتل النيابية والبرلمانية، لافتاً الى أن التكتل السياسي الجديد لا يمكن تشكيله أو تحقيقه لانعدام أرضيته ولتباين آراء اعضائه وعدم اتفاقهم·
لكن زعيم جبهة التوافق السنّية عدنان الدليمي توقع أن تستقيل حكومة المالكي قريبا· وقال في تصريح الى الحياة إن طريقة تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي السابق صدام حسين وما صاحبها من تكريس للطائفية وانزعاج عربي ودولي يرسم نهاية سريعة لحكومة المالكي التي فشلت في تحقيق أي من التزاماتها·
المالكي لم يكن مستعدا
ورأى النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الأعرجي وهو قيادي في التيار الصدري، ان المالكي لم يكن مستعداً لتحمل المسؤولية·
واعتبر رضا جواد تقي عضو كتلة الائتلاف الناطق باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، تصريحات المالكي بمثابة الزوبعة الإعلامية· وقال إن المجلس يدعم رئيس الوزراء بشكل كبير ولن يسمح باسقاط حكومته، موضحاً أن تصريحاته تهدف الى توجيه رسالة الى جهات سياسية بعينها، ولا تعبر بالضرورة عن رغبته بالتنحيد·
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صرح لصحيفة "ول ستريت جورنال" الأمريكية بأنه يتمنى ترك منصبه قبل انتهاء ولايته· وهنا تجدر الإشارة إلى أن المالكي الذي ينتمي الى الطائفة الشيعية في العراق تولى منصب رئيس الوزراء في العراق في شهر مايو ايار الماضي بعد رفض الاكراد والعرب السنة المرشح الأول للائتلاف الشيعي·
وكانت جريدة نيويورك تايمز الامريكية قد نشرت مذكرة سرية لمستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي تشير الى ضعف شخصية المالكي وعدم قدرته على الاستمرار بمهمته أمام حجم المشاكل التي يواجهها·