الجيران ـ طهران:
قالت وكالة (إيرنا) الإيرانية إن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تبادل التهاني (هاتفيا) مع نظيره العراقي جلال الطالباني بمناسبة عيد الأضحى المبارك وإعدام صدام· وإن الطالباني برر العجالة بتنفيذ الإعدام بصدام خوفا من تهريبه من قبل الأمريكيين· رغم أن تصريحات أخرى نسبت للطالباني بأنه لم يكن يعلم بتنفيذ الحكم· فيما أكد تنصله من التوقيع على أمر التنفيذ وسفره الى السليمانية· وصرح أحمدي نجاد أن صدام أخذ معه إلى القبر جرائم كثيرة، وامتنع عن الكشف عنها قائلا إنه في القريب العاجل ستتضح إبعاد الجرائم المختلفة التي اقترفها هذا الديكتاتور بحق الشعب العراقي وشعوب المنطقة·
وأضافت (إيرنا) أن نجاد أشار للطالباني إلى الهمة والجهد والنضال الذي بذله الشعب العراقي لكي يطهر الأرض من دنس هذا المجرم السفاح معربا عن أمله أن يؤدي رحيل هذا الديكتاتور إلى إحلال الأمن الكامل للشعب العراقي وتعزيز الحكومه في القريب العاجل ·
ومن جانبه هنا الرئيس العراقي جلال الطالباني إيران حكومة وشعبا بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك معربا عن أمله أن يوفر إعدام صدام المجرم السفاح الأرضية المناسبة للإسراع إلى إعاده بناء وتوفير الأمن في العراق·
و بشان إجراء حكم الإعدام ضد صدام قال الرئيس العراقي جلال الطالباني لنظيره الإيراني: إننا كنا قلقين من أن البعض وبدعم من قبل الأمريكيين أن يوفروا الأرضية لهروب صدام من المعاقبة وأن يتآمروا ضد الشعب العراقي· ولم يوضح الطالباني هوية هذا (البعض) وعلاقته بالأمريكيين، لكن مصادر أمريكية سفهت فيما بعد هذه المعلومات وسخرت من هذا التبرير، مما أضفى على القصة تضاربا في الأقاويل والتصريحات ·
من جهة أخرى نقلت الوكالة الإيرانية أيضا القول نفسه جاء على لسان رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي حين تبادل التهاني بالعيد مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد : من أن هاجس الخوف من تهريب صدام دفع الحكومة الى الإسراع بتنفيذ حكم الإعدام بصدام· دون أن يكشف المسؤلان العراقيان عن طبيعة تلك المعلومات المتعلقة بعملية (تهريب صدام!) ومن الذي يقف وراءها وماهي المعلومات التي توافرت عن موضوع التهريب؟ الذي أصبح تبريرا للعجالة التي تم فيها إعدام صدام قبل إتمام محاكمته في قضايا أخرى مهمة منها غزو الكويت والجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الكويتي و قضايا الأنفال وغيرها من القضايا التي ظلت عالقة الآن بعد شنق صدام ·
مدير مكتبه يقول الرئيس طالباني لم يكن على علم بموعد إعدام صدام
ومن جانبه نفى السيد كامران القره داغي مدير مكتب رئيس الجمهورية جلال طالباني والناطق الرسمي باسمه ما نُسب إلى الرئيس من أن الحكومة استعجلت إعدام صدام حسين لأنها كانت قلقة من احتمال هروبه بمساعدة من قبل الأمريكيين، و أشار إلى أن الرئيس لم يكن على علم مسبق بموعد تنفيذ حكم إعدام صدام حسين·
وشدد القره داغي على أن "الرئيس طالباني نأى بنفسه عن التدخل في قرار المحكمة الخاصة ملتزما بالقانون الذي لا يعطي رئيس الجمهورية صلاحية نقض قرارات هذه المحكمة"·
وقال القره داغي إن الرئيس طالباني أكد في رسالته إلى رئيس الوزراء "أنه ينأى بنفسه عن التدخل في قرار المحكمة الخاصة موضحا أن المادة 27 من قانون هذه المحكمة ينص على قطعية قراراتها التي لا يحق لأي جهة أن تنقضها بما في ذلك رئيس الجمهورية· علما أن المادة 137 من الدستور أيضا لا تعطي الحق لرئيس الجمهورية (أي مجلس الرئاسة) في أن يخفف أو يصدر عفوا فيما يتعلق بالجرائم الدولية· وشدد الرئيس طالباني على أنه رغم معارضته لحكم الإعدام كمبدأ، لكنه لا يتدخل في استقلالية القضاء، خصوصا إذا كان القانون لا يعطيه الحق في ذلك كما هي الحال بالنسبة الى حكم الإعدام الذي أصدرته المحكمة الخاصة بحق صدام حسين"·
وعلى صعيد متصل نفى القره داغي ما نسبته وكالة (ايرنا) الإيرانية للأنباء من أن الرئيس طالباني قال خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إن العراقيين استعجلوا تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين "لأننا كنا قلقين من أن البعض وبدعم من الأمريكيين يوفروا الأرضية لهروبه من العقاب وأن يتآمروا على السعب العراقي"·
وأكد القره داغي أن الرئيس طالباني "لم يكن أصلا على علم مسبق بموعد تنفيذ حكم الإعدام كي يعلق بمثل هذا الكلام الذي نسبته اليه وكالة (إيرنا)"·