الجيران - بغداد- على خلاف ماجاء في التقرير الأمريكي الذي يشير الى تصاعد الهجمات وعدد القتلى الى22% في شهر نوفمبر، جاء تقرير مشرحة بغداد ليقول ان عدد الجثث التي وصلت الى المشرحة خلال شهر تشرين الثاني نوفمبر بسبب أعمال العنف بلغ نحو 1200 بانخفاض نحو 400 عن الشهر السابق·
وقال مسؤول طبي في المشرحة لرويترز أن "أغلب هذه الجثث كانت تحمل علامات تعذيب وآثار اطلاقات نارية"·
وكانت الحكومة العراقية قد منعت المشرحة من إعطاء الأحصاءات عن عدد الجثث لأنها تثير البلبلة الأمنية على حد قول مصادر حكومية وتخشى حكومة بغداد من نشر أرقام الضحايا الذين يسقطون يوميا والذين بلغ عددهم مايقارب 150 ضحية يوميا حسب تقارير الأمم المتحدة، وهذا يؤكد انهيار الوضع الأمني ووجود نظام أمني فاشل يعجز عن حفظ امن السكان·
وكانت تقارير سابقة لبعثة الأمم المتحدة في العراق قالت إن ما يقارب مئة وعشرين شخصا يقتلون في العراق يوميا بسبب أعمال العنف الطائفي في البلاد وأن أغلب هؤلاء الضحايا يقتلون في بغداد حيث يكون الصراع والاقتتال الطائفي على أشده فيها·
وعادة مايتم نقل أغلب الجثث والتي تسقط جراء العنف المسلح أو التي يعثر عليها ملقاة في الطرقات في بغداد فقط الى مستشفى الطب العدلي· ولكن ليست كلها وليس كل من يسقط أو يتم خطفه واغتياله يرسل إلى المشرحة حيث يرفض السكان تشريح قتلاهم، لهذا لا تمثل هذه النسبة الارقام الحقيقية والنهائية لعدد القتلى في بغداد حيث يقوم الاهالي أحيانا باستلام جثث ذويهم الذين يسقطون في العمليات المسلحة مباشرة من المستشفيات التي يتم نقلهم اليها وقبل أن يصار إلى نقلهم الى المشرحة· وبعض المغدورين يتم رميهم في النهر أو دفنهم في قبور جماعية·
وتعتبر العمليات المسلحة المتمثلة بانفجار العبوات الناسفة والسيارات المفخخة أحد الاسباب الرئيسية لارتفاع نسبة أرقام القتلى الى جانب العثور على الجثث الملقاة على قارعة الطريق والتي تحولت إلى مايشبه الظاهرة اليومية في مدينة بغداد مؤخرا·