· الأول: زيادة عدد القوات في المدى القصير ما بين 15-30 ألف جندي
· الثاني: الابتعاد عن النزاع الأهلي والتركيز على مطاردة أعضاء تنظيم القاعدة
· الثالث: الدعم الكامل للشيعة والتخلي عن محاولات الاتصال بالمتمردين السنة
بقلم: روبين رايت وبيتر بيكر
بينما تتنامى الضغوط من أجل تبني نهج جديد في العراق، تتجه إدارة بوش نحو استراتيجية جديدة قابلة للحياة سيكشف عنها الرئيس مع حلول أعياد الميلاد، حيث تتركز المداولات في أروقة البيت الأبيض حاليا، على ثلاثة خيارات رئيسية لإعادة تحديد الانخراط الأمريكي السياسي والعسكري في العراق·
وكشف مسؤولون أمريكيون منخرطون في المناقشات إن الخيارات الرئيسية تشمل زيادة في عدد القوات الأمريكية في العراق في المدى القصير بحوالي 15-30 ألف جندي إضافي لضمان أمن بغداد وتسريع عمليات تدريب القوات العراقية، أما الاستراتيجية الثانية، فهي إبعاد القوات الأمريكية عن النزاع الداخلي والتركيز بشكل رئيسي على ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة، وأما الثالثة، فهي تركيز الاهتمام السياسي على دعم الأغلبية الشيعية والتخلي عن محاولات الاتصال بالمتمردين السنة·
وفي الوقت الذي تتسارع فيه جهود إدارة بوش لإيجاد صيغة جديدة للتعامل مع الوضع في العراق، خلال الأسبوعين المقبلين، يقول بعض المقربين من المشاورات الجارية إنه يبدو أن الهدف الرئيسي هو محاولة إيجاد بدائل لمقترحات مجموعة الدراسة حول العراق، وقد نفى البيت الأبيض محاولة تجاهل تقرير المجموعة وقال إنه بصدد دراستها·
ولكن الاتجاه المتصاعد في أوساط الإدارة هو توجيه اللوم الى العراقيين، وأشارت مصادر ذات صلة بالمناقشات داخل الإدارة الى وجود درجة كبيرة من الشعور بالإجهاد والإحباط والرغبة المتزايدة بفك الارتباط بالعراق·
ومن المتوقع أن يخصص الرئيس بوش معظم الأسبوع المقبل لمراجعة الاستراتيجية في العراق، ويخطط الرئيس لزيارة وزارة الخارجية للتشاور مع فريق السياسة الخارجية ثم يستقبل عددا من الخبراء في الشأن العراقي في المكتب البيضاوي، ثم يعقد مؤتمرا بالفيديو مع القادة العسكريين والسفير الأمريكي في العراق زلمان خليل زادة، وبعد ذلك سيقوم الرئيس بزيارة الى البنتاغون لمزيد من المشاورات·
وبعد أن يستكمل الرئيس مشاوراته مع مجلس الأمن القومي الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية والبنتاغون، من المتوقع أن يلقي خطابا الى الأمة في الثامن عشر من الشهر الجاري·
وثمة إحساس متزايد في أوساط إدارة بوش أن القوات الأمريكية لا يمكنها منع أو التدخل في الحرب الطائفية الجارية في العراق الآن، والتي بدأت تحصد من الأرواح أكثر مما تفعل عمليات التمرد أو تنظيم القاعدة، كماتقول مصادر أمريكية·
وأضافت هذه المصادر أن خياري زيادة عدد القوات والتفرغ لمفارقة تنظيم القاعدة ليسا مترابطين بالضرورة، فبعض صناع القرار الأمريكي يحبّذ الاثنين معا، بينما يفضل آخرون التفرع للتصدي لتنظيم القاعدة دون الحاجة لزيادة عدد القوات·
وكشفت مصادر أمريكية النقاب عن أن الإدارة تركز - على الصعيد السياسي - بشكل متزايد، ما يُطلق عليه "حل الـ 80 في المئة" الذي يقضي بتقوية الوسط السياسي للعراق، وترك الأمور للشيعة والأكراد الذين يمثلون 80 في المئة من السكان، وهو الخيار الذي يتبناه بقوة مكتب نائب الرئيس ديك تشيني، ويقول مصدر من داخل المناقشات إن نائب الرئيس قال في إحدى جلسات الحوار هذا الأسبوع أنه لايمكن للولايات المتحدة أن تظهر مرة أخرى، بمظهر من يتخلى عن الشيعة، وذلك بعد أن فشلت في دعمهم حين ثاروا على صدام بناء على دعوتها·
ويجد خيار التفرع لمطاردة أنصار وأعضاء تنظيم القاعدة انعكاسا له في تقرير بيكر - هاملتون، الذي تحدث عن مهام أخرى، إضافة الى ذلك، مثل تدريب وتسليح القوات العراقية·
وفي الوقت الذي تتجه في إدارة بوش الى "تغيير المسار"، فإنها لا تزال تكافح من أجل بعض القضايا المركزية، بما في ذلك مدى ثقتها بقدرة رئيس نوري المالكي على حل مسألتين بالغتي الأهمية لاستقرار العراق، وهما المصالحة والميليشيات التي تغذي العنف الطائفي، وبالرغم من التأييد العلني الذي ناله المالكي من الرئيس مؤخرا، إلاّ أن المسؤولين الأمريكيين لم يتخذوا القرار بعد في ما إذا كانت لديه الإرادة أو القدرة على إخضاع أبناء جلدته الشيعة من أجل المصلحة الوطنية، سواء بنزع أسلحة ميليشياتهم أو حملهم على التفاهم مع الأقلية السنية·
ويعتقد مسؤول في إدارة بوش أن تقرير بيكر - هاملتون وفر للرئيس الجو للمناورة من خلال رفض دعوات بعض الديمقراطيين لسحب القوات فوراً من العراق· فقد أوصى التقرير بسحب الوحدات المقاتلة مع حلول عام 2008، أي أن أحداً لا يتوقع الآن، انسحابا قبل هذا التاريخ·
ولكن مشكلة إدارة بوش الآن هي، أنه بالنظر الى مكانة أعضاء اللجنة المرموقة، فسوف يتعيّن على الإدارة أن تفسر أي انحراف عن توصياتها، كما قال المسؤول في البيت الأبيض·
وقد وعد الرئيس أثناء لقائه بقادة الحزب الديمقراطي بالعمل من أجل إيجاد استراتيجية مشتركة قائلا: "لقد بحثنا الحاجة لنهج جديد في العراق، وتحدثنا عن الحاجة عن العمل معاً في هذا الموضوع المهم"·
"عن واشنطن بوست"