حبوب منع الحلم
عبدالكريم الشمالي
لم يكن ينقص رياضتنا سوى الأحلام والرأى والتنبؤ ولِمَ لا؟ فكل شيء في هذه البلد يمشي ويعمل حسب الأصول وخصوصاً في الرياضة فلا صراعات خفية بين أبناء العمومة في الأسرة على الكراسي و"حفار عينك عينك أشكره" ولا احتكار للمناصب وكأنها ميراثٌ ورثه البعض لا يتركه إلا لشقيقه أو ابنه ولا تبديد للأموال العامة على الرحلات الترفيهية والسياحية المسماة بمعسكرات الإعداد ولامحاباة ولا مجاملات ولا عمولات فيها و لمن يقوم بالترتيب لها، ولا تقريب للموالين وإبعاد للكفاءات ولا انتخابات طائفية وقبلية، ولا تسجيل عشوائي لعضوية الأندية ولا توظيف للأندية من قبل مجالس إداراتها لخدمة المصالح الشخصية والسياسية في بعض أحيان كثيرة ولا تخبط في اتخاذ القرارات فرياضتنا رياضة اللاءات الألف، وكم كان بودي وبود الكثيرين مثلي أن لا يقتصر حلم نائب رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية ورئيس أكبر وفد رياضي كويتي للآسياد في تاريخ مشاركاتها على عدد الميداليات الذهبية، وألا يقتصر حلمه ورؤياه التي تحققت على تخطي عدد ميداليات آسياد بوسان بل أن يكون الحلم أكثرشمولية من حيث الألعاب التي تحقق هذه الميداليات واللاعبين حتى لا يضطر إلى المشاركة بهذا الوفد الكبير وهذا الكم الهائل من الرياضيين لاعبين وإداريين ومرافقين "مالهم عازه" من أجل المشاركة فقط والسعي إلى إنجاح البطولة التي تنظمها دولة قطر الشقيقة وكأن الإخوة في قطر الذين استبعدهم الرئيس مع العراق من المنافسة على لقب خليجي18 القادم ولا أعلم إن كان هذا أيضاً بناءً على رؤيا جديدة لا يريد البوح بها أم أنها مجرد تخمين "ناطرين على أحر من الجمر" مشاركة الكويت ورياضييها وإدارييها الأفذاذ الذين ما انفكوا يضعون جميع إمكانياتهم في خدمة أي دولة شقيقة تنظم أي بطولة ولا أدري ما هي هذه الإمكانيات التي يضعونها سوى إمكانية "الترزز" أمام الكاميرات والتصريحات الفارغة "اللي ما تودي ولا تجيب"·
الكويت والرياضة بحاجة إلى رؤيا وحلم صادق يتمنى الكل أن يراه يتحقق وهو أن نرى اليوم الذي تكون فيه الرياضة لأهلها من المخلصين والجادين والأكفاء البعيدين عن الانتهازية واستغلال الظروف، الحلم الذي يتحقق بتوفير مناخ مناسب لرعاية الأبطال الرعاية الصحيحة·
الكويت بحاجة لحلم الرجل الرياضي المناسب في المكان المناسب، وأهم ما يريد الكويتيون تحقيقه من أحلام هو التخلص ممن وثب واستولى على مقدرات رياضتهم وتزعمها دون أن يكون أهلا لها وإلى ذلك الحين وحتى تتحقق مثل هذه الأحلام والرؤى فالمطلوب حبوب منع الحلم للبعض·
* * *
كلمة أخيرة:
من كان يشاهد بعض المنافسات والفائزين بالميداليات في آسياد الدوحة يتخيل له أنه يشاهد دورة الألعاب الأفريقية أوالكومنولث وليس الآسياد نقول هذا الكلام للحاقد المدعو سعيد جوهر وبقية جوقة الفاشلين من رياضيين وإعلاميين ممن حاولوا التطاول على الكويت بعد فوز منتخب كرة اليد بالميدالية الذهبية لأنه حتى ولو كان هناك جدلاً حول فوز الكويت في ميدالية كرة اليد الذهبية في الآسياد نقول "حتى لو" كي لا يفهم البعض كلامنا على ما تشتهي نفسه المريضة على الأقل هذه الميدالية جاءت بسواعد وعرق كويتيين خالصين·
كما نتمنى لو يكون هناك مترجمون للغة السواحلية والصينية والأسبانية الفرنسية في بعض القنوات لبعض اللاعبين العرب الفائزين بالميداليات "على الأقل نفهم شنو يقولون مو بس هونغا بونغا"·
kareem@taleea.com