· حميد خزعل: فرحتي بالفوز مضاعفة كوني عدت من العلاج، والجائزة عزيزة علينا
· بدر الرفاعي: هذا المعرض مرجع شامل وفرصة لالتقاء الأجيال المعاصرة بمختلف أساليبها
· سامي محمد: معيارية التحكيم انطلقت من الأسس الموضوعية والعلمية
· عنبر وليد: لقد كنا على قدر المسؤولية والجوائز ذهبت لمن يستحقها
كتب الدكتور نادر القنة:
ضمن فعاليات مهرجان القرين الثالث عشر للعام 2006، افتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (معرض القرين الشامل للفنون التشكيلية) في صالة الفنون بضاحية عبدالله السالم، وذلك مساء يوم الأربعاء العشرين من ديسمبر 2006·
يعتبر هذا المعرض كما جاء في توصيف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب "من أهم اللقاءات الجماعية للتشكيليين الكويتيين كل عام، حيث يجمع مختلف الاتجاهات الحاضرة على الساحة التشكيلية الكويتية، كما يحفل بأعمال منوعة لأجيال مختلفة من الفنانين الكويتيين، فهو يقدم صورة بانورامية لواقع الحياة التشكيلية في الكويت"·
لقاء الأجيال المعاصرة
وفي الاتجاه ذاته كانت هناك كلمة للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي قال فيها عن هذا المعرض: "يعتبر معرض القرين الشامل للفن التشكيلي إحدى الفعاليات الأساسية لمهرجان القرين الثقافي منذ تأسيسه، ويعكس هذا الحدث الفني المتميز جميع الاتجاهات والطرق الفنية التي تطرأ على ساحة الفن التشكيلي، والإنجاز الحرفي في الكويت عاصمة الفن والثقافة الدائمة·
ويلتقي فيه جميع الأجيال المعاصرة للفن القديم والحديث ليصبح هذا المعرض بمنزلة مرجع شامل على مر الأيام للأجيال القادمة، كما تجري رعاية الفنانين المتميزين المتألقين عن طريق التسابق والتنافس من أجل حصد الجوائز المالية والشهادات التقديرية لمن تميّز في هذا المهرجان·
لذا يسر المجلس الوطني للفن التشكيلي الذي يضم جميع الفنانين المشاركين في الإبداع الفني، وأيضا متذوقي الفن ونقاده من اللجان المشاركة·
المشاركون في المعرض
من الفنانين التشكيليين المشاركين في المعرض الشامل الثالث عشر نذكر: آلاء أشكناني، ناجي الحاي، آلاء الفزيع، فاضل الرئيس، نجاة الرياحي، فاضل العبار، نورة العبدالهادي، إبراهيم إسماعيل، طليعة الخرس، أحمد القصار، عادل المشعل، عباس مالك، هاشم الرفاعي، محمد الشيباني، أيوب حسين الأيوب، محمد الشيخ الفارسي، هنادي السلمان، بدر القطامي، عبدالله الجيران، ثريا البقصمي، عبدالله الخضاري، هيا آل خليفة، حميد خزعل، عبدالله سالم، وداد المطوع، علي العوض، منتهى العمّار، وليد الناشي، رقية المجرن، عنبر وليد، مها المنصور، ريهام الرغيب، عيسى محمد، قاسم ياسين، غسان بورحمة، مي السعد·
لجنة التحكيم
في هذا العام تمّ تشكيل لجنة الفرز والتحكيم - التي أوصت بها اللجنة العليا للفنون التشكيلية - من: هاشم الرفاعي، سامي محمد، جعفر دشتي، قاسم ياسين، محمد البحيري، علي نعمان، عنبر وليد، محمود الرضوان، فايزة البذال (بوصفها مقررة اللجنة)·
الفائزون
تمّ في حفل افتتاح معرض القرين الشامل الثالث عشر توزيع الجوائز على الفنانين التشكيليين الفائزين· حيث أوصت لجنة التحكيم بمنح جائزة (عيسى صقر الإبداعية) لأعمال كل من:
1 - الفنان محمد الشيخ الفارسي
2 - الفنان علي العوض
3 - الفنان محمد قمبر
4 - الفنان عبدالله الجيران
5 - الفنان حميد خزعل
6 - الفنان محمد أشكناني
7 - الفنانة آلاء الفزيع
8 - الفنانة هيا آل خليفة
9 - الفنان عباس مالك
وقد حصل الفنان وليد الناشي على جائزة لجنة التحكيم ومكافأة مالية عن عمله المقدم·
الفنان المكرم
في هذا العام تمّ تكريم الفنان التشكيلي عبدالله سالم الذي يصنف واحدا من أهم رواد حركة الفن التشكيلي في الكويت وفي معرض حديثه عنه قال بدر الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: "يعتبر الفنان عبداله سالم أحد رواد حركة الفن التشكيلي في الكويت وأحد مؤسسي المرسم الحُر، فأعماله المتنوعة تعكس فكرا وفلسفة خاصة تحمل بصمات هذا الفنان الرائد على مدار معارضه ومشاركاته داخل الكويت وخارجها· وإن الجوائز الكثيرة التي نالها الفنان عبدالله سالم، ما هي إلا دليل واضح على ثرائه التشكيلي وتميزه في بلورة الرؤى وتجسيدها في تنوع أعماله الفنية بالفكر والفلسفة الفنية العميقة بمضمونها"·
ويأتي تكريم هذا الفنان ضمن مهرجان القرين الثقافي الثالث عشر 2006 على مسيرة إثراء الحركة التشكيلية بالفكر والفلسفة وتصويره للتراث الكويتي وتجسيد أعماله الوطنية، سواء كانت في أعياد البلاد الوطنية أو لما جرى لها من عدوان·
يعد الفنان عبد الله سالم من الفنانين التشكيليين الرواد في الكويت، حيث درس الفن في كلية الفنون الجميلة في القاهرة خلال الفترة من 1966 وحتى 1970 وهو عضو مؤسس في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية كما منح التفرغ الفني، بالرسم الحر عام 1964، وقد حصل على جائزة الشراع الذهبي في معرض الكويت الرابع للفنانين التشكيليين العرب 1975 وجائزة أخرى في معرض اللجنة العليا للاحتفال بمرور ربع قرن على استقلال الكويت 1986، وله معارض كثيرة في الكويت، وبعض العواصم العربية، والعالمية منها: مدينة المودي كار بإسبانيا، وبلغاريا، دكا، بلغراد، بغداد، ساوباولو بالبرازيل، الشارقة، البحرين، دمشق، الإسكندرية·
سعداء بالجائزة
عبر الفنان علي العوض عن بالغ سعادته نظير حصوله على جائزة عيسى صقر الإبداعية للفن التشكيلي وقال: أنا سعيد بهذه الجائزة ومن المؤكد أنها ستترك أثراً طيبا في اشتغالاتي وأعمالي الفنية في المستقبل·
والحمد لله أن هذه الجائزة جاءت ترجمة حية لما قدمته من فن نال إعجاب وتقدير لجنة التحكيم·
أما الفنان حميد خزعل فقد قال: لا شك أن فرحتي اليوم بحصولي على جائزة عيسى صقر مضاعفة كوني عدت للتو من رحلة علاج في الخارج تكللت بالنجاح، واليوم تتأكد مسيرتي الفنية التشكيلية على الدرب الطويل بحصولي على هذه الجائزة الغالية على نفسي، وهي جائزة موسومة بالإبداع وتعد واحدة من أهم جوائز الفن التشكيلي في البلاد، وما حصولي عليها إلا تأكيد على أننا نسير في الطريق الفني الصحيح·
تذمر وتوضيح
وفي مقابل سعادة الفنانين الفائزين بجوائز هذا المعرض أطلق بعض الفنانين صيحات الغضب والتذمر من عدم حصول أعمالهم على جائزة ما أو بسبب استبعاد لجنة الفرز والتحكيم لأعمالهم في المشاركة في المعرض·· وكون هذه الصيحات قد صدرت عن مجموعة من الفنانين لها مكانتها وقدرها في الحركة الفنية التشيكلية الكويتية، فقد أحلنا في ذات الوقت تلك الصيحات الى الفنان التشيكلي سامي محمد عضو لجنة التحكيم وكذلك الى الفنان عنبر وليد عضو لجنة التحكيم حيث قال سامي محمد: كانت معياريتنا في انتقاء الأعمال وترشيحها للفوز هي معيارية موضوعية مبنية على أسس وقواعد علمية فلا يمكن أن تفوز لوحة ما فاقدة للأساسيات الفنية في التشكيل·
وأضاف: نحن لا نعرف أسماء أصحاب اللوحات إذ كنا نحكم لوحات فنية عليها أرقام من غير معرفة مسبقة فيمن هو صاحب اللوحة هذه أو تلك·
وأكد عنبر وليد ما طرحه سامي محمد فقال: لقد توخينا النزاهة ولا مصلحة لنا أن يفوز هذا أو ذاك، مصلحتنا الوحيدة، أن تفوز اللوحة الفنية التي تستحق الفوز، أما آليتنا في الترشيح فقد كانت تعتمد على مناقشة اللوحة ومدى تميزها من الناحية التكنيكية والفكرية، ومدى توغلها في معالجة موضوعات غير مطروحة بأساليب فنية عالية، وغالبا ما كنا نلجأ الى التصويت لحسم الأمر، ونحن راضون عن هذه المهمة الكبيرة وبالتأكيد هناك من هو راض ومن هو غير راض، إلا أننا كنا على قدر هذه المسؤولية والجوائز ذهبت لمن يستحقها من غير تحيز·
لماذا التشكيك؟
وبدوره نفى عضو لجنة الفرز والتحكيم قاسم ياسين أن تكون اللجنة قد مارست فعل تصفية الحسابات مع بعض الفنانين التشكيليين الذين لهم نشاط واسع في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وقال: هذه الممارسات ليست من أخلاقياتنا وما هي إلا إشاعات مغرضة للحد من نجاحات هذا المعرض المتميز الذي تتبناه أكبر وأهم مؤسسة ثقافية من قطاعات الدولة، فأعضاء لجنة التحكيم هم أساتذة وفنانون تشكيليون من أصحاب الخبرة والدراية والاختصاص ويتمتعون بنزاهة وشفافية عالية، فليس من مصلحة أحد أن يفعل ذلك خاصة أننا وضعنا في اعتبارنا أن تكون قراراتنا منسجمة مع تطلعات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهي الارتقاء بالمستوى الفني والفكري والإبداعي للحركة التشكيلية الكويتية، وأعضاء لجنة التحكيم فنانون محايدون، ليست لهم عداءات شخصية مع أحد من المشاركين وغير المشاركين·
وأضاف ياسين قائلاً: إن الآلية التي اشتغلنا بموجبها في عمليتي الفرز والتحكيم لا تتيح لنا فرصة معرفة صاحب اللوحة أو العمل الفني كون اللوحات تحمل أرقاما ولا تحمل أسماءً·· وبموجب ذلك اجتهدنا في اختيار أفضل اللوحات الفنية من الناحية الإبداعية وهنا يجب أن يعلم الجميع أن التحكيم كان منصبا على العمل الإبداعي وحده فقط بما يحمل من قيم فنية وفكرية وليس على صاحب العمل الإبداعي·· وقد يكون الفنان من أصحاب التاريخ اللامع في الحركة التشكيلية لكنه قدم عملاً دون المستوى في هذا المعرض فهل يعني ذلك أن نمنحه الجائزة على حساب من قدم عملا إبداعيا متميزاً؟ فلو حدث ذلك فهو الظلم بعينه ونحن نرفض أن نكون في موقع من يمارس الظلم، ونرفض أن نمنح الجوائز وفق العلاقات الشخصية فالمقاييس أمامنا هو الإبداع·
واختتم ياسين قوله: نعم لقد استبعدنا بعض اللوحات الفنية من المشاركة في المعرض وهذا الاستبعاد له مبرراته الفنية مثل: اللوحات المنسوخة، والأعمال التقليدية، والمشاركات التي لا تقدم جديداً، وكذلك اللوحات التي لا تصل من الناحية الفنية والفكرية الى مستوى معرض القرين الشامل، بما يتمتع به من مكانة مرموقة على المستوى المحلي، وكذلك استبعدنا اللوحات التي سبق أن شارك بها أصحابها في أكثر من معرض سابق، وذلك حفاظاً على مستوى معرض القرين أيضا، وفي النهاية أود القول: أتمنى من الزملاء الفنانين المساهمة معنا في الارتقاء بالحركة التشكيلية والابتعاد عن الأساليب غير الدقيقة التي تشكك في ذمة وآراء أعضاء لجنة التحكيم، فنحن نتمنى أن يفوز الجميع ولكن ماذا نفعل، فمقياس الإبداع الفني هو الشرط الأساسي للفوز وحده الذي يقرر استحقاقية اللوحة للجائزة من عدمه·