جاسم المطير
قاطع الحقيقة مثل قاطع الطريق..!
صرنا نحن العراقيين في خارج الوطن غير قادرين على التخلص من الانفعال والفضول لحقيقة الظروف السائدة في وطننا التي تحدد مصائر شعبنا ومستقبله ·· ونقاشاتنا في منتدياتنا أصبحت عاجزة عن تقديم فوائد عملية لنا أو لوطننا ·· فقد صارت الأخبار والوقائع عن كل ما يرتكب من جرائم يومية مبهمة تماما أمامنا رغم تلهفنا لأخبار الوطن ··! كثيرا ما تبدو الأخبار متناقضة ومصادرها متناقضة كأنها مصنوعة للتلهية والتغطية حتى يكون المجرم الحقيقي في مأمن عن كل جريمة فردية أو جماعية ترتكب في المحمودية أو البصرة أو الفضيلية أو السماوة مثلما أسباب وتفاصيل الجرائم نفسها تبقى مجهولة أمام عيون "الشرطة" وعيون الشعب أيضا وتماثل في نتائجها جريمة (مقتل دودي الفايد وعشيقته الليدي ديانا) ··! وهي الجريمة التي غدت عصية على ميكروسكوبات المخابرات البريطانية والفرنسية معا منذ ما يقارب العشر سنوات حتى اليوم ··
كل تحقيق تحت شمس العراق الحادة و الحارة صار مغلفا بالسحب و بلا نهاية··!
كل لجنة تحقيقية لا تقدم تقريرها المطلوب كأن حامض الكبريتيك أكلها··!
كل مناقشة برلمانية تصاحبها كتلة غامضة من التصريحات تجعل جميع المستمعين في حالة من التخمينات المتطرفة··!
لا توجد رؤية بعيدة ولا قريبة للإحداث وكأن العراق بلا كاميرات فيديو··!
ماذا جرى في الجامعة وماذا جرى في مدينة الصدر؟! ماذا يجري في الاعظمية ولماذا ··؟ ماذا يجري في الفضل ولماذا ··؟
كثيرة هي الأسئلة التي قد تحبط الآمال، حتى صارت بغداد أسطورة الأساطير في بحر مفتوح من الدماء·
وصار الليل فيها بلا نهاية غابت عن سمائه الكواكب الجميلة ··! وما أن يطلع الصباح حتى نجد الشيعي وعائلته يتجه للإقامة في النجف وقد أكتشف لتوه وجوده ·· والسني يتجه للإقامة بالفلوجة ففيها حرارة أمانه ، بينما زمان ومكان الصابئة والمسيحيين صارا متصلين بكردستان فهي شديدة الوفرة بدلالاتها على كرمها·
للتصريحات الصادرة عن أركان الحكومة العراقية أخلاقيات متعددة الأنواع بعضهم يرى اللون في فضاء بغداد أحمر والبعض الآخر يراه أصفر والبعض ازرق ·· بعضهم يرى العملية السياسية ساكنة وبعضهم يجدها متغيرة ··! وقسم ثالث يراها بطيف الأشعة الديمقراطية ··!!
ولكي لا أطلق العنان لخيالي أقول للقارئ العزيز ما تقوله بعض إعلانات المخازن الأوربية (أنظر ولا تلمس) إذ ينطبق الآن على العراقيين القول الصحيح (اسمع ولا تصدق) ··!
نحن العراقيين في خارج الوطن جوعى لمعرفة حقيقة ما يجري من مشاكل داخل الوطن ·· لسنا فضوليين لكننا نريد الخلاص من مواساة أنفسنا برؤية وطننا آمنا مستقرا، لكن "الملائكة" الذين يطلقون التصريحات في الفضائيات يقولون شيئا ينفيه برلمانيون يكتبون في الصحافة حيث بنظر بعضهم أن العراقيين على أبواب الجنة الديمقراطية ··!
وتصريحات المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية تريدنا أن نبقى مع شعبنا كله ننعم بالجهل إلى الأبد ·· أما وسائل الإعلام التي بيد أعداء شعب العراق وخصومه فإنها تصور العراق من أقصاه إلى أقصاه وكأنه ماء يغلي داخل وعاء على نار لا تنطفئ ··!
نصدق من ونكذب من ··؟ أي مصدر هو الوثيق والموثوق·
على أية حال لو أننا نولد من جديد بعد ثلاثة آلاف سنة لصدقنا من يقول لنا أن شبان العراق ما تزوجوا بعد التاسع من نيسان 2003 وأن رهبان الكنائس قد تزوجوا ··! وإننا نصدق من يقول أن الشبان نزحوا والرهبان نزحوا والنخيل ظل واقفا..!
* * *
· صبحكم الله بالخير أيها الإعلاميون العراقيون:
· إن ْ تكونوا جادين مخلصين في قول الحقيقة فأنكم خالدون··!