رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 22 نوفمبر 2006
العدد 1751

محمد الشارخ في مجموعته "عشر قصص"
سرد مفصل للحدث والشخصيات

                                                               

 

صدر للكاتب محمد الشارخ عن دار قرطاس للنشر طبعة ثانية من مجموعته القصصية  "عشر قصص" تحوي القصص التالية: "ابن ليس ابني، الحفلة، وليمة إبراهيم منصور، ديرة بطيخ، الحسناء، قانا، مزاح قاتل، زياد غالب وابنه تيمور، رائحة الباقلاء"·

ويتبع الكاتب في مجموعته أسلوب الشرح المفصل للأحداث مع تقنية قائمة على التركيز على ذكر المواقع والشخصيات وتتبع تدرج الحدث وانتقاله كما هي الحال في قصة "ابن ليس ابني" وتتحدث عن الغزو العراقي للكويت وما عاشه المواطنون الكويتيون حينها من حالة تشرد وضياع ويتعمق الكاتب في هذه القصة في نفسية أبطاله ليشرح مدى الوفاء الذي يكنه بطل القصة لقيادته الكويتية حين يرفض إنزال صورة القيادة الكويتية العليا من أعلى الحائط واستبدالها بصورة أخرى عراقية·

يقول ضمن سياق القصة:

طلب مجبل من أبو حمد أن يمر عليه مساء بالمخفر قال له: التعليمات واضحة الكويت محافظة عراقية الآن وعليه لابد من تبديل صور الرسميين صوراً جديدة· أبو حمد نظر اليه نظرة تساؤل وعتب: "يعني هذا ضروري" وأضاف: "يمكن مدير الجمعية لا يوافق" قال مجبل: "قل له يوافق" وأبوحمد يتحايل "يمكن يعرض الموضوع على مجلس الإدارة" ومجبل يبتسم ويستغرب من بساطة أبو حمد، يقول وهو يضع يده على المسدس الذي وضعه على الطاولة: "قل له لا يكون بومة هذا أمر حكومة" أبو حمد نظر اليه والى يده على المسدس وقال: "سأبلغه لكن لا أتوقع أن يوافق" قام أبو حمد والابتسامة المغمورة بالوجه والعظمتين البارزتين في الخدين والجبهة العريضة كلها صارت تعرق وتبعه الراذد مجبل وفي ردهة المخفر الخارجية وضع يده على كتف أبو حمد وقال له: "قل له أنا أيضا غير موافق لكن هذه أوامر حكومة، قل له لا يحرجني لا أستطيع عدم تنفيذ الأوامر" وأشار بيده الى رقبته ليقول له إنه سيقتل لو لم ينفذ هذه التعليمات·· ومدير الجمعية  رفض "والله والله لو أموت·· أنا أضع صورهم في الجمعية فوق رأسي·· لا يمكن" وأبو حمد بهدوئه وابتسامته المغمورة احمر وجهه قليلا وقال "اعرض الموضوع على مجلس الإدارة حتى تخلي مسؤوليتك" نظر إليه المدير غاضبا: "أي مجلس إدارة·· كلهم غادرو الكويت·

 

الحفلة

 

وأما قصة الحفلة فتحدث عن المجتمع المخملي وحياة الرفاهية التي يعيشها الأثرياء  مع ما تبع ذلك من استعراض للمجوهرات والأزياء كما أن القصة تتمحور حول نقطة مهمة هي الخيانة الزوجية التي يقوم بها الرجال الأثرياء ويقع ضحيتها نساء طامعات في الثروة والجاه·

يقول الكاتب على لسان بطلة القصة:

"أين الشيك" مد يده في جيبه وأخرج دفتر الشيكات وكتب المبلغ سلمني الشيك وشد على يدي: "غداً في التاسعة صباحاً" وابتسم "أنا لست عطيل أموت غيرة·· أنا بشارة أغار وأقطف" كان يبتسم مبتهجا وأنا وضعت الشك في صدري عدت الى الصالون بسرعة مع أسعد كنا نودع بعض المدعوين كرهت الفكرة كلها استلام الشيك وإخفاؤه كاللصوص ربما كنت سأذهب إليه في وقت آخر من دون الشيك وسارة دنت مني وحين تأكدت أنني استلمته قالت: "لا تقلقي سأحفظه عندي حتى نجد طريقة لإظهاره" كنت مضطربة قليلا بسبب مكان الشيك مع خوفي أن يلاحظ أسعد أو أي أحد شيئا في صدري كنت أخاف أن أعرق دخلت الحمام وبلهفة تطلعت بالشيك، كان قد أخطأ في الكتابة ظننته أخطأ الكتابة ظننته كان مستعجلا ومرتبكا· ظننته يحبني· خمسة آلاف دولار، قبل أن يخرج من الحفلة سحبته  من يده ومن يد السكرتيرة الحسناء وهي تشده في الاتجاه الآخر وفي البلكونة قلت له: "الشيك غلط" نظر إلي باسماً وسألني: "لماذا غلط؟" قال وهو يمسك يدي: "لا، لا يوجد غلط" كدت أموت غيظا وهو ينظر في وجهي بصفاقة ووقاحة قلت: "أنت قلت خمسة ملايين" شد على يدي باسما وقال بكل ثقة من دون تردد أو مجاملة أو ارتباك "لا بأس الليلة اتفقنا على المبدأ وغدا يا لولو نتفاهم على الثمن"·

وأما قصة "ديرة بطيخ" فتتحدث عن العمل وهموم الاغتراب في سبيل الوصول الى الثروة ومن أجوائها نختار: بعد 12 عاما عاد إحسان عز الدين من بلد الرمان، اثنا عشر عاما عمل فيها كل ما ويُعمل في ديار الرمان، وقد وفق في عمله توفيقا رائعا لنفس الأسباب المعروفة، فقد كان جميلا وجذابا ودائما على الموضة في تسريح الشعر واختيار القمصان وكان يعرف هدفه بوضوح دون رتوش أو مكابرة،كان مثل الجموع التي تسافر الى ديرة رمان، يريد تكوين ثروة معتبرة بأقصر وقت لكن مهارته أو حظه أو كليهما يظهر في كونه توجها نحو هدفه مباشرة دون تريث أو تردد، كان قد أنهى الماجستير من جامعة شيكاغو بالمالية وعمره قرابة ستة وعشرين عاما، وما إن بدأ عمله محاسبا أول في شركة الأدوية الوطنية حتى أخذ في تكوين صداقات ومعارف مهمة، لم يعرف اهتماماً أبدا للزملاء المحاسبين أو للموظفين الشكائين أو للشبان المتذمرين، كان صديق الناجح ويعد النجاح دليل القوة، وطوال حياته طور فكرة أوميزة احتقار المنتقدين باعتبارهم حاسدين وعاجزين· اختار الناس المهمين·

طباعة  

في محاضرة ضمن موسم رابطة الأدباء
الشلال: "التعبيرية" ثورة على المجتمع والظروف السائدة

 
مبادرة لحفظ وثائق العراق
 
فعاليات مصاحبة لمعرض الكتاب "31"