رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 22 نوفمبر 2006
العدد 1751

البعثيون أفضل من يسحق الإرهابيين في العراق وعلينا مساعدتهم!!
هزيمة أمريكا في العراق... حتمية ولا سبيل لتفاديها

                                      

 

·      أحجار الدومينو لم تسقط في آسيا بعد  فيتنام فهل تسقط في الشرق الأوسط بعد العراق؟

·       طموحات الفيتكونغ لم تكن تتجاوز حدود  الهند الصينية ولكنها عالمية بالنسبة للجهاديين العرب

 

بقلم ليزلي جيلب:

تصاعد التمرد وانزلاق العراق نحو الحرب الأهلية يقود إلى كارثة استراتيجية لا يمكن القبول بها، للولايات المتحدة·

ويبدو أنه لا توجد مسالك حقيقية يمكن المسير فيها لتفادي ذلك· فلا مواصلة السير "النهج الراهن" - بصرف النظر عما تعنيه هذه الاستراتيجية التي ما انفك الرئيس بوش يشدد عليها - ولا فكرة الديمقراطيين بالخروج من العراق وفق جدول زمني، ستحقق لنا النجاح، وكلا النهجين لا يجلبان سوى الكوابيس، حيث الفوضى التي ستعم البلاد وسيطرة الإرهابيين الذين سيأخذون دفعة قوية بانتصارهم على الأمريكيين، على وسط العراق·

وسوف يؤول جنوب البلاد إلى سيطرة مجموعات موالية لإيران أو لإيران نفسها· وسوف تتنافس دول الجوار على انتزاع ما تستطيع من هذا الجسد الهامد للدولة العراقية بما ينطوي عليه ذلك من حرب إقليمية قد تؤدي إلى رفع أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل الواحد·

وعلى ضوء مثل هذه المخاوف، لا يمكن للمرء مقاومة إغراء العودة بالأفكار إلى ثلاثين عاما مضت وحين ساد الشعور لدى انسحابنا من فيتنام، أن أحجار الدومينو سوف تتساقط في جميع أنحاء آسيا وتدمر مواقع الولايات المتحدة الاستراتيجية هناك وفي شتى أنحاء العالم· وقد تبين أن تلك النظريات عن أحجار الدمينو لم تكن صائبة·

لقد انسحب آخر جندي أمريكي من فيتنام في الثامن والعشرين من إبريل 1975، إيذانا بالهزيمة، وسيطرت قوات فيتنام الشمالية على عاصمة فيتنام الجنوبية· وكانت تلك هزيمة مذلة بحق بعد عقود من الحرب وبعد مقتل عشرات الآلاف من الأمريكيين والفيتناميين، وبعد تعهدات الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين بتحقيق النصر·

 

أحجار الدمين

 

لقد توقعنا أن تهيمن روسيا والاتحاد السوفييتي السابق على المنطقة، وأن حلفاء لنا كاليابان وكوريا الجنوبية ستساورهم الشكوك تجاه تصميمنا على الوقوف إلى جانبهم ويغيرون تحالفاتهم· وبأن فيتنام الشمالية ستطالب بالسيطرة على كل مناطق الهند الصينية· ولكن شيئا من كل ذلك لم يحدث·

فبعد ثلاث سنوات، كان موقع وقوة الولايات المتحدة في آسيا أعظم من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية· وكانت مخاوف أصدقائنا وحلفائنا في آسيا تتركز على التمدد الشيوعي، كما كانت مخاوفنا نحن، واصطفوا خلفنا· وقد فهموا جيدا أن أمنهم يعتمد على وجودنا وقوتنا في آسيا· وهكذا، فإن أحجار الدمينو لم تتساقط أبدا·

فهل تكون تبعات هزيمتنا في العراق أقل سوءا مما نتصور؟

أولا، سيكون التعاطي مع الإرهابيين الجهاديين العرب أصعب مما كان مع الفيتناميين الشماليين· فقد كان زعماء هانوي يديران بلدا منضبطا وذا طموحات تقتصر على الهند الصينية، لكن لا يمكن عقد مقايضات مع الإرهابيين الجهاديين في العراق ونطاق الكراهية لديهم يمتد إلى معظم أصقاع العالم· وانتصارهم في العراق سيؤدي إلى تقوية شوكتهم·

ولكننا لا نعدم الوسائل لضبط انتصارهم، حتى لو كنا خارج العراق· فلدينا حلفاء مستعدين للتعاون معنا (كالأكراد والسعوديين والأتراك والأردنيين) ممن لديهم مخاوف من هؤلاء الجهاديين لا تقل عن مخاوفنا، كما أن لنا حلفاء محتملين (كالبعثيين وزعماء العشائر السنة) الذين يرغبون في حكم مناطقهم في العراق ويخشون الجهاديين ويمقتونهم·

وإذا انسحبنا من العراق بشكل تدريجي، يمكننا - بالتعاون مع الآخرين - تزويد البعثيين بالوسائل والأدوات التي تمكنهم من سحق الإرهابيين· وربما يتمكن البعثيون من تحقيق نتائج أفضل على هذا الصعيد، بغياب القوات الأمريكية·

أما بالنسبة لقبضة إيران على جنوب العراق، فإن المخاوف كبيرة· ولكننا ننسى بسرعة أن شيعة العراق هم من العرب وليسوا فرسا· وهم يفخرون بأصولهم وتقاليدهم ومصالحهم، وعلينا أن نكون على استعداد لدعم هؤلاء أيضا·

 

مجرد أوهام

 

وربما يتحول كل تحليل منطقي لمجرى الأحداث إلى مجرد أوهام إذا دخلت المنطقة في حرب إقليمية· ولكن جيران العراق كلهم - بمن فيهم إيران - يرغبون في تجنب اشتعال النيران حول ثروتهم النفطية التي تمثل مصدر الثروة الوحيدة لهم، وقد تعرضهم إلى ثورات داخلية· وتمتلك واشنطن السلطة الدبلوماسية للمساعدة في بلورة موقف مشترك من هذه المخاوف لدى دول المنطقة، بما في ذلك إيران·

وعلينا أن نتذكر أن من الصعب توحيد العرب في اتجاه واحد، حتى لو كانت مصالحهم واحدة· وقد يلجأ بعضهم إلى استرضاء الإرهابيين ولا أحد يعرف مدى نجاح مثل هذا المسعى إلا بالتجربة العملية·

ولكن علينا أن نحاول وفي وقت مبكر· وعلى الرغم من أن آخر ما يرغب به الأمريكيون هو أن يُمنوا بالهزيمة في العراق، إلا أن الأحداث ربما تكون في طريقها إلى هذه النتيجة، وعلينا إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقليص خسائرنا إلى أدنى مستوى· وقد يبدأ السيناريو الكابوس الآن، أو حين تنسحب قواتنا من هناك، خلال عامين أو بعد ذلك، سواء بشكل مفاجىء أو تدريجي·

إن الحديث عن الهزيمة لا يعني التسليم بها، بل الاستعداد لتقليص آثارها إلى الحد الأدنى·

ففي الوقت الذي بذلت فيه إدارتا فورد وكارتر أقصى جهد ممكن للحيلولة دون سقوط أحجار الدمينو في آسيا، إلا أن هذه الأحجار تحركت بسرعة لإنقاذ نفسها من خلال تعزيز قوتنا· ولا يمكننا توقع تحقيق الدرجة ذاتها من النجاح في منطقة الخليج· ولن يأتينا الحظ بالتأكيد من خلال مواصلة النهج الراهن والاختباء وراء مخاوف بوش من انهيار أحجار الدمينو في الشرق الأوسط· إننا بحاجة إلى حملة دبلوماسية في المنطقة لزرع بذور مناهضة الإرهابيين داخل العراق وإيجاد هيكلية للسلام بين الدول التي تخشى اندلاع حرب إقليمية والحد من الكوارث التي ستقع نتيجة الفوضى والهزيمة، وربما تحقيق نجاحات قبل أن يقع المحظور·

المصدر: مجلة تايم

طباعة  

فتش عن "إيباك" واليمين المسيحي
لماذا الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل؟

 
ثلاثة صراعات وعقليتان وطريق واحد للحل