حقوق الحصان..
في عطلة نهاية الأسبوع حيث كل الأماكن مملوءة بالمراهقين والناس "الزهقانين" لا تجد لنفسك مفرا إلا مشاهدة برامج التلفزيون المزعجة بالمشاكل الاجتماعية والقصص الخيالية والأخبار الدموية·· تقض مضجعك هذه الأشياء وتجعل فكرة الذهاب لنزهة قصيرة مع الأهل والأصحاب شيئا لا بد منه·· استسلمت لقرار الأطفال وذهبت بنفس طائعة الى حديقة الشعب التي تحولت الى متنزه مزعج بأصوات الأغاني ورائحة الفوشار والزيوت المحترقة من كبائن تحضير الوجبات السريعة والتي تعرض أيضا جملة من المنتجات المسممة لأجسام الأطفال من مشروبات ملونة وأغذية مصنعة!
أما ما أثار غيضي وفجر الأدرينالين في عروقي هو استخدام الحيوانات كالحصان والجمل للتسلية من ضمن ألعاب المتنزه الترفيهي! حيث يساء التعامل معه من قبل راكبيه الأطفال و"الهندي" المسؤول عنه·· فهو حيوان مسكين لا حول له ولا قوة يجر في وقت متأخر من الليل فيضطر لفتح عينيه بصعوبة بعد أن أغمضها لكسب دقائق قليلة للنوم·· ويقوم "الهندي" برمي الطفل على ظهر هذه الدابة بلا رحمة وبكل قسوة كأنما فقد إحساسه، ليأخذ الطفل بجولة لا تتعدى الخمس دقائق··
كيف سيتحمل الطفل احترام الحيوان والحياة الطبيعية إذا رأى هذا التعامل القاسي من القدوة الكبار! وكيف سيتعلم تحمل المسؤولية تجاه المخلوقات الضعيفة؟! لن تفيد مادة العلوم بالمدارس ولن يتعلم الطفل مادامت هذه الممارسات المتخلفة مازالت قائمة بحق الحيوان·
جنان بهزاد
jenan@taleea.com