رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 نوفمبر 2006
العدد 1750

تمحورت حول حياة المعتمد بن عباد وشعره
رابطة الأدباء افتتحت موسمها الثقافي بمحاضرة عن الأدب الأندلسي

  

 

كتب المحرر الثقافي:

افتتحت رابطة الأدباء موسمها الثقافي بمحاضرة أدبية تحدث فيها الدكتور عبدالله الياقوت، وقدم لها الكاتب سليمان الحزامي، وكانت تحت عنوان: "المعتمد بن عياد صورة عن الأندلس الحزين"·

وقد افتتح الياقوت محاضرته بمقدمة أشار فيها الي أن الأدب الأندلسي لم يحظ بما يستحقه من البحث والدراسة من قبل الباحثين، واشار في الوقت نفسه الى ان الاندلسيين اسهموا في مختلف الفنون وتقدموا على من سواهم في زمنهم· فكان منهم الادباء والمحدثون والفقهاء، وان تراثهم الذي استمر لمدة ثمانية قرون حفل بالانجازات الثقافية والعلمية والادبية، وانه ما زال مخطوطا ومترجما الى اللغات الغربية المختلفة·

كما استعرض الياقوت اقوالا للمستشرقين الغربيين حول هذا التراث، ومنها قول الفارو في كتابه "الدليل اللامع"، الذي اشار فيه الى ان اولاد النصارى كانوا مولعين بتعلم العربية وارتداء اللباس العربي ودراسة مؤلفات الفقهاء والفلاسفة العرب· ثم تحدث عن دور المسلمين في البناء الثقافي والحضاري لدولة الاندلس، وما تلا ذلك من ضعف المسلمين وتناصرهم ثم الاعتداء عليهم واقامة المحارق لهم، ومن ثم اسقاط دولتهم·

 

معركة الزلاقة

 

وتناول المحاضر جوانب من الصراع الذي دار في تلك الفترة، مثل معركة الزلاقة والدروس المستفادة منها مثل اهمية الايمان بالمبدأ والاستعداد للتضحية من أجله·

وأشار في الوقت نفسه الى حالة التمزق التي كانت قد شهدتها الاندلس في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي· الامر الذي ادى الى عمل ملك قشتالة الفونسو السادس للاستفادة من هذه الحالة، حيث استولى على طليطلة التي لم يهب ملوك الطوائف لنجدتها، ثم استنجاد المعتمد بن عباد بالمرابطين الذين عبروا من سبتة في المغرب الى اشبيلية بقيادة اميرهم يوسف بن تاشفين واندلاع معركة الزلاقة التي اظهر فيها ابن عباد بطولة رائعة مع ابن تاشفين حتى قيض الله النصر للمسلمين، واستمرار الحكم الاسلامي في الاندلس اربعة قرون اخرى·

واستعرض الياقوت فصول وتفاصيل تلك المعركة الحاسمة في تاريخ المسلمين، والدروس المستفادة منها، وربط بين انقسام الاندلسيين الى طوائف وبين ما يحدث الآن من تفرق العرب·

واستعرض المحاضر جوانب من حياة ابن عباد معرفا به، فقال ان اسمه هو المعتمد على الله محمد بن عباد بن اسماعيل ابو القاسم آخر ملوك بني عباد بالاندلس، ولد في باجة بالاندلس وولي اشبيلية بعد وفاة والده، وامتلك قرطبة وكثيرا من الاراضي الاندلسية واتسع سلطانه الى ان بلغ مدينة مرسيه وصار يقصده العلماء والشعراء والامراء·

وأضاف: هو شاعر وله ديوان مطبوع، كانت فيه اخلاق الملوك، فضلا عن الحكمة والادب، من اصل عربي، فضلا عن كونه فارسا ومعلما شجاعا محسنا وجوادا·

وقد وصف شعره بأنه صورة لحياته حيث ينقسم الى قسمين: شعر يميل الى الغزل والوصف والمدح، وآخر له بعد أسره ويعد اصدق اشعاره عاطفة واكثرها اثرا في النفس، وتعتبر قصائده التي قالها في منفاه في المغرب صورة صادقة لمرارة السجن وآلام النفس بعد ان اسر في الاندلس وسيق الى المغرب وسجن هناك الى ان مات بعد ان سقطت اشبيلية·

ومن شعره وهو في الاسر:

غريب بأرض المغربين أسير

سيبكي عليه منبر وسرير

وتندبه البيض الصوارم والقنا

وينهل دمع بينهن غزير

اذ قيل في اغمات قد مات جوده

فما يرتجى للجود بعد نشور

مضى زمن والملك مستأنس به

واصبح عنه اليوم وهو نفور

فيا ليت شعري هل ابيتن ليلة

امامي وخلفي روضة ونمير

بمنبتة الزيتون مورثة العلا

تغني قيان او ترن طيور

أتراه عسيرا ام يسيرا مناله

الا كل ما شاء الاله يسير

ومن شعره بأغمات في مراكش حينما زارته بناته يوم عيد:

فيما مضى كنت بالاعياد مسرورا

فساءك العيد في اغمات مأسورا

ترى بناتك في الاطمار جائعة

يغزلن للناس لا يملكن قطميرا

خرجت نحوك للتسليم خاشعة

ابصارهن حسيرات مكاسيرا

يطأن في الطين والاقدام حافية

كأنها لم تطأ مسكا وكافورا

من بات بعدك في ملك يسر به

فإنما بات بالاحلام مغرورا

إدارة الدولة

وأشار الياقوت إلى أن ابن عباد حوّل اشبيلية منارة للشعراء والادباء، اذ كان هو نفسه شاعرا الامر الذي انعكس على سياسته في ادارة الدولة، فكان لا يولي الوزارة او المناصب العليا الا لمن له علاقة بالشعر والأدب، كما وجه همه وأمواله وعطاياه نحو جذب الشعراء الى عاصمة ملكه اشبيلية التي اصبحت واحة ظليلة لأصحاب القلم·

 

الجود والسخاء

 

وعن الاسباب التي اثرت في شاعريته قوله: انه عاش في بيئة تتصف بالجود والسخاء وخوضه للحروب وتشجيع والده له، وان زمنه كان زمن ادب· واشار الى ان موضوعات شعره كانت متعددة في الوصف والغزل والفخر والرثاء والحنين·

 

من الفواجع

 

ومن المداخلات والتعليقات التي دارت حول ما جاء في المحاضرة ما جاء على لسان عبدالله خلف رئيس رابطة الادباء قوله: ان قصة المعتمد بن عباد من اشد الفواجع ألما في التاريخ الاسلامي، وتشابهت مع قصص عظماء آخرين مثل طارق بن زياد وموسى بن نصير، حيث كانت حياتهم مليئة بالشدة والألم·

وقال: إن المعتمد سجل قصة حياته شعرا، واشار الى ان تنافس الممالك العربية في الاندلس اودى بها، فالملوك الغربيون لم يستطيعوا هزيمة العرب الا بسبب تنازع العرب بطريقة مأساوية·

طباعة  

الكويت تشارك في مؤتمر اتحاد الكتاب العرب
 
ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية
"روجرز" يحاضر عن الحج في ظل الدولة العثمانية

 
إصدارات
 
شعر