رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 15 نوفمبر 2006
العدد 1750

أفيغدور ليبرمان.. وزير التهديد الاستراتيجي الإسرائيلي: سنلقي الفلسطينيين في البحر الميت "!"

                                                                    

 

·       إسرائيل على الخط الأمامي للصراع بين العالم الحر والعالم الإسلامي المتطرف

·       علينا إعادة رسم خريطة الدولة  من أجل التخلص من عرب 1948

·        وزير إسرائيلي معارض: ليبرمان هو التهديد الاستراتيجي الأخطر لدولة إسرائيل

 

هاري دي كويتفيلي

- القدس المحتلة:

حين اقترح أفيغدور ليبرمان السياسي الإسرائيلي الشعبوي الذي كثيراً ما يقارن بجورغ هايدر في النمسا وجان ماري لوبان في فرنسا نقل آلاف الفلسطينيين في الحافلات الى البحر الميت وإغراقهم فيه، لم يكن سوى عضو هامشي في الحكومة الإسرائيلية·

لقد كان ذلك قبل ثلاث سنوات لكن هذا الزعيم القومي المثير للجدل انضم الأسبوع الماضي للائتلاف الحكومي برئاسة إيهود أولمرت متبوئا منصباً رفيعا كنائب لرئيس الوزراء ووزيراً لشؤون التهديد الاستراتيجي الذي تتعرض له الدولة العبرية، ولا سيما من إيران·

يقول ليبرمان وهو المهاجر الروسي الذي وصل الى إسرائيل في عام 1978 في أول مقابلة صحافية حصرية يجريها منذ انضمامه للحكومة إن السبيل الأمثل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط هو أن يعيش اليهود والعرب منفصلين عن بعضهم بما في ذلك العرب الذين يعيشون الآن داخل إسرائيل·

وأشار الى أن إسرائيل "تقف على الخط الأمامي في صدام الحضارات بين العالم الحر والإسلامي المتطرف" وحول إيران يقول إن الرئيس الإيراني يعلن في كل أسبوع عن رغبته في تدميرنا وأضاف ليبرمان "48 عاما" الذي يتزعم حزب "إسرائيل بيتنا" قد حث الحكومة الإسرائيلية في الماضي على قصف طهران التي يصفها بأنها "قاعدة محور الشر وهو ما يمثل مشكلة للعالم أجمع"·

 

تهديد استراتيجي

 

وعبر ليبرمان الذي أدى دخوله الى الائتلاف الحكومي الى استقالة وزير إسرائيلي آخر هو وزير الثقافة أوفير بانيز باز عن اعتقاده بأن الـ 1.25 مليون عربي الذين يعيشون في إسرائيل كأقلية يمثلون "مشكلة" للدولة العبرية والتي يجب أن تظل دولة يهودية صهيونية فهل نريد دولة مختلطة عرقيا كباقي الدول أم دولة يهودية؟

وقد ندد الوزير المستقيل بسياسات ليبرمان ووصفها بـ "العنصرية" وقال إن ليبرمان "هو التهديد الاستراتيجي الحقيقي لإسرائيل" وما دون ذلك فلم تظهر أية احتجاجات على توزيره ولم تخرج أية مظاهرات احتجاجية على ذلك·

ويقول المحللون إن سهولة تمرير تعيين ليبرمان في حكومة أولمرت يمثل إشارة الى جنوح السياسات الإسرائيلية نحو التطرف·

ويقول جدعون دورون بروفيسور العلوم السياسية في جامعة تل أبيب إن الكثير من الإسرائيليين اتجهوا نحو اليمين بعد الحرب في لبنان الصيف الماضي، فهم يعتقدون أن الوضع الأمني سيئ وأصبحوا أقل ثقة بالفلسطينيين والعرب، وهم لا يعتقدون بإمكانية تحقيق السلام عبر المفاوضات ولذلك أصبح ليبرمان مركز إجماع جديد في إسرائيل·

ويصر رئيس الوزراء إيهود اولمرت على أن ضم ليبرمان الى الحكومة هو خطوة تكتيكية وليست سياسية وتهدف الى تقوية ائتلافه الحكومي في الكنيست بحيث يصبح له 78 مقعدا من أصل 120 مقعدا الأمر الذي يؤمن الاستقرار لحكومته في بلد عرف بقصر عمر الحكومات المتعاقبة فيه·

وبينما يقول أولمرت إن حزب "إسرائيل بيتنا" لن يغير سياسة الحكومة إلا أنه يبدو أن من المستبعد تنفيذ الوعد الانتخابي الوحيد لأولمرت بإخلاء عشرات الآلاف من المستوطنين من الضفة الغربية بوجود ليبرمان الذي هو مستوطن أصلاً·

 

حارس شخصي

 

فلدى ليبرمان الذي كان يعمل حارساً شخصيا في النوادي الليلة في مولدوفيا "إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق" قبل هجرته الى إسرائيل خطط أخرى أهمها إعادة رسم خريطة إسرائيل بشكل يؤدي الى التخلص من عرب 48·

فهو يقول إن "الأقليات هي من أكبر مشكلات العالم" وحين سئل ما إذا كان ينبغي إجبار السكان العرب في إسرائيل على الرحيل من خلال إعادة رسم الخريطة قال: "أعتقد أن الفصل بين الشعبين هو أفضل الحلول وربما تكون قبرص خير مثال على ذلك، فقبل انفصال اليونانيين والأتراك عام 74 كانت قبرص تشهد عمليات إرهابية وحمام دم، وبعد انفصالهما عم الاستقرار في الجزيرة"·

وحين قلت له إن الآلاف أجبروا على ترك منازلهم في قبرص أجاب: "نعم ولكن النتيجة كانت أفضل"·

ولم يوضح ليبرمان كيف سيكون مثل هذا الانفصال في القدس التي يعيش العرب في شطرها الشرقي الذي ضمته إسرائيل الى عاصمتها "الأبدية" لكن مساعداً له رد بالقول إن "ليبرمان لا يقبل بأي حل وسط في ما يتعلق بالقدس"·

لقد جعلت هذه المواقف المتطرفة والعلنية من ليبرمان القوة الأكثر تأثيرا في السياسات الإسرائيلية وبدأ يستغل أصوات المهاجرين الروس من انشقاقه عن حزبه الليكود عام 1999 وتشكيل حزبه الجديد الذي حصل في الانتخابات الأخيرة على 11مقعداً في الكنيست·

ويدعو ليبرمان الى ضرورة "توحد العالم ضد محور الشر الذي تتزعمه إيران· إيران هي الخطر الأكبر وهي مشكلة العالم أجمع وإسرائيل تجد نفسها في موقع سيئ فنحن على خط المواجهة في صراع الحضارات بين العالم الحر والعالم الإسلامي المتطرف"·

وحين سئل ليبرمان عما إذا كان يسعى الى قيادة الدولة في يوم ما، ابتسم وقال "من المبكر الحديث عن ذلك"·

 

صنداي تلغراف

2006/11/5

طباعة  

إصلاح صورة أمريكا في العالم يتطلب انتهاج سياسات "إنسانية"
 
لمنع قيام تحالف سني - شيعي..