تقع منطقة الخيران على الساحل الجنوبي لدولة الكويت وسميت بذلك نتيجة تكونها مجموعة من الأخوار التي جعلتها منطقة نشطة بيئىاً ومميزة سياحياً حيث درجة الحرارة في الماء تصل الى 25,5 درجة سيليزية ودرجة الملوحة 30 جزءاً من المليون وPH 8,40 ممايدل على أن المياه قلوية مائلة الى التعادل لتكون تلك العوامل جميعها بيئة مناسبة لتكوين مصنع طبيعي لحبيبات كربونات الكالسيوم البطروخية الشكل·
رمل أبيض
تنتشر الرمال البيضاء على سواحل منطقة الخيران وتمتد الى داخل البحر حتى عمق يتراوح ما بين 40-50 قدما أي على مسافة 15كم من الشاطىء حيث تقل حرارة الماء في الأعماق ويقل النشاط المائي للتيارات البحرية عند هذه النقطة والذي قام بإثباته فريق علمي من جامعة الكويت تحت إشراف الدكتور عبدالله الزامل من قسم علوم الأرض والبيئة·
كان الهدف من الدراسة هو معرفة ظروف نشأة مصنع الرواسب الجيرية في الخيران والعوامل البيئة التي تهدد مثل هذه الظاهرة الطبيعية والنادرة على الشواطىء البحرية·
قام فريق العمل بدراسة المنطقة الساحلية المتاخمة لخور الخيران الأعمى والواقعة 100كم جنوب مدينة الكويت وهي جزء من منطقة الخيران المقطوعة بعدة أخوار كالخور العمي، الخور المفتح، خور المملحة والخور الأصغر وهو خور الإسكندر، أما الخور العمي فهو متفرع بقنوات كثيرة بعرض واحد كيلومتر كأقصى حد·
اعتمد فريق عمل خريطة "راس الخفجي - جزيرة بوبيان) لتحديد مناطق العمل وأخذ العينات وتم بعد ذلك تجميعها بصورة عشوائىة من المناطق التي سبق تحديدها وفصلها وتحليلها بالمخبر لمعرفة سمك الطبقات الجيرية المكونة للحبيبات البطروخية الشكل وتحديد نوعية النواة والمعادن الأساسية المكونة للحبيبة ككل، كما تم رصد التيارات المائىة واتجاهها وقياس درجة الملوحة وحرارة المياه والتي تعتبر أهم العوامل لملائمة لعيش هذه الرواسب·
ومن الملاحظات التي تم تعيينها أن باقتراب قلاب الفريق لمحطة تقطير مياه الزور ارتفعت حرارة المياه بصورة ملحوظة وقلت نسبة ظهور الحبيبات الجيرية عند الأعماق نفسها والمسافة من الشاطىء وظهور كميات كبيرة من الطين عوضا عنها·
دمار بيئي
قامت هذه الراسة بجهد طلبة طموحين وكان الحلم أن يتموا الأبحاث على هذه المنطقة والتي تعتبر كنزاً قومياً ولكن كان المال أقوى من العلم في هذه القصة فقريباً جدا ستتحول هذه البقعة الى منتجع سياحي يقتل كل ما تبقى من حياة فطرية ويدمر العمار البيئي الطبيعي الذي نشأ في هذه المنطقة منذ سنين حتى كون سجلا تاريخيا يحكي حياة العصور ويشرح بصورة وافية كل الظروف المناخية والبيئية التي عاش بها ليسمح بقيام الدراسات وإظهار نتائج تعود للبشرية باستفادة أكبر من بناء منطقة سياحية أو تجارية قادرة على القيام بأي ظروف مصطنعة!
الحل
هناك العديد من الحلول والمقترحات البسيطة والتي يصعب تطبيقها في جو التهافت على البناء ونصب المجمعات التجارية والمنتجعات على ضفاف البحار متناسين كبر الصحراء في الكويت ومقدرتها على تحمل العديد من المشاريع التي قد تحد من المشاكل البيئىة فيها كاستغلال الأراضي المحيطة بالعمران بإنشاء حدائق زراعية واستصلاح الأراضي وإنشاء مناطق حيوية بعيدا عن الازدحام المروري والتكدس السكاني·
أما المقترح الآخر فهو ضم هذه المناطق الى المحميات الوطنية والمحافظة عليها من رواد البحر وجعلها مفتوحة لكل من له غرض فيها أو بهدف الدراسة أو الاستطلاع·