رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 8 نوفمبر 2006
العدد 1749

ملف مجلة "بانيبال" أثار ضجة في الصحافة الأدبية
الكتابة الجديدة في مصر تحت الضوء مرة أخرى

                                                                      

 

·         المجلة معنية بالأدب العربي وموجهة الى القارئ باللغة الإنجليزية

·         الأدب المصري الحديث  شديد التنوع وخاضع للتحديث باستمرار

·         "الشللية" والانتقاء تهمتان جاهزتان لمحرري الملفات الأدبية

 

كتب آدم يوسف:

لعل من أصعب ما يمكن أن يواجه أي ناشر أو محرر في مطبوعة أدبية أن يحكم ذائقته الخاصة لاختيار نصوص يرى أنها تمثل تجربة خاصة أو حقبة أدبية لها توجهاتها وملامحها المختلفة عن كل ما سبق، وكانت تلك الذائقة الخاصة والرؤية المختلفة لكل ما يمكن أن يكون "تجديدا" حقيقيا هي المأزق الذي واجه الكاتب العراقي المقيم في لندن صموئيل شمعون حين تولى مسألة الإشراف على ملف الكتابة الجديدة في مصر، المنشور في مجلة بانيبال Banipal ضمن عددها الجديد الصادر في ربيع عام 2006 وهو ملف ضخم يزيد على مئة صفحة ويشمل أكثر من ثلاثين أديبا·

وقد وردت ردود فعل عدة في الصحافة الأدبية حول هذا الملف في القاهرة وخارجها تراوحت بين الرضا والقبول أو الرفض والاستهجان وإن كانت التهم في مجملها جاهزة ومعدة سلفا تحوم حول الشللية ومحاباة أسماء معينة على حساب أخرى أكثر تميزا وحضوراً·

وعلى أية حال فإن ملفا عن الكتابة الجديدة في مصر لا يمكن إلا أن يكون انتقائيا وقائما على الاختيار والتميز·

ولا يمكن لنا أن نغفل مسائل أخرى تتعلق بفهمنا لمصطلح الكتابة الجديدة، وما إذا كان محدداً بإطار زماني أم هو متروك للرؤية النقدية والسمات الفنية التي تتيح لنا أن نصنف هذا النص ضمن محور الكتابة الجديدة أم هو نص تقليدي يفتقر الى عنصر التجديد، وبالتالي إحداث الدهشة اللازمة عند المتلقي فنحن هنا في ملف الكتابة الجديدة أمام نصوص شعرية وروائية أخرى قصصية ولكل من هذه الفنون أدواته الإجرائية ومفاتيحه النقدية التي يمكن من خلالها أن نتوغل الى داخلها ونكتشف مواطن الجمال، ومكامن التجديد فمن يقدم قراءة لنص روائي  مثلا لا يمكن أن يستخدم ذات الأدوات الإجرائية في قراءة وتحليل نص شعري·

 

مؤسسة بانيبال

 

يذكر أن مجلة "بانيبال" تصدر عن مؤسسة بانيبال لترجمة ودعم الأدب العربي ونشره في العالم وقد أشهرت المؤسسة في لندن في شهر سبتمبر من عام 2004 م وقد جاء في البيان الذي أصدر حينها أن المؤسسة من خلال مجلتها "بانيبال" تقوم بنشر نصوص من الأدب العربي الحديث مترجمة الي الإنجليزية ثلاث مرات في السنة وسوف تشمل هذه النصوص مختلف الأساليب والأجناس الأدبية في داخل وخارج الوطن العربي على أوسع نطاق وقد جاء ضمن البيان الصحافي أيضا أن المؤسسة تسعى الى دعم الحوار الثقافي وإغنائه بين العالم العربي والغرب "بصورة خاصة أوروبا وأمريكا الشمالية" بهدف تقديم نتاج المبدعين العرب الى الجمهور القارئ باللغة الإنجليزية في جميع أرجاء العالم، كما أن المؤسسة تمنح الفرص المتساوية دون تمييز على أساس العرق والدين أو الجنس أو العمر كما تدعم المؤسسة التظاهرات الأدبية الحية للمؤلفين العرب في الدول الغربية·

وفي الختام عرف البيان الصحافي لمؤسسة بانيبال للأدب العربي بأعضائه التالية أسماؤهم:

المترجم الأدبي بيتر كلارك "رئيسا شرفيا"·

المترجم الأدبي ورئيس الدائرة العربية في كلية اللغات الحديثة في جامعة درام البريطانية، بول ستاركي "رئيسا"·

محررة وناشرة بانيبال مارغريت أوبانك "أمينة السر"·

الكاتب العراقي صموئيل شمعون "أمين المالية"·

المترجمة الأدبية سميرة قعوار "عضوا"·

الشاعر العراقي سعدي يوسف "عضوا"·

 

انتقادات غير محقة

 

وبالعودة الى ملف "الكتابة الجديدة" موضع الانتقاد من قبل بعض الأدباء والكتاب في مصر فإننا يمكن أن نقول بكل بساطة ليس هناك ما يبرر كل هذا السخط أو هذه الضجة وما سأسوقه من أدلة أو شواهد من قبل أن الملف احتوى شعراء أو أدباء غير معروفين وغالبهم لم ينشر سوى عمل واحد هي أقوال مردود عليها، إذ ماذا يعيب أديبا إذا لم ينشر نتائجه أو لم تتح له فرصة الظهور على أجهزة الإعلام إذا ما كان يكتبه إبداعاً حقيقيا وعلى مستوى عال من التقنية والحرفية الأدبية·

إن الناقد المتمرس يمكن أن يحكم على مستوى ثقافة الأديب ونضوج تجربته من خلال نص واحد أو أثنين والأمر ليس بحاجة الى عشرات الكتب أو المطبوعات كي يثبت الأديب وجوده، وكان حريا بالإخوة الأدباء الشباب أو الذين يمكن تصنيفهم ضمن فئة عمرية أكبر سنا مثل أدباء الستينات والسبعينات أن يشكروا المجلة (بانيبال) على هذا الجهد في تعريف القارئ الغربي بالكتابة الجديدة في عالمنا العربي دون تمييز أو إقصاء وإبعاد لشريحة دون أخرى طالما يمكن تصنيفها ضمن إطار الأدب العربي الحديث·

يذكر أن مجلة بانيبال كانت قد أعدت ملفات سابقة عن الكتابة الجديدة في سورية ولبنان والمغرب والسعودية وقد جاء الملف عن الأدب المصري بعد عامين عن صدور المجلة وما يقارب عشرين عدداً·

قال صموئيل شمعون حين التقى بالأدباء الجدد "الساخطين" في القاهرة أن الملف احتوى ثلاثين أديبا في حين يوجد في مصر 300 كاتب لهم تجربة إبداعية يعرفهم بصورة شخصية فكيف ينشر لهم جميعا؟

وتلك مسألة توضح مدى غنى التجربة الأدبية وسخائها في مصر فهناك تجمعات أدبية كثيرة وذات توجهات مختلفة كما أن هناك أدباء في الأقاليم وآخرين في المدن الكبرى وهناك مخضرمون يستحوذون على المؤسسات الرسمية، وشباب يبحثون عن الجديد، متمردون على الواقع· إن المشهد الأدبي في مصر فسيفسائي الى حد كبير كما أن مستوى "التجريب" في الكتابة الإبداعية قد بلغ حداً لا يمكن اللحاق به أو تصنيفه وتأطيره ومن هنا فإنني أرى أن من قام بإعداد هذا الملف محق فيما ذهب إليه وعلى من أعلن سخطه وعدم رضاه أن يراجع نفسه، فالأدب لم يعد مجالاً للشهرة بأية حال من الأحوال·

كما أن قنوات النشر أصبحت متعددة ومفتوحة للجميع، ولم تعد هناك أية فوارق بين أدباء النخبة و"الحرافيش" كما وصفهم أحمد عبد المعطي حجازي في مقاله المشهور حين تولى رئاسة تحرير مجلة "إبداع" وقدمت حينها ملفا عن الأدباء المصريين·

 

الأدب الكويتي

 

يذكر أن مجلة "المدى" حين خصصت ملفات عن الأدب الكويتي قبل خمسة أعوام تقريبا تعرضت للمصير ذاته "انتقادات وعدم قبول" من قبل بعض الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية وكانت المشكلة ذاتها انتقائية وأدباء غير معروفين·

ويبدو أننا واقعون في مأزق حقيقي فيما يتعلق بفهمنا للأدب وعلاقته بالرواج والشهرة فليس كل مشهور بالضرورة جيداً من حيث الأدوات الفنية وعناصر التجديد وليس كل مغمور ضعيفاً دون المستوى·

ونحن نعلم أن الشهرة لها اشتراطاتها وقنواتها التي لا تتوافر للجميع أو قد لا يقبل بها بعض من الأدباء المجيدين·

 

* * *

 

الأدباء الجدد

 

تضمن ملف الأدب المصري الجديد النصوص التالية: مقاطع من رواية "لصوص  متقاعدون" لحمدي أبو جليل "ترجمة ماريلين بوث" قصيدتين للشاعرة إيمان مرسال "ترجمة خالد مطاوع وطارق شريف"، وكذلك قصتان قصيرتان لعلاء الأسواني من مجموعته "نيران صديقة" "ترجمة همفري ديفيز" مقاطع من رواية "متاهة مريم" لمنصور عز الدين "ترجمة بول ستاركي"، قصة قصيرة لإبراهيم فرغلي من مجموعته "أشباح الحواس" "ترجمة منى زكي"، هناك قصيدتان للشاعرة فاطمة ناعوت "ترجمة سنان أنطون"، مقاطع من رواية "أن ترى الآن" لمنتصر القفاش "ترجمة عيسى بلاطة"، قصيدة طويلة للشاعرة زهرة يسري "ترجمة وائل عشري"، وكذلك قصيدتان للشاعرة نجاة علي "ترجمة سنان انطون"، مقاطع من رواية "أن تكون عباس العبد" لأحمد العايدي "ترجمة همفري ديفيز" مقاطع من قصيدة "وردة للأيام الأخيرة" للشاعرة رنا التونسي "ترجمة سنان انطون" وقصتان لهيثم الورداني "ترجمة عيسى بلاطة ووائل عشري"، وكذلك قصيدتان للشاعر عماد أبو صالح "ترجمة أمير علام" قصة قصيرة لصفاء النجار "ترجمة علي ازرياح"، ثلاث قصائد لتامر فتحي "ترجمة ماجد زاهر"، وكذلك قصتان قصيرتان لأشرف عبد الشافي من مجموعته "منظر جانبي" "ترجمة كريستينا فيليبس" وقصيدة لعماد فؤاد "ترجمة كاميلو غوميز ريفاس" مقاطع من رواية "بمناسبة الحياة" لياسر عبد الحافظ "ترجمة علي أزرياح"، قصة قصيرة "الذهاب الى وليامزبرغ" لوائل عشري من مجموعته "سأم نيويورك" ترجمة المؤلف·

 

     

طباعة  

كل الجدران بيضاء...
 
القضايا العربية في مجلس الأمة الكويتي