كتب سالم العبيدان:
احتفت حدس في الأسبوع الماضي بالشيخ أحمد الفهد رئيس جهاز الأمن الوطني في غبقة رمضانية بديوان مساعد الظفيري حضر الحفل الأمين العام للحركة ونوابها في مجلس الأمة وعدد من قياداتها·
الأوساط السياسية حاولت تفسير هذه الدعوة التي حرصت الحركة على نشر خبرها في الصحف مشفوعة بالصور، فهناك من قال إنها بالون اختبار تريد الحركة من إطلاقه معرفة ردود الفعل لدى القوى السياسية الأخرى وربما لدى أعضائها، آخرون قالوا إن الحركة تريد إرسال رسالة الى جهات أعلى يحظى الفهد لديهم بمكانة قريبة، بمعنى أن حدس تريد ترميم علاقاتها التي تأثرت في موقفها من دعم الحركة البرتقالية لتعديل الدوائر·
وتقول الأوساط إن التفسير الأخير لا ينفي الأول وربما أرادت الحركة ضرب عصفورين بحجر واحد، فهي ترغب في تمهيد أعضائها والجمهور السياسي لأي التفاف محتمل في مواقف الحركة السياسية وتريد في الوقت نفسه أن تبقي على جميع روابطها وعلاقاتها في وضع جيد تحسباً لأي تغييرات مستقبلية في جدول الحكم·
ويستند أصحاب هذا التحليل الى الموقف الذي فاجأ الجميع عندما كتب صاحب الديوانية مساعد الظفيري في الموقع الإلكتروني لحدس مقالة شتم فيها الحركة البرتقالية اضطرت الحركة للتنصل منها فيما بعد بالقول إنها تعبر عن رأي كاتبها فقط، ناسية أن كاتب تلك المقالة هو صاحب الامتياز ورئيس تحرير جريدة الحركة الخاصة بحدس وأنه عضو في المكتب التنظيمي ويتولى مسؤوليات تنظيمية فيه·
فالحركة بحسب الأوساط، اضطرت للدخول على الخط في التحرك الشبابي لتعديل الدوائر وعندما علمت أن التحرك ناجح ومؤثر زايدت على القائمين عليه تريد تنظيم أحد مهرجاناته لتقول إنها كانت وراء العمل بأكمله وليست هامشية، كما زايد نوابها آنذاك في الخطابات "الحماسية" على شاكلة "نو نو جنغل لو" التي لحنها النائب ناصر الصانع تلحيناً في أغلب المهرجانات·
موقف الحركة ذاك ودخولها على الخط في التحرك البرتقالي الذي انتقد رئيس مجلس الأمة والحكومة أثر سلباً على علاقات الحركة معهم، وهو ما دعاها الى إعادة ترتيب أوراقها وفتح الباب لرئيس المجلس لترميم علاقته معها على الرغم من أن أعضاء من الاتحاد الوطني لطلبة الكويت الذي نظم أحد المهرجانات في ساحة الإرادة كان قد رفع لافتات مضادة للخرافي·
ويبدو أنها (الحركة) بعد أن طوى الخرافي مشكلته المؤقتة معها أرادت إعادة بناء الجسور مع أحمد الفهد تحسباً للقادم من الأيام وربما للتعديل الوزاري الذي تدور حوله أحاديث متقطعة، وتضيف الأوساط أن إعادة ترتيب الأوراق السياسية لحدس تأتي في وقت يثير فيه أعضاؤها ضوضاء وجلبة سياسية إعلامية حول محاربة الفساد وتهديد بعض الوزراء بالاستجوابات والمحاسبة· فهي (الحركة) بحسب الأوساط، تلعب على الحبلين تهدد من هنا وترتب من هناك وفي جميع الأحوال تمارس الميكافيلية كي تبرر غاياتها الوسائل المتبعة للوصول إليها·