· حجب جائزة الشعر يثير تساؤلات حول مستقبل القصيدة الجديدة في الكويت
· بثينة العيسى اقتنصت جائزة الرواية وخيرية رمضان في العلوم الاجتماعية
كتب المحرر الثقافي:
تعتبر جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية في كل عام مجالا خصبا للتكهن والتوقعات، لا سيما ونحن نعيش في مجتمع صغير، والمهتمون بالمجال الثقافي والفكري قلة إذا ما قيسوا بشرائح المجتمع الأخرى، وتكتسب هذه الجوائز أهميتها من حيث إنها صادرة عن أعلى جهة راعية للثقافة في الدولة، وكذلك بسبب تنوعها واشتمالها على جميع مناحي الثقافة، فهي تشمل الشعر والرواية والمسرح، والرسم والتصوير الفوتوغرافي، والدراسات اللغوية والأدبية، والترجمة وكذلك العلوم الإنسانية والتربية· والدراسات التاريخية والآثارية لدولة الكويت··
وقد أعلن المجلس الوطني مؤخرا أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، حيث حصل على الجائزة التقديرية كل من يعقوب الرشيد وعلي السبتي، كما حصلت عليها أيضا الإعلامية فاطمة حسين والفنان سعد الفرج·
واللافت أنه قد تم حجب الجائزة التشجيعية في الشعر على الرغم من وجود شعراء شباب قدموا إسهامات جيدة في القصيدة الجديدة في الكويت، وربما يتعلق الأمر بتشدد لجنة التحكيم أو وجهة نظرها الخاصة في الفن الشعري ومذاهبه الحديثة، لاسيما قصيدة النثر التي تجد رواجا شديدا بين الشباب، وربما لم تصل لجنة التحكيم الى مرحلة قبولها أو الاعتراف بها·
وسيتم تكريم الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية في مهرجان القرين الثقافي الثالث في ديسمبر القادم·
وحصلت الفنانة سهيلة النجدي على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرسم من عملها الفني "علاقة لونية" وهو عبارة عن ثلاث وحدات منفصلة تقدم حوارا لونيا متميزا·
وحصل على جائزة التصوير الفوتوغرافي مناصفة كل من الفنان فهد الشايع من عمله "ألوان الفراشة" والفنانة عايشة العبد الله عن عملها "الحرم المكي"·
وفي مجال الآداب حصلت الروائية بثينة العيسى على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية عن روايتها "سعار" وحصل الدكتور عبد الله القتم على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات اللغوية والادبية عن دراسته "شعراء البحرين وشعرهم في العصر الجاهلي" وحصلت الدكتورة فاطمة الشايجي على جائزة الترجمة عن ترجمة كتاب "علم الأخلاق"·
وفي مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية حصلت الدكتورة خيرية رمضان على جائزة الدولة التشجيعية في مجال التربية عن كتابها "تعليم وتعلم الرياضيات"·
اما المجالات التي تم حجبها فهي الإخراج المسرحي والتأليف الموسيقي والشعر والنص المسرحي والدراسات التاريخية والأثارية لدولة الكويت·
يذكر أن قيمة الجائزة التقديرية عشرة آلاف دينار بالاضافة الى درع وشهادة تقدير وقيمة التشجيعية خمسة آلاف دينار ودرع وشهادة تقدير·
الفائزون بـ"التقديرية" مساهمات وإبداعات
يذكر أن الفائزين بجوائز الدولة التقديرية للعام2006 قدموا مساهمات مميزة خلال مسيرتهم أضافوا من خلالها الكثير وتركوا بصمات شهد لها تاريخ الكويت كل في مجاله·
فالشاعر يعقوب الرشيد شاعر ودبلوماسي عمل في الصحافة مديرا لتحرير مجلة الكويت عام 1950 وسكرتير تحرير لجريدة الشعب عام 1958 كما عمل في التدريس وعين نائبا لمدير الإذاعة الكويتية·
وعمل الرشيد مديرا للمراسم بوزارة الخارجية بعد الاستقلال عام 1961 ثم عين سفيرا في الهند وباكستان والأردن وتركيا وزائير·
وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير وشارك في الكثير من المؤتمرات والمحاضرات والأمسيات الشعرية داخل وخارج الكويت وقررت بعض قصائده على طلبة جامعة الكويت وطلبة الثانوية والمتوسطة·
والشاعر علي السبتي كاتب و ناقد عمل رئيس تحرير لمجلة اليقظة لفترة طويلة وهو عضو رابطة الأدباء في الكويت وعضو جمعية الصحافيين الكويتية ·
ويعد السبتي أحد شعراء الكويت البارزين الذين واكبوا حركة الشعر الحديث كما ساهم بعطائه الشعري منذ بدايات الحركة الشعرية الحديثة في الكويت وكتب ولا يزال القصص والمقالات الأدبية والاجتماعية في المجلات والدوريات العربية والكويتية·
أما الفنان سعد الفرج فهو حاصل على البكالوريوس في الإخراج والإنتاج التلفزيوني من الولايات المتحدة الأمريكية عام 1974 وعمل رئيسا لقسم الدراما في تلفزيون الكويت من عام 1962 ولغاية 1984 ويعمل حاليا مستشارا للدراما في تلفزيون الكويت ويتولى إدارة مؤسسة خاصة للإنتاج الفني·
وكتب الفنان سعد الفرج وألف العديد من المسرحيات وقدم الكثير من الأعمال الدرامية في الإذاعة والتلفزيون كما شارك في كتابة وتمثيل عدد من الأفلام·
و شارك في الكثير من المهرجانات والملتقيات المسرحية والفنية في الكويت والوطن العربي وعدد من الدول الأجنبية كما حصل على العديد من الجوائز والدروع والأوسمة التقديرية أهمها جائزة سلطان عويس في دولة الإمارات العربية المتحدة وجائزة مهرجان الرواد العرب الأول الذي ترعاه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية·
وتعتبر الإعلامية والكاتبة فاطمة حسين من أوليات النساء الكويتيات اللاتي أرسلتهن الدولة لاستكمال تعليمهن الجامعي في القاهرة حيث حصلت على ليسانس الآداب قسم الصحافة عام 1960 ·
وعملت في وزارة الخارجية و تعتبر من الناشطات في مجال حقوق المرأة الكويتية السياسية وهي رئيسة تحرير صحيفة الوطن ومجلة سمرة سابقا وصدر لها في الثمانينات كتاب (نقطة) متضمنا مجموعة منتقاة من بعض مقالاتها المنشورة في الصحافة·
كما كان لها مشاركات متميزة في الإعلام الكويتي من خلال العديد من البرامج الأسرية والثقافية·
وصدر لها كتاب (أوراقي) متضمنا سيرة ذاتية ممزوجة بمسار الكويت والمتغيرات الحضارية المادية منها والثقافية في ديسمبر عام 2001·
وسيتم تكريم الفائزين بها خلال فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثالث عشر في ديسمبر القادم·
شكر وتقدير
وقد أعرب الفائزون بجوائز الدولة التقديرية عن الشكر والتقدير لترشيحهم لنيل الجائزة مثمنين دور القائمين عليها في تكريم المتميزين والمبدعين الكويتيين بشكل سنوي ·
جاء ذلك في لقاءات لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) مع الفائزين وهم الشاعر يعقوب الرشيد والشاعر علي السبتي والإعلامية فاطمة حسين والفنان سعد الفرج·
وقال الشاعر الدبلوماسي يعقوب الرشيد بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية "إن هذا فخر لي وأعتز به منذ بداية مسيرتي الأدبية وعطائي لوطني الكويت والوطن العربي، حيث كنت دائما أمثل الكويت في كل كتاباتي وعطائي الدبلوماسي واضعا نصب عيني خدمة الوطن العربي ككل"·
وأضاف "أعتبر هذا التكريم شرفا لي ولكل الرواد من جيلي والشكر للدولة ولكل من تبنى هذا الترشيح وسوف أستمر بالعطاء لبلدي الحبيب"·
من جانبه قال الفنان القدير سعد الفرج إنه "بعد المشوار الطويل يشعر الإنسان أن هناك من يراقب ويشاهد ويقيم وأنا سعيد جدا بهذا التقييم والتكريم متمنيا لدولتنا العزيزة ولوزير الإعلام محمد السنعوسي وللجنة التكريم كل تقدم واعتزاز· وأعربت الإعلامية فاطمة حسين عن شكرها وتقديرها العميق لكل من ساهم في حصولها على جائزة الدولة التقديرية قائلة "أتمنى أن أستحق هذه الجائزة وأن أكون عند حسن ظن الجمهور الكريم"·
وأضافت أن "الكويت دائما تعطي أكثر مما تأخذ ومهما بذلنا من أجل الكويت فإننا لا نوفي بحقها علينا"·
وقالت حسين إنها تتمنى من الإدارة سواء كانت سياسية أو ثقافية أو فنية أن تتعامل مع المواطن المبدع تعامل الاستثمار في طاقته وليس الاستهلاك والاستنزاف داعية الى تشجيع المبدعين وتنمية قدراتهم·
من جانبه عبر على السبتي عن فرحته وسروره بمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية بقوله "إني مسرور جدا وأشكر كل من ساهم في منحني هذه الجائزة القيمة وهذا يعتبر تكريما من الدولة للفكر والأدب والعلوم الأخرى"·
وأضاف أن الدولة تسعى للتكامل من خلال تكريمها للجوانب الفنية واللغوية والعلوم الاجتماعية والانسانية وجميع العلوم الأدبية دون تمييز·
وأوضح السبتي أن التكريم يجب أن يظل تكريما للشخص مدى حياته ولا يجب أن يترك أو ينسى هذا الشخص بمجرد تكريمه في مناسبة معينة داعيا الدولة الى الاعتناء بالمكرمين وعدم إهمالهم·