· بوش تجاهل التحذيرات بالحاجة الى 40 ألف جندي إضافي الى العراق
· الرئيس لأركان إدارته: لا أريد أن أسمع من أحدكم كلمة "تمرد" في العراق
· رامسفيلد كان يعيق جهود المخابرات الأمريكية لاعتقال بن لادن
· غارنر تحدث عن الاستعانة بـ 300 ألف جندي عراقي فعزل من منصبه
· باول وتينيت لم يتحمسا لشن الحرب
بقلم: ديفيد سانغر
اتهم الصحافي الأمريكي الشهير بوب ودوورد بطل "فضيحة ووترغيت" التي أرغمت الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون على الاستقالة في منتصف السبعينات اتهم إدارة بوش في كتاب جديد صدر له مؤخراً بتجاهل تحذير عاجل في سبتمبر 2003 وجهه أحد المستشارين البارزين في البيت الأبيض والمختص بشؤون العراق بأن الولايات المتحدة بحاجة ماسة الى الآلاف من القوات الإضافية من أجل القضاء على التمرد·
ويقول ودوورد في كتابه بعنوان "حالة إنكار" إن كبار مستشاري الرئيس كانوا دائما على خلاف بل أحيانا كان الخلاف يصل درجة القطيعة، ومع ذلك كانوا متفقين على نفي كل التقييمات المتشائمة من داخل وخارج الولايات المتحدة للوضع في العراق·
وقد نقل عن الرئيس بوش قوله في نوفمبر 2003 حول الوضع في العراق: لا أريد أحداً في هذه الحكومة وصف ما يحدث في العراق بأنه تمرد، ولا أعتقد أننا وصلنا الى هذه الدرجة·
وقد وصلت درجة العداء بين وزير الدفاع دونالد رامسفليد ومستشارة الأمن القومي كونداليزارايس "آنذاك" الى حد يطلب فيه الرئيس من رامسفيلد أن يرد على مكالماتها، ونقل عن الجنرال جون أبي زيد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط قوله لزواره في مقر قيادة القوات الأمريكية في قطر في خريف 2005 إن رامسفيلد لم يعد يمتلك أية مصداقية ليمثل قضية عامة لاستراتيجية تحقق النصر في العراق·
ويقول ودوورد إن كتابه وهو الثالث له منذ هجمات 11 سبتمبر يعتمد على مقابلات مع أعضاء فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي ونوابهم وعدد آخر من كبار مسؤولي الإدارة في المجالات العسكرية والدبلوماسية والاستخبارات ذات الصلة بالعراق·
ويذكر أسماء بعض هؤلاء ومنهم رامسفليد لكن الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني رفضا إجراء ودوورد مقابلات معهما من أجل هذا الكتاب·
مواقف متذبذبة
ويقال إن روبرت بلاكويل الذي كان يتولى منصب كبير المستشارين في الشؤون العراقية في مجلس الأمن القومي، هو الذي أصدر ذلك التحذير العاجل حول الحاجة لمزيد من القوات في مذكرة مطولة بعث بها لرايس، ويورد الكتاب أن المستشار قدر في مذكرته أن هناك حاجة ماسة لقوات برية قد يصل تعدادها الى أربعين ألف جندي·
ويشير ودوورد في كتابه الى أن بلاكويل وبول بريمر تحدثا لرايس ونائبها "آنذاك" ستيفن هادلي عن الحاجة الملحة لمزيد من القوات، أثناء مكالمة هاتفية ولكن البيت الأبيض لم يستجب لهذا الطلب·
ويتحدث الكتاب عن شرخ كبير في العلاقة ساء بين وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وعن أن باول قال بعد إعفائه من منصبه عقب انتخابات 2004 لكبير موظفي البيت الأبيض أندرو كارد إذا أعفيت من منصبي فيجب إعفاء رامسفيلد·
وقد بذل كارد بعد ذلك جهوداً لإقصاء رامسفيلد في نهاية عام 2005 لكن الرئيس أحبط هذه الجهود لاعتقاده بأن مثل هذه الخطوة في ذلك التوقيت، من شأنها أن تلقي بظلالها على الانتخابات العراقية وعمليات البنتاغون هناك·
ويصف ودوورد في كتابه ديكي تشيني بأنه رجل مصمم على إثبات مزاعمه بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية·
ويقول إن مساعديه كانوا دائمي الاتصال بكبير مفتشي الأسلحة ديفيد كاي لهذا الغرض دون جدوى·
ويكشف الكتاب النقاب عن أن اثنين من أبرز فريق بوش كانت مواقفهما متذبذبة حيال شن الحرب على العراق وهما كولين باول ومدير "سي·أي·إيه" السابق جورج تينيت·
وبالرغم من موقف سابق له بأن هناك "أدلة دامغة" على امتلاك صدام لأسلحة دمار شامل، إلا أن تينيت في النهاية لم يكن متحمسا لشن الحرب·
ويتعرض الكتاب الذي يقع في 537 صفحة الى التوترات بين كبار أركان إدارة بوش منذ أيامها الأولى، ويذكر ودوورد أن تينيت كان يعتقد في الأسابيع التي سبقت هجمات 11 سبتمبر أن رامسفيلد كان يعيق الجهود لبلورة استراتيجية متسقة لإلقاء القبض على أسامة بن لادن·
وقد شكك رامسفيلد بالإشارات الالكترونية من متهمين بالإرهاب التي كانت أجهزة التنصت في وكالة الأمن القومي قد جمعتها ووضع الاحتمال بأن تكون جزءا من خطة للتضليل تقوم بها شبكة القاعدة·
تخمينات
ويورد الكتاب أن تينيت وكبير مساعديه لشؤون مكافحة الإرهاب كوفر بلاك اجتمعا برايس في العاشر من يوليو في مكتبها بالبيت الأبيض لمحاولة إقناعها بخطورة المعلومات المتوافرة لدى الوكالة حيال احتمال تعرض الولايات المتحدة لاعتداءات وشيكة، لكن الرجلين خرجا من الاجتماع بانطباع أنها لم تأخذ تحذيراتهما على محمل الجد·
وينقل وودوورد حوارات جرت بين الرئيس ووالديه قبل أسابيع من شن الحرب على العراق، وأن الوالدين لم يشاطراه الثقة بأن غزو العراق هو الخطوة الصحيحة، وحوار آخر دار بين الرئيس من جهة ووالدته باربرة وصديق العائلة ورئيس لجنة الاستخبارات السابق في الكونغرس ديفيد بورين، وبأن الرئيس سأل بورين ماذا إذا كان هناك مبرر للقلق من غزو محتمل للعراق، وأنه أسر له بأن والده الرئيس الأسبق يشعر بقلق شديد حيال هذا الأمر يفقده القدرة على النوم بل وأحيانا يصحو من نومه من شدة القلق·
ويورد الكتاب حواراً دار في أوائل 2003 بين الجنرال المتقاعد جون غارنر أول حاكم للعراق بعد الغزو والرئيس بوش وآخرين في البيت الأبيض، ويكشف ذلك الحوار عن أن كبار مخططي الحرب لم يكونوا يكترثون أبداً بتفاصيل ما بعد الحرب·
ويقول وودوورد أن غارنر تحدث في مداخلته عن خطة لاستخدام 300 ألف جندي من الجيش العراقي للمساعدة في حفظ الأمن ، ولم يعلق أحد على هذه الإشارة وأن الرئيس أعطاه إيماءة الموافقة، ولكن تمت إطاحة غارنر لصالح بول بريمر الذي اتخذ قراره بحل الجيش العراقي واستئصال البعث·
ويكشف الكتاب عن أن عمليات التفتيش العقيمة من أسلحة الدمار الشامل في العراق، أحدثت توتراً بين مكتب نائب الرئيس و"سي·أي·أيه" والمسؤولين في العراق ويقول وودوورد أن كبير مفتشي الأسلحة في العراق ديفيد كاي بعث برسالة الكترونية لمسؤولي "سي·أي·أىه" مباشرة في صيف 2003 تضمنت نتائج مهمته وبأن نائب مدير الوكالة جون ماكلوخلين· منع كاي من الحديث عن تخمينات في ما يتعلق باحتمال أن تكون لدى صدام القدرة على تصنيع السلاح النووي لكنه لم يفعل وقال له "لا يمكنك الحديث عن هذا الشيء دون إثباته"·
عن نيويورك تايمز