
تشهد الشاشات العربية خلال شهر رمضان منافسة قوية بين المسلسلات السورية التاريخية والاجتماعية، وخاصة "المارقون" للمخرج نجدة أنزور الذي يعالج مسألة الإرهاب، والمسلسلات المصرية التي تعتمد على النجوم·
وأشار الناقد أشرف بيومي الى أن "الإنتاج المصري يصل هذا العام الى ما يقارب الخمسين مسلسلا، والدلائل تشير الى أن عدد المسلسلات السورية اقترب الى حد كبير من الإنتاج المصري"، بينما أكد المخرج السوري حاتم على أن "الإنتاج السوري بلغ هذا العام حوالي 45 مسلسلا·
ورغم أن مصر لا تزال تحتل المركز الأول في الإنتاج الدرامي التلفزيوني سنويا، إلا أنها فقدت سيطرتها الكاملة على الأسواق العربية مع صعود الدراما السورية، الى جانب قيام غالبية الدول العربية ولاسيما الخليجية منها، بإنتاج الدراما المحلية الخاصة بها·
ويتوقع نقاد مصريون أن يحقق مسلسل "المارقون" أكبر نسبة مشاهدة عربية في شهر رمضان، وذلك لمشاركة أكثر من 200 فنان من عشر دول عربية وأجنبية فيه، وتركيزه على معالجة الإرهاب ونشأة الجماعات الدينية·
وأوضح المخرج نجدة أنزور أن مسلسليه "المارقون" والمحروس" "سيبثان حصريا على قناة "إل - بي - سي" اللبنانية، وشارك في تأليف "المارقون" عدد من الكتاب العرب من بلدان مختلفة بينهم وحيد حامد من مصر وعبدالكريم بورشيد من المغرب وكلوديا مارشليان من لبنان وإيمان السعيد وعبدالمجيد حير من فلسطين وحسن يوسف من سورية·
وكان أنزور أخرج العام الماضي مسلسل "الحور العين" الذي عالج موضوع الإرهاب في المملكة العربية السعودية بمشاركة ممثلين عرب ولقي إقبالا كبيرا·
ومن المسلسلات السورية الأخرى التي سيتم عرضها خلال رمضان "خالد بن الوليد" لمحمد عزيزية الذي حقق مسلسله "الظاهر بيبرس" نجاحا كبيرا·
كذلك ستعرض مسلسلات "الخليفة المأمون" للمخرج التونسي شوقي الماجري، وهو يتطرق لحياة الخليفة العباسي صاحب الفكر العقلاني، و"باب الحارة" لبسام الملا والمبني على غرار "ليالي الصالحية"، و"الملاك الثائر" عن حياة الشاعر والأديب جبران خليل جبران، و"على طول الأيام" لحاتم علي وهو يصور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في سورية المعاصرة·
ورأى الناقد أشرف بيومي أن "الدراما السورية التي تعنى بالمواضيع والأفكار والإسقاطات التاريخية على الأوضاع السياسية العربية، ستجد إقبالا أكثر من نظيرتها المصرية التي تركز على كتابة السيناريو للنجم الذي يقوم بالبطولة، والتي تعمل على تقديمه وتلميعه أكثر من تركيزها على الأبعاد الاجتماعية والسياسية"·
لكن كاتب السيناريو محمد علي عرابي يقول: "لا يلغي أن تكون مسلسلات نجوم الدراما المصرية في مركز المنافسة هذا العام خصوصا وأن غالبية شركات الإعلان تتطلب وجودهم لتسويق إعلاناتها، وبالأخص المسلسلات التي يلعب بطولتها يحيى الفخراني ونور الشريف وحسين فهمي"·
ويتوقع الناقد عادل عباس أن "تجد الدراما السورية الاجتماعية إقبالا هذا العام من بعض القنوات العربية على ضوء صدمة الجمهور العربي العام الماضي ببعض النجوم والمسلسلات المصرية التي هاجمها النقاد مثل "المرسى والبحار" ليحيى الفخراني و"أحلام عادية" ليسرا والعام قبل الماضي "عيش أيامك" لنور الشريف·
ومن أبرز المسلسلات المصرية هذا العام مسلسلات النجوم يحيى الفخراني "سكة الهلالي" لمحمد فاضل وتأليف يوسف معاطي، وسيعرض حصريا على شاشة تلفزيون دبي، وتم تسويقه في دول المغرب العربي والدول الخليجية، على أن يعرض بعد شهر رمضان على شاشاتها، وسيعرض في مصر خلال شهر رمضان على القنوات الأرضية·
وتدور أحداث المسلسل حول ملاحقة ماضي الشخصية في المستقبل حيث يتبين أن الهلالي (الفخراني) يكون زور أوراقا في السابق، مما يعرض مستقبله الى الخطر بعد أن أسس حزبا أصبح مؤثرا في الحياة السياسية·
كذلك مسلسل "حضرة المتهم أبي" لرباب حسين وتأليف محمد جلال عبدالقوي وبطولة نور الشريف الذي حقق خلال الأعوام الماضية عددا من النجاحات خصوصا في مسلسلات "هارون الرشيد" و"الحاج متولي"، وهو أيضا من المسلسلات التي ستعرض حصريا على تلفزيون دبي وتم تسويقه في بلاد المغرب والخليج العربي·
إلى جانب "مواطن بدرجة وزير" لعادل الأعسر وتأليف يسر السيوي وبطولة حسين فهمي الذي حقق في الأعوام الماضية نجاحات في عدد من المسلسلات أبرزها "هوانم جاردن سيتي"· ومن المتوقع أن ينجح توزيع المسلسل الديني "الإمام المراغي" لوفيق وجدي وتأليف بهاء الدين ابراهيم وبطولة حسن يوسف، وذلك لأنه قد يكون المسلسل الديني الوحيد الذي أنتج هذا العام· ومن المسلسلات الاجتماعية "حبيب الروح" لتيسير عبود وتأليف شريف عبدالعظيم وبطولة الفنانة المحجبة العائدة سهير رمزي·