رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 سبتمبر 2006
العدد 1743

بعد أن انتشرت بشكل واسع الدروس الخصوصية
كابوس يؤرق الأسرة الكويتية

                           

 

·         نوال الوهيب: ألجأ الى الدروس الخصوصية لأن الحصة المدرسية غير كافية في مدرسة ابني

·         العنزي: لم يستطع مدرس لغة إنكليزية التحدث مع الخادمة

·         أبو باسم: سببها السياسة التعليمة

·         أ·ع·س: من يضع إعلانا للتدريس فهو "بنشرجي"

·         جعفر الأسيري: الدروس الخصوصية لا تغير شيئاً

 

تحقيق محيي عامر:

الدروس الخصوصية هي مشكلة هذا العام وكل عام، وهي أيضا ظاهرة شرقية نجدها بكثرة في مجتمعنا العربي، أما المجتمع الغربي فيرفضها ولا يعرفها والطلاب ذاتهم لم يحاولوا اللجوء اليها لأن ما يريدونه يجدونه داخل مدرستهم·

وقد تكون الدروس الخصوصية وسيلة لتحسين مستوى طالب ضعيف وفي الوقت ذاته قد تكون أداة لتدني مستوى طالب قوي، وبكل الأحوال لن تفرز لنا الدروس الخصوصية عالماً أو مبدعاً ولعل الجميع يتفق على أن اللجوء للدروس الخصوصية وسيلة وليس غاية لمعالجة مساوئ السياسة التعليمية الفاشلة·

وتمثل الدروس الخصوصية لدى المدرس قليلاً من الكلام كثيراً من المال وهي تمثل لدى الطالب "من علمني حرفاً صرت له بنكا" والعملية التعليمية الآن عملية تجارية بحتة، فنزيف من المال يقع على عاتق الأسرة فأصبحت هذه الدروس تمثل كابوساً على كل أسرة ترجو إزاحته·

"الطليعة" التقت عدداً من أولياء أمور ومدرسين وطلبة للوقوف على هذه الظاهرة وما هو انطباعهم عنها فكان هذا التحقيق:

 

اختيار المدرس

 

بداية قالت نوال الوهيب مديرة مدرسة وربة أسرة: أعتقد أن الدروس الخصوصية مهمة لبعض الطلاب خاصة في ضوء وجود بعض المدارس التي لا تهتم جيدا بالطلاب وبذلك تكون الحصة المدرسية غير كافية لإعداد طالب متفوق، فتجد ابني على سبيل المثال يدرس بمدارس لغات وتلك المدارس لا تهتم جيدا باللغة العربية فلم أجد طريقاً آخر غير اللجوء الى الدروس الخصوصية·

وعن كيفية اختيار المدرس قالت إنه يتم بسؤال أهل العلم سواء عن طريق موجهين أو أساتذة متخصصين هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى متابعة الأب والأم لأداء المدرس هذا يتطلب من الأم أن تكون قريبة في البداية من أولادها أثناء وجود المدرس، وكذلك سؤال الأبناء بعد انتهاء الحصة عن مدى استيعابهم من المدرس·

وأكدت الوهيب أن الأهم من كل هذا هو الاطلاع على شهادات المدرس وخبراته والتأكد من سلامتها وعدم تزويرها والاتصال على المدرسة التي يعمل بها للتأكد من صدق كلامه وهذا واجب أساسي لكل أب وأم·

وأشارت الى وجوب أن تشكل لجنة من قبل الوزارة تجري اختبار مسح إملائي على سبيل المثال للتعرف على مستوى كل طالب، ويأتي بعد ذلك دور كل من مدرسة المادة ومشرفتها، للعمل على معالجة مستوى الطالب الضعيف، فإذا لم توفقا في تحسين مستواه فتجبر إدارة المدرسة ولي الأمر لمعالجة هذا الضعف سواء بالدرس الخصوصي أو غيره من الوسائل·

 

أسرة مثالية

 

ورفض ولي الأمر يوسف حسين العنزي هذه الظاهرة معتبراً أسرته نموذجاً للأسرة المثالية، ترفض بشكل تام مبدأ الدروس الخصوصية فيرى في اختيار المدرسة الجيدة ومتابعة الأب والأم مشروعا لإعداد طالب متفوق، فجميع أولاده لم يقعوا في شبكة الدروس الخصوصية وفي نهاية كل عام يحصلون على أعلى الدرجات، وإن كان قد لجأ لها مرة من قبل، عندما أراد ابنه مدرس لغة إنجليزية فبحث عن مدرس خصوصي في الصحف الإعلامية وعندما جاء الى المنزل ذهبت له الخادمة لتسأله عن ماذا تشرب فلم يستطع أن يقول "أعطني شاي بالإنجليزي" فكشفته لنا الخادمة بأنه لا يعرف شيئاً عن الإنجليزي ومن وقتها لم ولن نلجأ الى الدروس الخصوصية·

وأضاف: أنا على يقين بأن الحصة المدرسية كافية إذا ما أدى المدرس عمله على الشكل المطلوب·

 

ظاهرة سيئة

 

فيما قال ولي الأمر أبو باسم: إن ظاهرة الدروس الخصوصية ظاهرة سيئة ومتواجدة بالدول العربية وبالرغم من أن القانون الكويتي يمنعها ولم نسمع عنها قبل الغزو إلا أنها متواجدة الآن وبكثرة·

ويضيف: أصبح التعليم تجارياً الآن موضوعه التعليم وهدفه الربح بدلاً من إعداد كوادر تسهم في بناء وتطوير المجتمع، والطالب يلتحق الآن بالمدارس والجامعات بناء على مستواه المادي وليس العلمي والمال لا يعرف المستحيل·

وأرجع أبو باسم السبب في كثرة الدروس الخصوصية الى السياسة التعليمية سواء  في المدارس الحكومية أو الخاصة قائلاً: لو نظرنا الى المدرس داخل المدرسة الحكومية نجده لا يبذل جهدا كونه مطمئناً على بقاء وظيفته فليس هناك ما يقلقه، أما في القطاع الخاص فإمكانات المدرس المادية قليلة  فيتولد عنها جهود قليلة أيضا، والذي لم يجد أمامه حلاً بديلا عن اللجوء الى فتح عيادة الدروس الخصوصية واستقبال المرضى من الطلاب·

وأشار الى أن ابنه التحق في سنواته الأولى بأمريكا وقام بتدريسه أساتذة جامعيون في بداية عمره، فهم يعملون على التعرف على إمكانات الطلاب المختلفة ويتم وضعهم على بداية الطريق ليصبحوا من خلاله علماء ومبدعين ومفكرين فهناك تكافؤ فرص لكل طالب·

ورفض أبو باسم مبدأ الدروس الخصوصية لكنه لجأ إليه عندما أرادت ذات مرة ابنته مدرس رياضيات ليشرح لها درساً صعباً فبحثت عن مدرس من بين الإعلانات المدرجة في الصحف وكان عنوانه "مدرس رياضيات خبرة بمناهج الكويت 5 سنوات لجميع المراحل يطلب عملاً" وقال: جاء المدرس الى المنزل وقبل أن تكشفه ابنتي كونها متفوقة تعرف عليه أحد أصحابي الذي أبلغني بأنه مندوب جوزات بالإضافة الى أنه "نصاب وكذاب"·

 

مرفوضة

 

ورفض (أ·ص·م) مدرس لغة عربية ذكر اسمه لكنه يرى بأن الدروس الخصوصية مهمة للطلبة الضعاف ولا تقل أهمية للطلبة المتميزين وذلك لتحقيق أهدافهم البعيدة·

والحصة المدرسية كافية ولكن هناك طلبة تتفاوت  نسبة تحصيلهم فليست كافية لديهم·

وعن مزاولته للدروس الخصوصية أجاب بالنفي معللا السبب بأنه قبل التعيين يتم التوقيع على تعهد بعدم إعطاء دروس خصوصية قائلاً: لا أستطيع أن أقول لك نعم كما أنني أقوم بواجبي داخل الحصة المدرسية وليس لدي ما أقوله للطالب خارج الصف·

 

"بنشرجي"

 

وكان لمدرس اللغة الإنجليزية (أ·ع·س) رأي آخر فوصف كل من يضع إعلانا لنفسه بالصحف "بالبنشرجي" ولا يمت للتدريس بصلة وأطلق عليهم صفة مرتزقة ودخلاء على المهنة، فالمدرس تجده عزيز النفس لا يرخص نفسه بإعلان عرضي بالإضافة الى أن المدرس المتخصص ليس لديه وقت حتى ينتظر الطالب الذي يأتي له عن طريق الصحف·

 

لا تغير شيئاً

 

وأكد الطالب جعفر الأسيري بأنه لا يوجد اختلاف بين طالب يأخذ دروسا خصوصية وآخر لا يأخذ مؤكداً أنه يحصل على دروس خصوصية مرجعاً السبب الى أبيه الذي يأمره بذلك إلا أنها لم تغير في مستواه شيئاً·

وقال جعفر بأنه يحصل على درس إنجليزي ودرس رياضيات كما أضاف بأن أباه تعرف على المدرسين من خلال الجريدة ومدرس اللغة الإنجليزية تخرج من أمريكا على حد قوله، كما أن مدرس الرياضيات خريج تربية قسم رياضة وبسؤاله عن اطلاع والده على شهاداتهم للتأكد من صدق كلامهم؟ أجاب بالنفي·

 

* * *

 

مقتطفات

 

من حديث سابق للدكتور مساعد الهارون وزير التعليم الأسبق لجريدة "الطليعة"؟

- الدروس الخصوصية قضية مجتمعية لا نقدر على منعها وإنما نعمل على تقليلها وذلك من خلال جمعية المعلمين وبرامج التقوية·

- النظام الأمريكي يعتمد على المقررات سواء الجامعي أو غيره، فالطالب يدرس ما هو مطلوب في سوق العمل فلا يبحث عن الشهادة بقدر المعرفة·

طباعة  

أسئلة برلمانية
 
ديوان المحاسبة
 
السجن عامان أو غرامة ألف دينار لمن ينظم اجتماعا مخالفا للقانون
قانون التجمعات: يحق للمحافظ الاعتراض كتابة على أي اجتماع مبدياً أسبابه

 
خلال الحلقة النقاشية لنقابة الصحافيين والمراسلين الكويتية
إصلاح الإطار القانوني للإعلام في الكويت

 
الحكومة الإلكترونية.. في كتاب
 
طالبت رئيس الحكومة بالمصارحة حولها
لجنة "حماية الأموال": نريد أداء حقيقياً للقضاء على الفساد لا حديثاً عن وعود برلمانية أو حكومية