رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 أغسطس 2006
العدد 1741

رسالة إسرائيل الدموية الى اللبنانيين:
انزعوا سلاح حزب الله أو نجعل حياتكم جحيما

 

 

·         الحرب تستهدف كل لبنان  وليس حزب الله فقط!

·         إسرائيل وأمريكا أخطأتا الحسابات بشأن  القدرة على تدمير الحزب

·         الشرق الأوسط الأمريكي الجديد  أكثر خطورة وتدميرا من القديم

 

بقلم: اتش· دي· إس غرانيواي

بعيدا عن كل أشكال القتل والتدمير فإن أكثر الصور إثارة للاضطراب للحرب في لبنان، هي التي تعود لجنود إسرائيليين يرفعون أعلام حزب الله والعلم اللبناني وهم على ظهر دباباتهم، فهذا يعني ببساطة أن الهجوم لا يستهدف "حزب الله" فقط بل الدولة اللبنانية أيضا·

فمن الصعب تصديق أن قصف مطار بيروت الدولي وإمدادات الوقود ومحطات الكهرباء وقوارب صيد الأسماك يأتي ضمن محاربة حزب الله، والأغرب من ذلك أن إسرائيل تهاجم الجيش اللبناني في الوقت الذي تطالب فيه هذا الجيش بالاضطلاع بمهمة نزع أسلحة حزب الله·

ويبدو أن العلم اللبناني لم يرفرف في سماء بيروت سوى بالأمس في ما تصفه إدارة بوش "انتصار الديمقراطية" الديمقراطية التي تتعرض للخطر بفعل القنابل الأمريكية التي تلقي بها الطائرات الإسرائيلية في بيروت·

وهناك استراتيجيتان إسرائيليتان إضافة الى تقليص قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ الي شمال إسرائيل، الأولى إنه إذا جعلنا لبنان يشعر بالألم فسوف يعمل على ضبط حزب الله فإسرائيل تضع لبنان أمام خيارين فإما أن يتم نزع سلاح الحزب أو نجعل حياتكم جحيماً·

ولكن الخجل في هذا النهج هو أن الجيش اللبناني لا يمتلك القدرة على نزع سلاح حزب الله وسيكون أقل قدرة للقيام بذلك إذا واصلت إسرائيل هجومها·

والأهم من ذلك فإن الهجوم الإسرائيلي يقنع اللبنانيين من مختلف الطوائف، إن إسرائيل وليس حزب الله هي العدو والخطر الذي يهددهم·

لقد ظل السبيل الأمثل لنزع سلاح حزب الله هو أولاً إقناع شيعة لبنان أنهم لم يعودوا بحاجة الى ميليشيات وأن من الأفضل لهم التخلص من هذه الميليشيات، وثانياً بناء مؤسسات الدولة اللبنانية من أجل الوصول الى وضع يمكن فيها للحكومة بسط سيطرتها، ولكن لسوء حظ إسرائيل أن  قيامها بقصف المباني السكنية والأحياء الشيعية في بيروت أدى الى تقوية حزب الله في نظر الشيعة كما أن تدمير الاقتصاد اللبناني الذي كاد أن يتعافى ويعود الى وضعه الطبيعي سيؤدي الى تقوية شوكة الإرهابيين·

 

حسابات خاطئة

 

الاستراتيجية الثانية والأبعد من إضعاف حزب الله، فيبدو أنها مقتبسة من كتاب منظمة التحرير القديم أي تصرف بطريقة غريبة ومتوحشة وأحدث أكبر قدر من المتاعب علّ العالم يلتفت اليك ويفعل لك شيئا، كما أنها تهدف الى أن تبعث برسالة الى دمشق وطهران بألا تعولا كثيرا على تحلي إسرائيل بضبط النفس، ويبدو أن هذه الاستراتيجية حققت نجاحا جزئيا حيث تجري تحركات داخل الأمم المتحدة من أجل تشكيل قوة دولية لحفظ السلام من أجل ضمان اسرائيل على حدودها مع لبنان·

وبالنسب الى هدف نزف أسلحة حزب الله ظلت إسرائيل تردد على مدى الأسبوعين الماضيين أنها دمرت نصف ترسانة أسلحة الحزب وأنها بحاجة الى أسبوعين آخرين لاستكمال المهمة، ولكن يبدو أن الأمور تراوح مكانها وأن إسرائيل عجزت عن تدمير قدرة الحزب على إطلاق الصواريخ عليها وقتما يشاء·

والواضح أن إسرائيل أخطأت الحسابات بشكل فادح بشأن قدرتها على القضاء على حزب الله، فكما قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله "إذا صمدت المقاومة فهذا انتصار، وإذا لم تُكسر إرادتها فهو انتصار"·

وبدورها أخطأت الولايات المتحدة في تقدير قدرات إسرائيل أو الأضرار التي لحقت بمصالحها "مصالح أمريكا" في الشرق الأوسط حين وقفت ضد قرار لمجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار والوقوف وراء إسرائيل في عدوانها على لبنان، والآن مع استمرار عمليات التدمير التي تقوم بها إسرائيل دون حساب، بل وبدعم أمريكي بدأ عدد من أصدقاء أمريكا وإسرائيل يتحدثون عن ضحايا العدوان الإسرائيلي·

كما أن استياء شيعة العراق من شأنه زيادة المخاطر التي تواجه الأمريكيين في العراق وتقليص فرصهم المتدهورة أصلا لتحقيق النجاح هناك·

لقد  تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس عن الأزمة الراهنة باعتبارها "مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد"، ولكن هذا الشرق الأوسط الجديد الذي تبشر به رايس سيكون بالتأكيد كما كان في العراق، أكثر خطورة وتدميراً من الشرق الأوسط القديم·

عن: انترناشيونال هيرالد تريبون

طباعة  

يوم الحساب حين تضع الحرب أوزاها..
الحرب لم تحقق أياً من أهدافها