رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 أغسطس 2006
العدد 1741

من أبرزها المرسم الحر وبيت ديكسون رمز الصداقة
المنازل التراثية تحكي تاريخ الكويت القديم

                                              

 

الكويت - (كونا): بعض المنازل التراثية القديمة في الكويت التي مرت سنوات طويلة على بنائها اختارت أن تبقى صامدة أمام عوامل الزمن فرسالتها لا تقف عند حدود الحجر والبناء وإنما تتعدى ذلك·

فالمتجول في هذه المنازل ذات الطابع القديم الأصيل تنقلنا إلى زمن غير زماننا، وتقدم لنا صورة موجزة عما كانت عليه الحياة في الكويت يدعمها في ذلك تحويلها إلى مراكز ثقافية·

ومن ضمن هذه المباني بيت البدر وهو أحد البيوت الكويتية القديمة التي تمثل نموذجاً معمارياً مميزاً يعبر بوضوح عن مظاهر الحياة التي كانت تسود المجتمع الكويتي في القرن الماضي وهو يمثل نموذجاً مميزاً من حيث التخطيط المعماري ومواد البناء المحلية التي حافظت على بقائه بحالة جيدة على مر العقود الماضية·

وأنشىء بيت البدر عام 1837 والتي ملكيته لورثة عبدالعزيز وعبدالمحسن يوسف البدر وهما من كبار تجار الكويت ومن ثم ضم إلى إدارة الآثار والمتاحف عام 1968 واستخدم عام 1976 مقراً مؤقتاً لمتحف الكويت الوطني·

واستخدم في بنائه الطوب اللبن والصخر البحري وطليت جدرانه بواسطة الجص وبني السقف باستعمال الجندل والباسجيل والبواري، أما جدراه الخارجي مغطى بالطلاء وبه مداخل تختلف درجة فخامتها تبعاً للغرض من استخدامها·

ويستخدم بيت البدر حالياً كمقر لإدارة التراث الشعبي الموسيقي·

ومن المباني التاريخية التي تحكي التاريخ السياسي لدولة الكويت بيت ديكسون الواقع على شارع الخليج العربي والذي استخدم لمدة تزيد عن الـ 50 عاماً كمقر للمعتمدين السياسيين البريطانيين الذين قاموا بدورهم بتحويل طرازه المعماري المحلي إلى طراز مستوحى من "البيت ذي الشرفة" والذي بناه البريطانيون لأنفسهم في مستعمراتهم الحارة خاصة في الهند·

ويعتبر بيت ديكسون رمزاً للصداقة العميقة والعلاقات السياسية القديمة بين الكويت وبريطانيا والتي تمتد إلى حوالي 200 عام وأجريت عليه عدد من عمليات إعادة البناء والتأهيل تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتبرع من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وأصبح بيت ديكسون بعد ترميمه وإعادة ملامحه المعمارية والحضارية وبعد تحويله إلى مركز ثقافي ومتحف لتاريخ العلاقات الكويتية البريطانية معلماً حياً للصداقة الحميمة التي تجمع بين الكويت وبريطانيا·

وبيت السدو الذي بني عام 1936 يعتبر أول منزل في الكويت يبنى هيكله من الإسمنت المسلح وهو مصمم على الطراز الكويتي التقليدي القديم المتأثر بفن العمارة الهندية الإسلامية ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الوحدات الحديدية الزخرفية الموجودة على نوافذ البيت·

وحرصاً من الدولة على التراث الكويتي قامت خلال الستينات باستملاك عدد من البيوت القديمة قبل أن تضمحل أمام زحف المباني الحديثة وفي عام 1976 تم استملاك بيت السدو من قبل الدولة وأصبح تابعاً لوزارة الإعلام·

وتعتبر حرفة الحياكة (السدو) من أقدم الحرف التقليدية عند أهل البادية في الكويت وشبه الجزيرة العربية ويعود سبب تسمية البيت بهذا الاسم لأن كلمة السدو تطلق على عملية الحياكة وآلة الحياكة نفسها وصناعة المنسوجات الصوفية المختلفة، حيث اتخذت المجموعة التي تقوم بالسدو البيت مقراً لها عام 1980·

ولا يغيب عن الذهن المرسم الحر الذي يقع أيضاً على شارع الخليج العربي الذي تعود ملكيته إلى بيت الغانم والذي يحتضن حركة الفن التشكيلي الكويتي وتم تجهيزه لذلك من قبل وزارة التربية حيث تحولت غرفه وصالاته إلى ورشات فنية عاصرها الرعيل الأول من الفنانين التشكيليين كالفنان الراحل عيسى صقر والفنان خليفة القطان وخزعل القفاص وسامي محمد وغيرهم·

وفي عام 1972انتقل المرسم من رعاية وزارة التربية إلى وزارة الإعلام حيث تبنى المرسم العديد من المعارض للفنانين، كما اهتم بعروض الأفلام الفنية والشرائح لأعمال فنانين عالميين، وكذلك عقد ندوات ونقاشات فنية مما أدى إلى إبراز العديد من المواهب التشكيلية·

وفي عام 1994 انضم إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بوصفه (بيتا للفنون) ليحقق عدداً من الأهداف من ضمنها إشاعة الإنتاج الفكري وإثرائه بدفع الحركة الإبداعية للتطور والنمو الجاد ضمن برنامج علمي واضح ورعاية الإنجاز الإبداعي بتوفير المناخ المناسب للإنتاج الفني للفنانين الموهوبين من الجيل الواعد وخاصة جيل الشباب·

ويهتم المرسم الحر بتدعيم قطاع النحت والعناية بالطباعة الفنية (الحفر والجرافيك) وإقامة دورات فنية في الرسم إضافة إلى إنشاء مكتبة متخصصة باسم الفنان الراحل عيسى صقر تساعد الفنانين والمهتمين من جمهور وعشاق الفن التشكيلي على التعرف بما يوجد من اتجاهات معاصرة في الفن التشكيلي·

ويعتبر القصر الأحمر الموجود في منطقة الجهراء أحد المعالم التاريخية والحضارية لدولة الكويت فهو يجسد جانباً مهماً من تاريخ الشعب الكويتي وكفاح الآباء والأجداد في سبيل المحافظة على الكويت كما أنه يعتبر نموذجاً معمارياً مهماً يعبر عن الأسلوب الهندسي القديم·

وأقيم القصر في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح كما أقام به من بعده المغفور له الشيخ سالم المبارك الصباح وسبب تسميته القصر الأحمر تعود للطين الأحمر الذي يشكل المادة الرئيسية التي استخدمت في بنائه·

وللقصر ثلاث بوابات رئيسية اثنتان منها كبيرتان إحداها من الشرق وهي أكبرهم والأخرى من الشمال في الاتجاه الشرقي مخصصة لدخول ضيوف البادية أما الثالثة فهي صغيرة وتقع في الناحية الشمالية وصنعت هذه البوابات من الخشب القوي وثبتت بمسامير معدنية كبيرة·

طباعة  

الخليج العربي واقعه المعاصر وأهميته الاستراتيجية
ثروات متنوعة وصراع أوروبي لبسط النفوذ

 
لبنان ومخططات التدمير!
"ويل للعرب من شرّ قد اقترب"

 
إصدارات
 
النخب السعودية المثقفة والموقف من العدوان الإسرائيلي