خواطر ونصوص
في الحكمة والحياة والوجود
صدر للكاتب بدر عبداللطيف المنيس عن دار قرطاس للنشر كتابان، الأول تحت عنوان "وطن الأحلام" ويحوي بين دفتيه مجموعة من النصوص والخواطر الأدبية حول الوطن والحياة والحب والإنسان ومن ضمن ما جاء في بعض النصوص التي تحتفي بالجانب الوجداني·
يقول المنيس في نص تحت عنوان الحنين:
"الحنين والشوق
يقطعان قلبي ويذيبانه
وأشرب من رحيقهما
كؤوساً وأشرب
وأنتشي من العذوبة
والكأس لا ينضب"
ويقول في نص آخر تحت عنوان "أحياء":
"أواه يا حبيبتي
كم نحن موضوعيون
كم نحن ملتزمون
وكم نحن آدميون
وكم نحن أذكياء وعقلاء
ونسير بخطى ثابتة
نحو الآخرين والأشياء"
ولكن مالنا والآخرين
ومالنا والأشياء
ويثير المنيس في كتابه هذا مجموعة من الأسئلة، حول القدر، والإنسان وعلاقته بالوجود والطبيعة يقول:
"لو نزل الإنسان إلى قاع الكون فماذا سيجد؟
لو كانت الكلمات تتساقط على الأرض بدلاً من أن تسبح في الفضاء فهل كنا سنجد مكاناً نجلس فيه؟"
ويقول في نص آخر تحت عنوان "درب الشك":
أما آن للإنسان أن يكف البحث عن سعادة وهمية
"أما آن لروحه أن تستريح من الواقعية المزعومة
أما آن له أن يعيش بقية حياته بحرّية
أكلّ ما قلته آنفاً وهم أم هي حقائق علمية؟"
* * *
الكتاب الآخر تحت عنوان "قالوا ونقول" ويحوي أيضاً مجموعة من الخواطر والنصوص والمقالات، إلا أنها هنا تركن إلى الحكمة والتأمل وتميل إلى رصد حالات الإنسان المختلفة وسعيه إلى العيش والحياة واللهاث وراء رزقه اليومي
في دوامة لا تنتهي، وهي حالة يصفها الكاتب بالأوهام ويدعو للتخلص منها·
يقول المنيس في مقدمة كتابه: "إن تحرير النفس من الأوهام لهو من أصعب الأمور التي يمكن للمرء القيام بها، لأنها أمور ارتبطت بالإنسان منذ ولادته، وتشبع بها في مراحل حياته المختلفة في البيت والمدرسة ومع الأصحاب·· إلخ"·
فأصبحت بالنسبة إليه كالهواء الذي يتنفسه، أو كأنها من طبيعة الأشياء، كنزول المطر وشروق الشمس، والأوهام تأخذ عدة أشكال منها ما هو ثقافي واجتماعي وتاريخي وشخصي وغيره، والأوهام تجعل الإنسان يتخذ مواقف مسبقة تجاه الموضوعات والأحداث المختلفة التي تواجهه، وتشكل الأوهام في حقيقة الأمر قيوداً على الناس تجعلهم يعيشون أسرى تحيزاتهم وتعصباتهم وأهوائهم المتنوعة، دون أن يعلموا ذلك في غالب الأحيان"·
ومن المقولات التي تتسم بالتأمل والحكمة في الكتاب "ضيق الأفق، هو كالذي ينظر إلى ماء في كأس ويحسب أنه كل الماء في الوجود"·
"اللغة الانجليزية: إنسان يمر في شارع سيراً على الأقدام·
اللغة العربية: ذلك الإنسان نفسه يمر في ذات الشارع، في موكب·
