رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 أغسطس 2006
العدد 1741

الخليج العربي واقعه المعاصر وأهميته الاستراتيجية
ثروات متنوعة وصراع أوروبي لبسط النفوذ
                                                                          

 

كتب المحرر الثقافي:

في كتابه الصادر مؤخراً عن دار قرطاس للنشر تحت عنوان "تاريخ الخليج العربي في العصر الحديث والمعاصر"، يتناول د· خالد الوسمي أهم المراحل التي مرت بها دول الخليج العربي في العصر الحديث، مفرداً صفحات كثيرة من الكتاب للحديث عن الصراع الأوروبي في محاولة لبسط السيطرة والنفوذ على هذه المنطقة الغنية بالنفط، فمن ذلك مثلا الهيمنة البرتغالية على شواطئ عُمان والخليج، وما تتبعها من منافسة حادة من بقية الدول الأوروبية مثل هولندا، انكلترا، فرنسا، روسيا، ألمانيا، ويشير د· الوسمي الى أن سقوط مسقط في يد اليعاربة سنة 1650 م حرم البرتغال من آخر قلعة حصينة لها في منطقة الخليج العربي، ويقول د· الوسمي عن أسباب فقد البرتغال سيطرتها على الخليج:

لقد فقدت البرتغال وجودها لأسباب كثيرة من أهمها ظهور القوى الأوروبية الأخرى المنافسة، فتكاتفت هولندا وبريطانيا لإنهاء وجود البرتغال، كما أن أهالي المنطقة قاموا بدور نضالي مهم في تفتيت القوى البرتغالية·

 

فصول الكتاب

 

وقد قسم د· الوسمي كتابه الى أربعة فصول تأتي على النحو الآتي: الفصل الأول يتناول أهمية الخليج العربي قديما وحديثا، وأما الفصل الثاني فيتحدث عن التنافس الأوروبي على الخليج العربي·

ونجد الفصل الثالث ليتحدث عن تفاصيل هذا التنافس متخذا من التنافس، الفرنسي البريطاني، نموذجاً وأما الفصل الرابع والأخير فقد خصصه للحديث عن بريطانيا وعلاقتها بالخليج العربي·

 

أهمية الخليج

 

وقد أولى د· الوسمي اهتماما كبيراً بأهمية الخليج من حيث الموقع الاستراتيجي أو من حيث الغنى في النفط والموارد الطبيعية مستشهدا في ذلك تقول ويلسون: في كتابه الخليج العربي: "ما من بحر متداخل في اليابسة كان ولا يزال موضع اهتمام كبير للجيولوجي وعالم الآثار والمؤرخ والجغرافي والتاجر ورجل الدولة ولدارس الاستراتيجية الدولية أكثر من المياه الداخلية التي تعرف بالخليج العربي"·

 

فرنسا- بريطانيا

 

وقد تحدث د· الوسمي في الفصل الثالث مطولاً عن التنافس الفرنسي البريطاني يقول في ذلك: مع قيام الثورة الفرنسية اشتعلت المنافسة مجدداً بين فرنسا وبريطانيا، وتحملت عُمان عواقب ذلك بأن أصبحت ساحة المواجهة بين الدولتين، بسبب موقعها وبما أن لجنة الشؤون الخارجية الفرنسية تبنت جانبا من آراء قنصل فرنسا في بغداد السيد روسو، فقد اقترحت إقامة قنصلية فرنسية في مسقط، تكون ذات فائدة لتجاربها في الخليج العربي، و"لمراقبة الهند"، ورشحت المواطن بوشان بالأفضلية أمام لجنة الخلاص الحكومي،  التي أقرت الترشيح ولكن بدلاً من إرسال بوشان مباشرة الى هذا المركز حيث كان يمكنه أن يقدم خدمات كبرى، تم تكليفه باستكشاف مختلف طرق آسيا الصغرى أولا، وكذلك التقاه بونابرت في مصر، وبدل إرسال هذا المعتمد الرسمي، ليعقد صلات وثيقة مع الوهابيين وإمام عُمان الذي كان يبحث عن الاتصال به·

وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا غير مهتمة كثيرا بعُمان رغم المصالح التجارية التي كانت لها في مسقط، كان نفوذها في هذه الفترة ضعيفا وهذا ما يلاحظه أحد السماسرة الهنود الذي كتب يقول: "كان الإمام يقدر الفرنسيين تقديرا أعلى بكثير من تقديره للإنكليز"·

ومع مجيء بونابرت الى مصر تبدلت السياسة البريطانية التي كانت لا تزال ضعيفة في منطقة الخليج، وبالفعل فقد بدأت بممارسة نشاط في هذه المنطقة يعكس قلقها من احتمال

قيام هجوم فرنسي في الهند عن طريق الخليج العربي· وفي 12 أكتوبر1798 افتتحت العلاقات بين عُمان وبريطانيا باتفاقية بين شركة الهند الشرقية وحاكم عُمان سلطان بن أحمد، وبمقتضى بنود هذه الاتفاقية كان ينبغي إبعاد الهولنديين والفرنسيين بخاصة عن أراضي عُمان، ما دامت الحرب مشتعلة·

ويقول في ذات السياق مركزاً على الجانب البريطاني:

يرجع المؤرخون بداية العلاقات بين بريطانيا والخليج العربي إلى المرحلة التي قام بها أربعة مغامرين إنكليز سنة 1583، التي انتهت بهم إلى السجون البرتغالية في "غوا"، ولم تبدأ العلاقات بالفعل بين الجانبين إلا بعد انتصار بريطانيا على إسبانيا، وتدمير الأسطول الإسباني (الأرمادا) سنة 1588 وفي سنة 1600 أصبحت شركة الهند الشرقية وبمرسوم ملكي "شركة تجار لندن الذين يتاجرون مع جزر الهند الشرقية"، وابتداء من هذا التاريخ أقيمت علاقات تجارية جدية مع الخليج· وعلى مدى قرن كامل من الزمن أظهر الإنكليز براعة عسكرية ودبلوماسية لا نظير لها في محاولتهم لإبعاد منافسيهم البرتغاليين والهولنديين وخلال مرحلة أولية ظلت تجارة الإنكليز ضعيفة جداً، إن لم تكن خاسرة ولكن مثابرتهم جعلتهم قوة كبرى لا منافس لها في خليج عُمان·

 

مراجع ذلك

 

وقد أفاد د· الوسمي في بحثه القيم هذا من قائمة طويلة من المراجع العربية والفرنسية والإنكليزية، وكذلك بعض الوثائق الفرنسية المهمة، والدوريات والمجلات المتخصصة، مما يضفي على البحث أهمية خاصة من حيث التوثيق، الذي هو مطلب مهم لكل بحث أكاديمي جاد·

طباعة  

لبنان ومخططات التدمير!
"ويل للعرب من شرّ قد اقترب"

 
إصدارات
 
من أبرزها المرسم الحر وبيت ديكسون رمز الصداقة
المنازل التراثية تحكي تاريخ الكويت القديم

 
النخب السعودية المثقفة والموقف من العدوان الإسرائيلي