رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 أغسطس 2006
العدد 1740

أخطأ المحللون...
حين قارنوها بحرب 1982

                                                    

 

·       هذه العملية حظيت بتأييد عالمي  وتفهم "ضمني" من الدول العربية

·       المبالغة في قدرة القوات الجوية على حسم  المعركة.. أبرز إخفاقات الجيش الإسرائيلي

·         دمّرنا معظم الصواريخ بعيدة المدى ومنصات إطلاقها خلال الثماني وأربعين ساعة الأولى من الحرب

 

بقلم: يوسي ميلمان:

هذه ليست حرباً عادلة فقط بل أيضاً ذكية وناجحة، فلا داع للإطالة في الحديث عن عدالتها، لكن هناك جدل حول نجاحها وما إذا أُديرت بحكمة أم لا، فمعظم المحللين السياسيين والعسكريين ينتقدون طريقة إدارة الحرب، ويشككون بحكمة القيادة السياسية ويشيرون إلى ما يزعمون أنه حماقة لدى القيادة العسكرية، ومع ذلك، هناك فجوة واسعة بين غالبية الرأي العام والإعلام في إسرائيل·

ويتجاهل معظم المعلقين حقيقة مركزية هي أن إسرائيل دخلت الحرب وهي تفرض قيوداً عسكرية وسياسية على نفسها، وكانت محقة في ذلك، لقد كان بوسع جيش الدفاع الإسرائيلي - بناء على توجيهات من الحكومة - احتلال معظم الأراضي اللبنانية خلال عدة أيام، كما فعل عام 1982، ولكن هذا لم يكن الهدف هذه المرة، فإسرائيل تريد تقليص خسائرها، وبالتالي، يتحرك الجيش بعناية، وهو الذي رأى فيه البعض - خطأ - بأنه تردد من جانب القيادة السياسية، ولم تشأ الحكومة استدعاء الاحتياط كي تتجنب التسبب بمزيد من الضرر في الاقتصاد·

ففي الأسبوع الأول من حرب عام 1982 قُتل ما بين 6 - 10 آلاف لبناني وفلسطيني، أما هذه المرة، سقط حوالي 700 مدني لبناني وحوالي 300 مقاتل من "حزب الله" خلال ثلاثة أسابيع، وفي عام 1982، عملت إسرائيل على استفزاز سورية وحاولت جرها الحرب (وكادت أن تنجح)، أما هذه المرة، فتحاول إسرائيل إبعاد سورية عن الحرب·

 

مصلحة إسرائيلية

 

وفي عام 1982، شنت حكومة مناحيم بيغن وارئييل شارون الحرب لخلق مجموعة من ردود الأفعال بهدف خلق نظام إقليمي جديد، وكان نصب عين الحكومة الإسرائيلية آنذاك تعزيز حكم المسيحيين بزعامة بشير الجميل، حتى يقوموا بطرد الفلسطينين إلى سورية على أمل أن يتحركوا من هناك إلى الأردن وإقامة دولتهم هناك، أما هذه المرة، فلا تستهدف إسرائيل إسقاط حكومة فؤاد السنيورة الموالية للغرب، وتريد إضعاف "حزب الله" دون إلحاق أذى كبير بالنسيج الديني - الاثني - السياسي الهش في لبنان·

وقد انبثقت هذه القيود من مصلحة إسرائيلية ومطالب أمريكية واضحة· وهي السبب ليس فقط بالتأييد الأمريكي للعملية، بل في تفهم معظم دول العالم لها، بما في ذلك التفهم الضمني من معظم الدول العربية، وكذلك، ترغب غالبية اللبنانين في الداخل والشتات، في رؤية "حزب الله" وقد أصيب بالهزيمة والإهانة·

فالسلوك الإسرائيلي في هذه الحرب لا يعود إلى الضعف، بل ينطلق من استراتيجية سياسية مبنية على فهم حدود القوة العسكرية، ومن هذا المنطلق، يمكن أن نقدر منجزات الحرب حتى الآن، بصورة أكبر، صحيح أنه كانت هناك إخفاقات وأخطاء، فمثلاً يبدو أن رئيس الأركان القادم من سلاح الجو، قد بالغ في قدرة الطيران على أداء المهمة بمفرده·

وربما كان يتعين استدعاء الاحتياط والزج بهم في المعركة في وقت مبكر، ويمكن للمرء أن يرى وجهات نظر مختلفة في هذا الشأن عند كبار القادة العسكريين، وحدث هناك إخفاق على مستوى القوات البحرية أيضاً، ويمكن أن نضيف للنقاط السلبية كذلك، السجال بين الذين تمكنوا من مغادرة المناطق الشمالية من السكان، والذين لم يستطيعوا المغادرة·

 

ضربات قاسية

 

ولكن ذلك كله يتضاءل أمام نجاحات هذه العملية العسكرية، فقد تمكن سلاح الجو - بناء على معلومات استخباراتية دقيقة - من تدمير معظم الصواريخ طويلة المدى ومنصات إطلاقها، خلال الثماني وأربعين ساعة الأولى من الحرب، وبفضل المعلومات الاستخباراتية أيضاً، قامت القوات الخاصة بتنفيذ عمليات في عمق أرض العدو، وتلقت مقرات القيادة وشبكة الاتصالات التابعة لحزب الله ضربات قاسية منها وتم تدمير خطوط التحصينات التابعة للحزب على طول الأراضي الواقعة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية·

ومع كل الألم على خسائر هذه الحرب في الأرواح والممتلكات، فهي حرب نفسية أيضاً ومعركة من أجل كسب الضمير الشعبي، وهي معركة تكسبها إسرائيل بالتأكيد، فالجيش النظامي وقوات الاحتياط يظهرون تصميماً قوياً مبنياً على عدالة القضية التي يحاربون من أجلها، فالمجتمع الإسرائيلي يهز خيوط العنكبوت للرمز حسن نصرالله، ولم يكسب حزب الله أو إيران شيئاً من هذه الحرب، فبدلاً من أن يردع تهديد حزب الله بالصواريخ إسرائيل، فإنها نجحت في إيصال رسالة لطهران ودمشق، وربما لحركة حماس، مفادها أن قوة السلاح والتهديدات لن تحقق لهم شيئاً، ويجب على كل هذه الكيانات أن تفهم أنها يمكن أن تحصل على تنازلات من إسرائيل، من خلال المفاوضات، أكبر بكثير مما قد تجنيه باستخدام القوة·

عن: هارتس

طباعة  

غارات إسرائيل على لبنان قوّت أعداءها ولم تضعفهم
 
أولمرت الجبان لا يفهم خطر الفشل على ثقة الولايات المتحدة بإسرائيل!