لبنانيات فوق جدار الخيانة
نضال القادري:
كان "سعد" يفتش عن مدينته وسط الضباب
عن حزنه المبعثر عند الأصيل
عن الأمس الأنيس
عن آخر نخلة لم تنحن تحت أقدام الغزاة··
وعتاد "سعد"، هيام يراقص وجه الخيزران
والتي اعتادت أن تهمس لوجه الله / بغداد
تتلو تعويذة البدايات
إذ لا شيء يساوي حضورها
إلا محار ينزاح من آخر الشطآن
شطّان بيروت التي تصعد لصيادها
لأوغادها القادمين
للغرباء··
للقتلة··
للمحترفين··
ومصاصي الدماء!!
بيروت!! يا بيروت
"انثري عصافيرك الزرقاء
في حانة الرقص
فميتة حانة لا ترقص لك،
لموسيقاك،
لدنياك،
لإله أسكره صباك؟!"
وأنت!! أيها الوجع المقدسي
أيها الملح المتعطش لوجه المجدلية
ألا تكفيك زوادة أمي؟! وآخر زيتونة محروقة في عكا؟!
كل عناقيد الغضب لا تكفي؟!
كل هذا النبيذ؟!!
أيها الأزرق·· "خالد" !! قم هذي بيروت تنادي ساعديك وساعي بريدها الموبوء
يفتش عن مفاتيحها المعلقة فوق وجه المجدلية
يا "خالد" قم للخلود
قل: "كلنا للوطن"
للحياة
"إن الحياة وقفة عز فقط"
وفي هذا السخط، دع نوارسك ترتاح قليلاً
وأنت يا لبنان··
لن يستباح عريك
يا عريسا ذاع صيتك
أيقظنا لنلبس الكرامة من جديد
لنلبس من القهر أحلى وشاح
فما استبد ظالم إلا وشاخ!!
وهذي المجدلية الفلسطينية·· "أذكرها كانت تأتي لبيتنا
فنأكل سويا من زيتون قهرها
حتى صار بيننا ملح وزاد"!!
قم للخلود يا "خالد"
وقل: "كلنا للوطن"
للحياة
ورتل فوق حدائق الشهداء أسفار الوطن المسجى
واترك أفياء صوتك تنداح بين أموات على قيد الحياة
يغازلون ما تبقى من عملاء السفارات،
ودوائر المخابرات،
والعاهرات!!
دع صوتك ينداح مع عناقيد البوح
مع عناقيد الحياة
ففي بلادي ليس للهيكل مكان /
ليس للعبيد
بوارج قتل
ليس للكوابيس التي تضاهي البوح في الليالي المعتمة··
وفي الوغي·· إن لكل عميل "خالد"
(لا تطلقوا النار علينا، إننا راحلون)
وللوطن "سناء" تحرس مجده
وترهب الذي يسرق مفاتيح بيتي، وتفاحة أمي
ويسكر في عرزالنا حتى النصر اللعين··
ليس للخيانة وطن تزف به
فلن ينام أهلي في لبنان وأبوابهم مفتوحة/
مفتوحة للغرباء··
مفتوحة للمحتلين··
للحية الرقطاء··
لدودة القز التي تنخر كل شيء في سباتنا إلا التوت
لن ينام أهلي، في لبنان، وأبوابهم مفتوحة
في بيروت·· لن ينام أهلي وأبوابهم مفتوحة
للشياطين·· لليهود··
واليهود·· طبخة سم
"شي يوم بدن·· يحرقو·· بيروت
كار الغدر والملعني·· كارنْ
سمهم مثل الدسَمْ·· بيفوت
شاعر لبناني مقيم بكندا
