بقلم: عبدالله النيباري
يصر ايهود أولمرت بأنه لا وقف لإطلاق النار وأن الحرب ستستمر رغم ثمنها الباهظ المؤلم لإزالة ما سماه التهديد الاستراتيجي لأمن إسرائيل· وطلب منحة 24 يوماً لاتمام ذلك·
وعلى الرغم من رد الفعل العالمي العنيف على مجزرة قانا ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة وكل دول العالم بالإيقاف الفوري للقتال إلا أن إدارة الرئيس بوش وحليفه أو تابعه السيد بلير قد نجحا في منع مجلس الأمن من اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار مثلما فعلا في مؤتمر روما وقبلها الاجتماع السابق لمجلس الأمن بل أكثر من ذلك منعا أتخاذ قرار بإدانة إسرائيل للجريمة التي ارتكبتها في قانا·
وعلى الرغم من تغير لهجة بوش وبلير ووعود كوندليزا رايس إلا أنهم مازالوا يقفون ضد إيقاف القتال لإعطاء إسرائيل الوقت الذي تحتاجه لتحقيق أهداف حربها في لبنان·
ولكن رغم ما قامت به إسرائيل بالتأييد الأمريكي لها ومدها بالقنابل الذكية وتزويدها بالنفط وتوفير الغطاء السياسي طيلة الفترة الماضية لتقطيع أوصال لبنان وتدمير البنية التحتية والمصانع والمساكن على من فيها وارتفاع القتلى الى أكثر من 800 فرد وتهجير أكثر من 800 ألف بالرغم من كل ذلك فإن إسرائيل وأمريكا لم تتمكنا من تحقيق أهداف الحرب بتغيير المعادلة السياسية في لبنان وإيجاد شرق أوسط جديد ابتداء بتصفية المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله· اسرائيل حطمت لبنانن لكن وحدة الوطنية بقيت صامدة متماسكة·
وبحسب ما تناقلته الصحافة العالمية فإن اهداف الحرب المعلنة أصبحت بعيدة عن التحقيق، جريدة الهيرالد تريبيون في افتتاحيتها(31/7/2006) قالت:
"لأكثر من أسبوعين ناور بوش لمنع إيقاف إطلاق النار لتمكين إسرائيل من الاستمرار في حربها إلا أن الخلل في هذا التفكير هو أنه لا مجال حتى بأسابيع من القتال والقصف الجوي للنجاح في نزع جزء من صواريخ حزب الله البالغ 12000 صاروخ·· وأن منظر الضحايا والمهجرين والتدمير سيزيد من شعبية حزب الله وسيزيد من المشاكل التي ستواجهها الدول العربية المعتدلة المتحالفة مع أمريكا"·
وأمام تقلص فرص إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة بدأت التراجع عن تصفية حزب الله إلى نزع سلاحه، ثم إلى إضعاف قدرته القتالية، ثم الى إبعاده عن الحدود الى ما بعد نهر الليطاني فقط، ثم الى احتلال 2 كلم من الشريط الحدودي، ثم القبول بتواجد قوات دولية في منطقة عازلة بعد أن كانت ترفضها بحجة عدم فعاليتها·
ولكن تشكيل القوات الدولية كما تطالب بها أمريكا وإسرائيل أصبح أمرا تكتنفه صعوبات، لأن قليلاً من الدول لديها استعداد للمخاطرة بإرسال جنودها الى منطقة محفوفة بالمخاطر، وأمريكا وبريطانيا مشغولتان بالعراق، وفي الأساس فإن تشكيل مثل هذه القوة سيستغرق وقتا طويلا قد يستغرق أشهراً·
إذن ما هو حصاد المجازر التي ارتكبتها ومازالت تواصل ارتكابها إسرائيل ولا أحد يعلم الى متى ستمتد؟
المحصلة هي مزيد من العداء لإسرائيل وفقدان الثقة بالتسوية السلمية بينها وبين العرب، ومزيد من الكراهية لأمريكا وساستها وسياستها اتجاه المنطقة، وخيبة الأمل في الموقف الأوروبي·
أما الأنظمة العربية فربما تكون أكبر الخاسرين لانكشاف ضعفها وانفضاح تخاذلها، وفقدانها ما تبقى من مصداقيتها حيث وقفت متفرجة اللهم ما عدا تحرك السعودية الدولي الذي لم يأت بنتيجة، فيما إسرائيل مصممة على تنفيذ مجازرها وتدميرها في لبنان وفلسطين·
وإذا كانت امريكا اعتبرت هذه الحرب جزءاً من الحرب ضد الإرهاب فإن مساندتها لهذه الحرب واعتبارها أرواح العرب من الرخص لدرجة لا تستحق الاكتراث تكون قد زدات الأرض خصوبة لانتاج التشدد والإرهاب·